عبدالعزيز المشاري: «بيت الشعر» يركز على الجيل الحالي

نشر في 17-02-2022
آخر تحديث 17-02-2022 | 00:01
الشاعر عبدالعزيز المشاري
الشاعر عبدالعزيز المشاري
محبّ للغة العربية ومفرداتها العذبة، يرى أن هناك مسافة خُلقت بين من يسمع القصيدة الشعرية كمستمع عام، وبين الشعر نفسه بسبب بعض الموجات "التغريبية" وغيرها من أسباب تداخلت لتنشِئ هذه الفجوة، ويؤكد أن المتلقي العام هو الأهم بالنسبة له من الناقد أو الشاعر.

إنه الشاعر عبدالعزيز المشاري، رئيس "بيت الشعر الكويتي" في رابطة الأدباء الكويتيين، الذي حل ضيفاً على "الجريدة" ليتحدث عن الشعر وأهداف بيت الشعر المستقبلية، وإليكم تفاصيل اللقاء:

استهل المشاري اللقاء بالقول:"لنتحدث أولاً عن الشعر الذي يعتبر المنتج المفترض تقديمه من خلال إحدى مؤسسات الدولة الحكومية أو جمعيات النفع العام، من خلال قناعاتي الشخصية أرى أن الشعر تعرض لمحاولات تشويه متعمد أو غير متعمد، وأرى أن من أهم مظاهر التشويه هو الحاجز النفسي الذي خلق بين متلقي القصيدة صغيراً وكبيراً وبين الشاعر".

وتابع المشاري أنه بنظرة سريعة إلى الشعر في اليابان، على سبيل المثال، فإن لديهم شعر معروف بـ "الهايكو"، يرتكز على أمرين أساسيين الصوت النهائي الناتج من الشعر بإصداره للإيقاعات الشعرية أو ما يعرف بالبحر الشعري بالنسبة للشعر العربي، والأمر الثاني هي المعاني وكيفية كتابها في هذا الشكل "الهايكو" الذي أسميه بحر الشعر بلغتنا.

وأضاف: بحديثنا عن الشعر في الوطن العربي نجد أننا بحاجة إلى أن نمدّ جذور هذا الشعر لنقطف ثمرته في كل حين، وبالعودة مرة أخرى إلى المشهد في الوطن العربي نؤكد أن هناك مسافة ما زالت موجودة بين المستمع العامي للشعر والشاعر كما ذكرنا آنفاً.

تعريف الشعر

وعن متلقي الشعر، يعتبر المشاري أن "المتلقي العادي هو الأهم بالنسبة لي من الناقد أو الشاعر، فهو لا يعرف الصنعة وأنا المفروض ألا أخوض معه في الصنعة لكنني حين أقرأ له الأبيات من الشعر، فالمفترض مني أن أجعله يستمتع مثلما يستمع لدى سماع الموسيقى، التي لا يعرف عنها النغمات والإيقاعات وخامات الأصوات وغيرها، فالمستمع دائماً يهتم بالمنتج النهائي".

وتابع أن "كثرة النقاش حول الشعر وقلة العمل فيه أخرت الإنتاج في الشعر العربي، نعود مرة أخرى ونربط كل ما ذكرناه بأهداف بيت الشعر وواحدة منها النشر والتركيز عليه، الموضوع الثاني وهو الأكثر أهمية إعادة تعريف الشعر في الوقت الحاضر، فلا يمكن لشخص أن يعيد تعريف الشعر إنما التاريخ هو الذي يعرف الشعر، والتاريخ يكتبه أشخاص من مختلف الثقافات والانتماءات".

وزاد: لذلك ولكثرة النقاش العقيم حول ماهية الشعر أدى ذلك إلى ارتداد كبير من كثير من المستمعين على وجه التحديد والكتاب الذين يكتبون بالطريقة الكلاسيكية، لكن من الملاحظ أن هناك فئة متميزة في الوطن العربي تمسكوا بمفهوم الشعر، فجعلوا من قالب الوزن أو الشعر أو الموسيقى ما هو إلا مركب، وهذا المركب كل مرة يركب عليه أشخاص مختلفين يصلون إلى الضفة الأخرى، بالتالي ستصل معاني مختلفة.

أهداف

وقال المشاري:"بسبب جائحة كورونا وكثرة الاشتراطات الصحية، فإن هذه الأهداف ستظل موجودة إلى أن يتاح لها النظر إلى النور مرة أخرى، فنحن تحدثنا عن أمرين التعليم والتعريف، والتركيز على الجيل القادم، فالأجيال الصغيرة تحتاج من يعطيها الدعم ويناولها أدوات ومفاتيح الإبداع الأدبي. لذلك آمل أن تحقق بوجودي أو بوجود غيري بهذا المكان تلك الأهداف في بيت الشعر وهي: التعليم للنشء، إعادة التعريف، وإعادة عرض الشعر بطريقة مختلفة.

وأضاف:"الشعر فن مسموع وليس مقروءاً كالرواية مثلاً، فتداخل المفاهيم بين الرواية والشعر سبب رؤية غير واضحة لمنتج والمتلقي بشكل عام. وفي عمليات التراجم في القرن العشرين رغم أني لا أقتنع بأنها سلبية بالكامل لكنها سببت بعض المشاكل اللغوية وتلك المتعلقة بفهم الأدب وفنونه بشكل عام".

فضة المعيلي

أصبحت هناك مسافة كبيرة بين الشاعر وشعره والمتلقي العام

الشعر فن مسموع وليس مقروءاً وتداخل المفاهيم بينه وبين الرواية أعطى رؤية غير واضحة
back to top