روسيا تختبر صواريخ وواشنطن تحذّر من غزو وشيك لأوكرانيا

• زيلينكسي إلى ألمانيا لحشد دعم حلفائه الغربيين
• الكرملين يصر على أنه لا يخطط لغزو أوكرانيا

نشر في 19-02-2022 | 18:40
آخر تحديث 19-02-2022 | 18:40
تدريبات عسكرية مشتركة للقوات المسلحة لروسيا وبيلاروسيا في منطقة بريست
تدريبات عسكرية مشتركة للقوات المسلحة لروسيا وبيلاروسيا في منطقة بريست
اختبرت روسيا صواريخ بقدرات نووية السبت خلال مناورات عسكرية واسعة النطاق أشرف عليها الرئيس فلاديمير بوتين فيما حذّرت واشنطن مجدداً من أن موسكو تخطط لغزو أوكرانيا في غضون أيام.

في الأثناء، وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي إلى ألمانيا لحشد دعم حلفائه الغربيين رغم تزايد القصف بشكل كبير في شرق البلاد حيث قتل جندي أوكراني وسقطت قذائف أثناء تفقّد وزير داخلية أوكرانيا دينيس موناستيرسكي خط الجبهة دون أن تسجّل أي إصابات.

وأثارت التحذيرات الأميركية وإجلاء المدنيين من المناطق الخاضعة لسيطرة متمرّدين مدعومين من روسيا في أوكرانيا مخاوف من اندلاع نزاع كبير في أوروبا ليبلغ التوتر الذي بدأ قبل أسابيع ذروته.

ويصر الكرملين على أنه لا يخطط لغزو أوكرانيا التي أثارت حفيظة موسكو عبر سعيها لتوطيد العلاقات مع حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.

لكن موسكو لا تقوم بأي خطوات لتخفيف حدة المخاوف، فيما اتّهمت وسائل الإعلام الرسمية كييف بالتخطيط لهجوم على جيب خاضع للمتمرّدين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا.

وبث التلفزيون الروسي صوراً لبوتين ونظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو أثناء جلوسهما على طاولة مستديرة في غرفة العمليات في الكرملين أمام شاشات تظهر القادة العسكريين وهم يختبرون أحدث صواريخهم الفرط صوتية والمجنحة والبالستية ذات القدرات النووية.

وقال الكرملين «ضربت جميع الصواريخ أهدافها، ما يؤكد على أهدافها المرتبطة بالأداء»، مضيفاً أن قاذفات من طراز «تو-95» وغواصات شاركت في التدريبات.

وفي وقت سابق، أشار الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى شيفرات إطلاق الصواريخ النووية، قائلاً «يستحيل القيام بهذا النوع من الاختبارات من دون رئيس الدولة، تعرفون الحقيبة السوداء الشهيرة والزرّ الأحمر.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن جميع فروع القوات المسلّحة شاركت في التدريبات، بما في ذلك قوات الصواريخ الاستراتيجية وأساطيل بحر الشمال والبحر الأسود، والتي تملك غواصات نووية.

وتصر الولايات المتحدة على أن موسكو اتّخذت قرار غزو جارتها، إذ حشدت حوالي 150 ألف جندي عند حدود أوكرانيا، وهو عدد يرتفع إلى 190 ألفاً إذا احتُسبت القوات الانفصالية المدعومة من روسيا في شرق البلاد.

وتتواجد بعض القوات الروسية في بيلاروس للمشاركة في تدريبات من المقرر أن تختتم الأحد، ولفتت موسكو إلى أن هذه القوات ستعود إلى ثكناتها، لكنّ أجهزة الاستخبارات الأميركية أعربت عن قلقها من أنها قد تشارك في غزو أوكرانيا.

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة أنه متأكد بأن بوتين اتّخذ قرار الغزو، بغض النظر عن التحذيرات من أن الأمر قد يطلق العنان لعقوبات غربية واسعة، ولفت إلى أن الهجوم قد يتم في الأيام المقبلة وأن الأهداف ستشمل العاصمة كييف.

والسبت، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أسوتن الذي يزور ليتوانيا المنضوية في الحلف الأطلسي إن القوات الروسية مستعدة للهجوم وتتوجّه نحو مواقع مناسبة تمكنها من تنفيذ هجوم».

لكن وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك دعت السبت إلى عدم «التكهّن» بنوايا روسيا في ما يتعلّق بأزمة أوكرانيا.

وقالت بيربوك في ردها على سؤال عمّا إذا كانت تتفق مع تقييم بايدن «في الأزمات، أسوأ ما يمكن القيام به هو التكهّن أو افتراض» قرارات الطرف الآخر، وذلك في ختام اجتماع لوزراء خارجية دول مجموعة السبع.

لكنها أضافت «لا نعرف إن كان اتُّخذ قرار بشن هجوم، لكنّ التهديد لأوكرانيا حقيقي»، بينما دعت ألمانيا رعاياها لمغادرة أوكرانيا «بصورة عاجلة».

وصدرت دعوة مشابهة من الجانب الفرنسي.

وأعلنت روسيا عن سلسلة عمليات سحب لقواتها من قرب أوكرانيا في الأيام الأخيرة، مشيرة إلى أنها تشارك في تدريبات عسكرية دورية واتّهمت الغرب بـ «الهستيريا» عبر زعم أنها تخطط لغزو.

لكنّ بوتين صعّد لهجته مطالباً بضمانات خطية بأن لا يُسمح لأوكرانيا قطّ بالانضمام إلى الحلف الأطلسي وبأن يسحب الحلف الذي تقوده واشنطن قواته المنتشرة في شرق أوروبا إلى المواقع التي كان يتواجد فيها قبل عقود.

بدوره، دعا وزير الخارجية الصيني الغربيين إلى احترام مخاوف روسيا وتساءل عمّا إذا كان توسع حلف شمال الأطلسي شرقاً سيضمن السلام.

وقال وانغ يي في مؤتمر ميونيخ للأمن »يحب أن تكون أوكرانيا جسراً بين الشرق والغرب وليس خط مواجهة».

وأضاف «جميع الأطراف تملك الحق في إبداء مخاوفها، ويجب أيضاً احترام مخاوف روسيا المعقولة وأخذها في الاعتبار».

وذكر مراقبون من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا السبت بأن الجبهة بين الجيش الأوكراني والانفصاليين المدعومين من موسكو في منطقتي دونيتسك ولوغانسك شهدت «زيادة كبيرة» في الانتهاكات لوقف إطلاق النار بين الطرفين.

وسجّلت عشرات الهجمات بالمدفعية والهاون في الأيام الأخيرة، في نزاع مستمر منذ ثماني سنوات وأسفر عن مقتل أكثر من 14 ألف شخص.

واتّهمت القوات المسلحة الأوكرانية المتمرّدين بشن سلسلة هجمات جديدة السبت، مشيرة إلى عشرات عمليات تبادل إطلاق النار منذ الساعة 07,00 «04,00 ت غ»، أسفرت عن مقتل جندي.

وكان الجندي، وهو قيادي في وحدة للاستخبارات، رابع عنصر في الجيش الأوكراني يقتل في الأسابيع السبعة الأولى من العام الجاري، وقتل 66 جندياً على الأقل في 2021، وفق مصادر رسمية.

وأعلن المتمرّدون الذين اتّهموا القوات الأوكرانية بشن هجمات جديدة السبت التعبئة العامة في المنطقتين، داعين الرجال إلى القتال بينما أعلنوا عن عمليات إجلاء واسعة للنساء والأطفال إلى روسيا.

وأعلن محافظ منطقة روستوف الروسية المجاورة حالة الطوارئ فيما عبرت حافلات على متنها آلاف الأشخاص الحدود، رافقتها طواقم من وسائل إعلام رسمية روسية.

واتّهمت موسكو والمتمرّدون كييف بالتخطيط لشن هجوم لاستعادة المنطقتين، وهو أمر نفته أوكرانيا بشدة واعتبره الغرب جزءاً من الجهود الروسية للتمهيد لحرب.

وأفادت لجنة التحقيقات الروسية، التي تحقق في الجرائم الأكبر، أنها فتحت تحقيقاً بشأن تقارير إعلامية تحدثت عن انفجار قذيفة أطلقتها القوات الروسية على بعد نحو كيلومتر عبر الحدود في روستوف.

ورغم التحذيرات من الغزو، قال مكتب زيلينسكي إنه لن يغيّر خطته لحضور قمة ميونيخ للأمن شخصياً السبت.

وقال مكتبه «يتوقع فولوديمير زيلينسكي اتفاقيات ملموسة تتعلق بإيصال دعم عسكري ومالي إيضافي لبلدنا»، مضيفاً أنه سيعود إلى كييف في وقت لاحق السبت.

back to top