مسؤولان أميركيان في مهمة مستحيلة لإقناع السعودية بزيادة إنتاج النفط

واشنطن سئمت الحوثيين لكن لا قرار بعدُ لإعادة تصنيفهم

نشر في 17-02-2022
آخر تحديث 17-02-2022 | 18:48
الأمير عبدالعزيز في ندوة لمنظمة أوبك بالرياض أمس	(رويترز)
الأمير عبدالعزيز في ندوة لمنظمة أوبك بالرياض أمس (رويترز)
بعد مرور أسبوع على اتصال أجراه مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تناول أزمة الطاقة المحتملة والعمليات الإرهابية للحوثيين في اليمن، ألقى الرئيس الأميركي جو بايدن بثقله لإقناع السعودية، المنتج الأول للبترول في العالم، بضخ المزيد من النفط، وأرسل لهذه المهمة الصعبة اثنين من كبار مسؤولي إدارته في محاولة جديدة لدفعها للتخلي عن اتفاق مجموعة «أوبك بلس».

وأوضح مصدر في السفارة الأميركية بالسعودية أن منسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط بريت ماكغورك ومبعوث وزارة الخارجية للطاقة آموس هوكستاين وصلا إلى الرياض أمس في زيارة يلتقيان خلالها وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان لبحث تلبية طلب بايدن زيادة السعودية إنتاجها النفطي لكبح جماح ارتفاع الأسعار.

وأوضح المصدر أن ماكغورك وهوكستاين سيعقدان اجتماعاً مع الأمير عبدالعزيز «يناقشان خلاله إمكانية ضخ المملكة المزيد من النفط لأن المخاوف من الغزو الروسي لأوكرانيا لا تزال قائمة، مما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة».

وعلمت وكالة الأنباء الألمانية أن وزير الطاقة السعودي أبلغ نظراءه في دول «أوبك بلس» أن الرياض لن تزود السوق بمزيد من النفط. وتوقع مصدران سعوديان أن يبلغ الوزير السعودي مبعوثي بايدن التزام الرياض باتفاق «أوبك بلس» وصعوبة التخلي عنه.

وفي خطاب ألقاه الثلاثاء، حذر الرئيس الأميركي من أن الوضع قد يزداد سوءاً إذا هاجمت روسيا أوكرانيا «في إشارة إلى ارتفاع أسعار النفط التي وصلت إلى أكثر من 95 دولاراً».

طلب بايدن

وكانت صحيفة «إنترسبت» أعلنت في تقرير لها أن السعودية رفضت طلباً للرئيس بايدن بزيادة إنتاج النفط. وأكدت خلال الاجتماع الأخير لـ «أوبك بلس» الالتزام بتثبيت الإنتاج خلال الأشهر المقبلة.

وتأتي محاولة مبعوثي الرئيس الأميركي إلى السعودية في أعقاب مكالمة هاتفية أجراها الأربعاء قبل الماضي مع العاهل السعودي ناقشا خلالها مجموعة من قضايا الشرق الأوسط وأوروبا، من بينها «ضمان استقرار مخزون الطاقة العالمي»، بحسب البيت الأبيض الذي أشار إلى تطرق الاتصال إلى إنتاج المملكة النفطي الذي ظل منخفضاً منذ أن رفضت طلب بايدن زيادته في أغسطس الفائت.

وأوضح البيان السعودي الرسمي أن الملك سلمان خلال المكالمة «سلّط الضوء على دور اتفاقية أوبك بلس التاريخية، وأهمية الحفاظ عليها»، مؤكداً أهمية الالتزام بالمعاهدة.

وقال بايدن في خطاب، الثلاثاء، إن الغزو الروسي لأوكرانيا من غير المرجح أن يكون «غير مؤلم للأميركيين، وقد يكون هناك تأثير على أسعار الطاقة لدينا، ولذلك نتخذ خطوات نشيطة لزيادة الضغط على أسواق الطاقة الخاصة بنا لتعويض ارتفاع الأسعار».

وبحسب بيان البيت الأبيض، أكد بايدن خلال الاتصال مع الملك سلمان استعداد الولايات المتحدة لمساعدة المملكة بالعمليات الدفاعية ضد الهجمات الأخيرة التي شنها الحوثيون في اليمن عليها وعلى الإمارات.

في السياق، أكدت مجلة فورين بوليسي الأميركية أن فريق السياسة الخارجية لبايدن سئم من الحوثيين مع توقف محادثات السلام لإنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من ثماني سنوات، وتكثيفهم الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ ضد شركاء الولايات المتحدة في المنطقة.

وأشارت المجلة إلى أن ماكغورك يدفع نحو إعادة إدراج الحوثيين على قائمة الإرهاب، وأنه أبلغ كبير منسقى الإغاثة في الأمم المتحدة مارتن غريفيث أن واشنطن تريد مواصلة نقاش تأثير الإجراءات العقابية ضدهم على الأوضاع الإنسانية في اليمن.

ويعكس الدفع نحو إدراج الحوثيين إلى قائمة الإرهاب الإحباط المتزايد بين كبار مسؤولي البيت الأبيض داخل إدارة بايدن، بما في ذلك ماكغورك، بعد سلسلة من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة التي استهدفت السعودية والإمارات والتي نسبتها الحكومتان وواشنطن إلى الحوثيين.

ومما يزيد هذه الإحباطات تعقيداً، فشل جهود بايدن التي استمرت عاماً لإحياء محادثات السلام بين الحكومة المعترف بها دولياً والمتمردين الحوثيين بقيادة المبعوث المعين من جانب بايدن للصراع والدبلوماسي المحنك والخبير الإقليمي تيم ليندركينغ على الرغم من عام من الدبلوماسية المضنية.

وقال مسؤولون أميركيون لفورين بوليسي، إن مسؤولي مجلس الأمن القومي ناقشوا في الرابع من فبراير الماضي إعادة إدراج الحوثيين على قائمة الإرهاب. وأفضى الاجتماع إلى النظر في وسائل أخرى بعد معارضة من مسؤولين أميركيين ودوليين.

حشد وتسوية

وعلى الأرض، قابلت ميليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، إعلان المبعوث الأممي بدء مشاورات الأسبوع المقبل مع جميع الأطراف لتطوير خطة وإطار عمل نحو تسوية سياسية شاملة، بحملة تحشيد واستنفار في مؤشر على مضيها بالحرب. وأطلقت أمس حملة تعبئة إلى جبهات القتال، بالتزامن مع المساعي الأممية لاستئناف محادثات السلام.

back to top