«إريكسون» دفعت مليار دولار لتسوية تحقيقات فساد في دول منها الكويت
تراجع أسهم الشركة مع مزاعم دعم «داعش»
تراجعت الأسهم في إريكسون بشكل حاد، بعد أن اعترف بورج إيكهولم، الرئيس التنفيذي لشركة صناعة معدات الاتصالات السويدية، أنه ربما دفع مبالغ إلى تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق. وقالت "إريكسون" في وقت متأخر أمس الأول، إن تحقيقًا داخليًا من عام 2019 كشف عن انتهاكات خطيرة لقواعد الامتثال في العراق، بما في ذلك مدفوعات لتوفير طرق النقل للتهرب من الجمارك المحلية.وبحسب "فاينانشيال تايمز" صرح إيكهولم لصحيفة داجين انداستري السويدية أمس "ما نراه هو أن طرق النقل تم شراؤها من المناطق التي سيطرت عليها المنظمات الإرهابية، بما في ذلك داعش".
وأشارت الى تراجع الأسهم في إريكسون بنسبة 8.5 في المئة أمس، وانخفضت بنسبة 7 في المئة في منتصف التعاملات الصباحية. فيما لفتت إلى أن "إريكسون" دفعت أكثر من مليار دولار في ديسمبر 2019، لتسوية التحقيقات الجنائية والمدنية الأميركية في الفساد الأجنبي، في دول تمتد من الصين وإندونيسيا وفيتنام وجيبوتي والكويت. ولكن المجموعة السويدية قالت، في أكتوبر الماضي، إن وزارة العدل الأميركية حذرت من أنها انتهكت التزاماتها بموجب اتفاق مقاضاة مؤجل بعدم تقديم وثائق ومعلومات. ومن غير الواضح ما إذا كانت المزاعم في العراق تشكل جزءاً من الخرق، لكن البلاد لم تكن واحدة من 5 دول وردت أسماؤها في تسوية 2019. وقالت "إريكسون" إن مطالبات النفقات غير العادية، التي يعود تاريخها إلى 2018، أثارت تحقيقًا داخليًا، ووجد انتهاكات جسيمة لقواعد الامتثال والأخلاقيات الخاصة بـ "سوء السلوك المرتبط بالفساد". وشملت الأدلة تقديم تبرعات بدون مستفيد واضح؛ دفع الموردين دون وثائق؛ استخدام الموردين لتسديد المدفوعات النقدية؛ السفر والنفقات غير المناسبة؛ والاستخدام غير السليم لوكلاء المبيعات والاستشاريين. وأضافت الشركة أنها وجدت أيضًا انتهاكات للضوابط المالية الداخلية للشركة، وتضارب المصالح، وعدم الامتثال لقوانين الضرائب، وعرقلة التحقيق.ولم يتمكن محققوها من تحديد المتلقي النهائي للمدفوعات مقابل طرق النقل البديلة، لكنهم حدثوا في وقت كانت فيه "داعش" ومنظمات إرهابية أخرى تسيطر على بعض الطرق. ووجد التحقيق أيضًا مدفوعات نقدية "من المحتمل أن تخلق مخاطر غسيل الأموال". وقالت المجموعة السويدية إنها "لا تستطيع تحديد أن أي موظف في إريكسون متورط بشكل مباشر في تمويل المنظمات الإرهابية"، لكنها أضافت أن العديد من العمال "خرجوا من الشركة".وتشكل هذه الاكتشافات صعوبة كبيرة لإيكهولم، بعد أن حاول وضع تحقيق الفساد وراءه كجزء من إعادة هيكلة المجموعة السويدية، التي استعادت تاجها كأكبر صانع لمعدات الشبكات في العالم بسبب نجاحها في عقود اتصالات 5G.قال ستيف بيكين، الذي كان وقتها مديراً مشاركًا لقسم الإنفاذ في لجنة الأوراق المالية والبورصات، في عام 2019 إن إريكسون "انخرطت في خطة رشوة فظيعة عدة سنوات، عبر قارات متعددة، من خلال استخدام الأموال الخفية وتحويل الأموال من خلال وسطاء زائفين". وقال إيكهولم في ذلك الوقت: "لقد عملنا بلا كلل لتنفيذ برنامج امتثال قوي. هذا العمل لن يتوقف أبدا".