«مراحل التطور الثقافي في الكويت» رصد شامل للمنظومة الأدبية المحلية

نشر في 20-02-2022
آخر تحديث 20-02-2022 | 00:00
يقسم د. عبدالله القتم مراحل التطور الثقافي بالكويت إلى 5 مراحل، وفقاً لجدول زمني دقيق، وأحداث مهمة عاشتها البلاد.
بذل الدكتور بكلية الآداب في جامعة الكويت عبدالله القتم جهداً مضنياً لتحقيق هدفه المتمثل في تقديم إصدار أدبي يرصد فيه مراحل التطور الثقافي في الكويت، يشمل كل الأحداث والوقائع الثقافية والأدبية التي شهدتها الكويت منذ التأسيس حتى وقتنا الحالي.

ويقول القتم في مقدمة إصداره: "تحيا الأمم بالثقافة، ومن لا ثقافة له لا يعد من الأحياء، والعرب أمة من الأمم لهم ثقافتهم المتنوعة منذ أقدم العصور، وازدادت مع دخول العرب في الإسلام، وإنشاء حضارة عريقة لايزال صداها يتردد في العالم، وفي الجامعات العريقة بالعالم يتم تدريس الحضارة والثقافة العربية المتضمنة اللغة العربية وآدابها، والتاريخ العربي، والدين الإسلامي".

ويسلط د. عبدالله القتم من خلال إصداره المقسم إلى جزءين، «مراحل التطور الثقافي في الكويت» على عدد من الشخصيات الأدبية والشعراء غير المعروفين من باب تحري الدقة، والحرص على تدوين المعلومة.

ويهدف الإصدار إلى تغطية جميع الجوانب ذات الصلة بالشأن الأدبي والثقافي، لضمان تقديم رصد شامل وبحث متكامل لمنظومة رصينة تؤرخ لدولة الكويت، لذلك لم يفت المؤلف رصد الأجواء المحيطة عبر الحقب المتباينة، سواء الأجواء السياسية أو الاجتماعية التي تساهم في ثراء المشهد الثقافي وتقدمه أو فقره وتراجعه.

ويسلط الضوء على عدد من الشخصيات الأدبية والشعراء غير المعروفين الذين يبلغ عددهم نحو 28 شاعرا وأديباً، منهم صالح الفيلي، وعبدالعزيز مقامس، وصالح الحداد، كما يشير الكاتب إلى أصحاب الريادة والسبق في هذا المضمار، وهم: عثمان بن سند، والسيد عبدالجليل الطبطبائي، وعبدالله الفرج وغيرهم.

ظروف صعبة

ويلفت الكاتب إلى أن المتتبع للتطور الثقافي في الكويت يحتار في رؤية هذه البيئة الصحراوية البحرية الفقيرة في مواردها الطبيعية، كيف تغلبت على الظروف الصعبة؟ وكيف أنتجت أجيالا من المثقفين تفخر بهم الكويت؟ لقد منّ الله عليها بمجموعة من الرجال الأفذاذ لعبوا دوراً مميزاً في الحياة الثقافية الكويتية، وصنعوا مراحل التطور الثقافي، فالمراحل التي تطورت فيها الثقافة ووصلت إلى الوضع الراهن تبلغ 5 مراحل، شهدت نمواً سريعاً في بعض الفترات، لتنافس كثيرا من الدول التي سبقتها في مضمار التقدم والرقي.

ويرى أن المراحل التي مرت بها الثقافة في الكويت لم تكن متساوية ولكنها تسرع في زمن، وتبطئ في زمن آخر، ولعل بعض التجار وبعض حكام الكويت كان لهم دور في حركة الثقافة، كما أن نزول شخصیات علمية وثقافية عربية في الكويت، وأخرى غير عربية، أدى إلى إثراء الحركة الثقافية الكويتية، غير أن الدور الأكبر لعبه أبناء الكويت النابهون والمثقفون، الذين تطوعوا لنشر ألوية التعليم والثقافة، وبنوا المؤسسات الثقافية من تبرعاتهم وجهودهم الشخصية.

وأضاف: "في هذا البحث أحاول أن أتتبع مراحل التطور الثقافي في الكويت، وقسمت تلك الفترة، إلى 5 مراحل، منذ بداية تكوينها حتى الزمن الحاضر، واعتمدت في التحول من مرحلة إلى مرحلة أخرى على حدث مهم يحدث في الكويت، ثم رجل أو رجال يقفزون بفكرهم وعلمهم خلف تطور المرحلة. ففي المرحلة الأولى: وهي مرحلة جذور الثقافة، فيها عثمان بن سند، والسيد عبدالجليل الطبطبائي، وعبدالله الفرج، ومجموعة المثقفين، وتبدأ في أواخر القرن الثامن عشر".

وذكر "أما بالمرحلة الثانية: وهي مرحلة النهوض، فقد صدرت مجلة الكويت سنة 1928م، وهذا حدث مهم، وإنشاء المراكز الثقافية، وتبدأ منذ بداية القرن العشرين، وفيها الشيخ عبدالعزيز الرشيد، والشيخ يوسف بن عيسى القناعي، ومجموعة أخرى من المثقفين". وتابع "المرحلة الثالثة هي التي جاءت إثر الحدث المهم وهي تصدير النفط، سنة 1946م، وما ترکه الشیخ عبدالله السالم -يرحمه الله- من أثر في نهضة البلاد، والتي هي مبعث النهضة الكبرى، وفيها بناة النهضة الحديثة، ثم تأتي مرحلة من الخمول والجمود، حدثت في منتصف السبعينيات تتلو ذلك المرحلة الخامسة: وهي مرحلة نفض الغبار عن التخلف والجمود، وكان الحدث صدور قوانین حقوق المرأة السياسية، وقانون الصحافة، والحريات العامة، ورجل المرحلة هو سمو الشيخ صباح الأحمد أمير البلاد، يرحمه الله".

مؤرخو الأدب

وتابع القتم: "هذه المراحل التي مرت بها الثقافة في الكويت متكاملة، ولم يختص رجال الثقافة بمرحلة منها بل كان عطاؤهم في معظم سني حياتهم، ولكن وضعهم بالمرحلة يتم عبر أغلب أنشطتهم، ومنهم من بدأ نشاطه الثقافي في المرحلة الأولى واستمر إلى المرحلة الرابعة، أو بدأ في المرحلة الثانية ولايزال يعطي من جهده وثقافته إلى الآن، وحاولت بقدر الإمكان تتبع سير بعض المثقفين الذين أهملهم مؤرخو الأدب، لعدة أسباب، فمن هؤلاء الشعراء والكتاب يكونون شريحة كبيرة من المثقفين في الكويت، ولم يتطرق المؤرخون للإشارة ولو قليلا إلى هؤلاء، لانزوائهم وتقوقعهم على أنفسهم فنسيهم الناس، سوى المقربين منهم، لذا كان دوري في نبش تاریخ وآثار هؤلاء المثقفين، وتسليط الضوء عليهم".

الإصدار يسلط الضوء على شخصيات أدبية وشعراء غير معروفين
back to top