بقايا خيال: ضفادع بشرية... «خربانة من البيضة»!!
في غابات الأمازون توجد أنواع من الضفادع صغيرة الحجم وبألوان فسفورية جذابة ولكنها سامة، وفي كل مرة تلد الأنثى خمس بيضات يقوم الذكر أو الأب بتوفير الحماية لـ"ذريته الجديدة"، فيقوم بحملها على ظهره ويوزع كل واحدة منها على مكان مختلف عن الآخر بعيداً عن أعين الزواحف والطيور، إذ يضع كل بيضة داخل تجويف النباتات التي تتجمع فيها قطرات من مياه الأمطار، مستغلاً بذور هذه النباتات لتتغذى عليها البيوض، ويعمل الذكر على التنقل بين هذه الأماكن لتفقد أحوال ذريته كل يوم، وقد تموت هذه البيضة إذا نقص الماء أو استهلكت البذور في تجويف أي نبتة حاضنة للبيضة، لذا يقوم الذكر بحمل البيضة على ظهره وينقلها إلى نبتة أخرى فيها ما يكفي من الماء والبذور. وإذا رأى الذكر أن هذه النبتة الحاضنة لا تحتوي على غذاء كاف للبيضة، بحث عن أنثاه أو الأم وأتى بها إلى حيث البيضة الضحية لتضع بيضة غير ملقحة داخل تجويف النبتة الحاضنة لبيضها لتتغذى عليها "ذريتها" حتى تكبر وتصبح بالحجم الطبيعي لوالديها السامين لتواصل دورة الحياة الطبيعية ولتحقيق التوازن البيئي. هذا ما يحدث في عالم مخلوقات الله من الحيوانات، التي لا يمكنها أن تنكر نسب ذريتها، بل هي لا تستطيع ذلك، "لأن نفس الشكل نفسه"، "ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك"، ولكن ماذا يحدث في عالم الإنسان أو دنيا الحيوانات الناطقة السامة؟ يستعد هذا الحيوان الناطق للسفر حاملاً أمتعته متزيناً بأمواله وبطاقات الائتمان الخاصة به والتي سيفاخر بها أمام إناث الدنيا شرقاً وغرباً وشمالاً، أما جنوباً فلا، لأنهم كلهم "جياكر"، فهذا عهدنا منذ الغزوات الإسلامية الأولى التي لم تتجه واحدة منها نحو الجنوب، ولا أحد اتجه إلى أواسط أدغال إفريقيا من المسلمين سوى الراحل الكبير عبدالرحمن السميط الذي لم يفعلها إلا لوجه الله سبحانه وتعالى. عموماً، يستقر المقام بهذا الحيوان الناطق في دولة من الدول الفقيرة التي تتميز بجمال بناتها، فيغريهن بالمال والجاه والمستقبل المشرق للزواج بهن، ثم يغادر متعهداً بالعودة إلى زوجته التي تكتشف بعد مغادرة ذلك الحيوان الناطق السام أنها حامل، ويكون من نتاج الغدر في هذه العلاقة المسمومة ولدٌ أو بنتٌ أو أكثر لا يعرفون شيئاً عن أبيهم المجهول الهوية، لتنشأ بعدها ظاهرة البدون عبر البحار أو ما وراء الحدود.
البدون، الذين دخل أكثرهم إلى بلدان مختلفة عبر المنافذ الرسمية بشكل شرعي، ثم قاموا بإتلاف هوياتهم أو ما يثبت شخصياتهم، من أجل أن يعيشوا على أرض هذه الدول، أصبحوا ظاهرة "ابتلشت" بها كثير من دول العالم إما بسبب إهمال هذه الدول في تطبيق القوانين، أو لتكاسلها في متابعة أوضاع المقيمين على أرضها بصورة غير شرعية، حتى تكاثروا وصاروا شوكة في خاصرتها استوجب نزعها وكسرها والتخلص منها. هناك بدون حقيقيون عبر الحدود الجغرافية يمكننا أن نطلق عليهم "بدون أب" بسبب جريمة ارتكبها أشباه الآباء الباحثين عن ملذاتهم الشخصية، فتركوا آثاراً لجرائمهم الإنسانية في كل مكان، كما "ابتلشت" بها سفارات الدول التي تتبع لها تلك الحيوانات الناطقة، فأيهما يحمل السم الزعاف القاتل للإنسان والإنسانية؟ ضفدع الأمازون؟ أم تلك الحيوانات الناطقة؟