أرجعت السفيرة الأميركية لدى البلاد ألينا رومانوسكي سبب تعيينها سفيرة لبلادها لدى العراق، إلى خبرتها الكبيرة في المنطقة التي عملت فيها نحو 40 عاماً.وشدّدت رومانوسكي، خلال مؤتمر صحافي عقدته في منزلها، على عمق العلاقات الكويتية- الأميركية، وعلى مكانة الكويت وعلاقتها الخاصة بلبنان ودورها في تعزيز السلام بالمنطقة، منتقدة دور إيران المزعزع للأمن في المنطقة.
علاقات قوية
وفي بداية اللقاء، الذي شارك فيه نائب رئيس البعثة جايمس هولتسنايدر والملحق الإعلامي هارفي بيبسلي واختصاصي الشؤون الإعلامية خالد الشمّاع، تحدّثت السفيرة الأميركية عن عمق العلاقات الكويتية- الأميركية التي وصفتها بأنها «قوية حيث بدأت منذ حضور الأطباء إلى الكويت في بداية القرن التاسع عشر، والذي توّج ببناء المستشفى الأميركاني»، مشيرة إلى أن العلاقات بدأت أيضاً في الجانب العسكري ونمت وتطوّرت وقت السلم ولا تزال قائمة على أساس التعاون الثنائي المثمر.ووصفت رومانوسكي الكويت بأنها «شريك استراتيجي وحليف لواشنطن خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو)»، مشيرة إلى أن «العلاقات بين البلدين تتصف بالتطوّر من خلال مجاميع العمل الأساسية الـ 6 في الحوار الاستيراتيجي: التعاون الدفاعي، والأمني، والتعليمي، والاقتصادي، والقنصلي، والجمارك وأمن الحدود، إضافة إلى أن هذه العلاقة تخطّت الأطر الثنائية لتصل إلى قضايا عالمية».وقالت «إننا نسعى لتوطيد علاقاتنا على صعيد القطاع الصحي، خصوصاً في ظل وجود مشاريع تنموية صحية في الكويت، إضافة إلى القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك»، لافتة إلى «وجود تواصل دائم ومستمر بين وزيري خارجية البلدين أنتوني بلينكن ود. أحمد الناصر ومع حلفائنا الأوروبيين بخصوص ما يحدث بين أوكرانيا وروسيا».وأكدت أن «الكويت من اللاعبين المؤثرين إقليميا ودوليا ولديها دور كبير في تعزيز السلام في المنطقة»، مشيدة بالجهود التي يبذلها بلينكن والشيخ الناصر.وأوضحت أنها تعمل على مجموعة واسعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك بشكل مستمر وتتابع كل مجالات التعاون الثنائي بما فيها حقوق الإنسان وتمكين المرأة، موضحة أن العلاقات الشعبية بين الكويت وأميركا من أقوى جوانب العلاقات الثنائية، كما أن الشعب الكويتي يعرف الولايات المتحدة أفضل بكثير من بعض الأميركيين.ولفتت إلى أن هناك نحو 10 آلاف طالب كويتي يدرسون في أميركا ويتسلّحون بالعلم والخبرة، لكي يعودوا بعدها ويدعموا مجتمعهم.وجددت تأكيدها أن «العلاقة الثنائية ممتازة، لأنها بين شعبين، ونحن يفهم بعضنا بعضا جيداً، وأنا فخورة بهذه العلاقة»، مضيفة «نتطلع إلى ازدهار العلاقات التجارية والاقتصادية وعودة الاقبال على الدراسة في الولايات المتحدة بعد رفع القيود الخاصة بكورونا في كلا البلدين».وأكدت دعم بلادها للقطاع الخاص الكويتي خصوصا أصحاب المشاريع الصغيرة، وزيادة الاستثمارات.دور إيران
وعن دور إيران في المنطقة وعمّا إذا كان هناك أمل للتوصل إلى اتفاق معها فيما يتعلق ببرنامجها النووي في ضوء مباحثات فيينا، قالت رومانوسكي، أن هدف واشنطن هو عدم حصول طهران على سلاح نووي، مشددة على أن «ايران تقوم بدور مزعزع للأمن في المنطقة، ونتشاور مع شركائنا وحلفائنا في المنطقة وفي أوروبا، وأيضاً مع الروس والصينيين، ونعلم أن الوقت يداهمنا، وعلينا أن نُقرّر سريعاً ما إذا كنا سنعود للاتفاق النووي أم لا في ظل هذا الوقت الدقيق والحساس».وحول تزايد الاعتداءات الإرهابية التي تشنُّها الميليشيات الحوثية على المملكة العربية السعودية والإمارات، وعما إذا كان هناك دعم عسكري أميركي، قالت «قمنا بتعيين مبعوث خاص لليمن، إذ نسعى لحل دبلوماسي للصراع الذي تغذّيه أطراف خارجية نتج عنه وضع مأسوي على الصعيد الإنساني»، لافتة إلى أن الدعم الذي تقدمه واشنطن الآن للإمارات هو لتمكينها من الدفاع عن نفسها، «وسنواصل مهمتمنا لرؤية حلفائنا متمكّنين من حماية أنفسهم».لبنان
وفيما يتعلّق بـ «المبادرة الكويتية» بشأن لبنان، وعمّا إذا كانت ستتمكن من كسر الجليد بين بيروت ودول الخليج وإعادة احتواء لبنان، قالت «نعلم جميعاً أن وزير الخارجية الكويتي حاول إيجاد حل مع حلفاء بلاده في مجلس التعاون الخليجي، لأننا كما نعلم جميعاً أن للكويت علاقة جيدة وخاصة مع لبنان، لذلك لسنا مفاجئين بالموقف الكويتي»، مضيفة «كما أننا نريد التأكد من الوصول إلى حل دبلوماسي للوضع الحالي».وشددت على أن «الوضع في لبنان معقد للغاية، ونحن نعمل بجد مع الكويت ودول المنطقة لإيجاد حل للأزمة اللبنانبة، والكويت فعّالة في مبادراتها، ليس على صعيد لبنان فقط بل على صعيد المنطقة كلها».العراق
ورداً على سؤال حول نقلها إلى العراق، أجابت رومانوسكي «العراق دولة مهمة وله أولوية في السياسة الخارجية الأميركية، والعديد من السفراء الذين خدموا في الكويت عملوا في العراق، فهو ليس بعيداً عن الكويت، وتم تسميتي من الرئيس جو بايدن بسبب خبرتي الكبيرة في المنطقة التي عملت بها لنحو 40 عاماً كما أنني تنقلت في وكالات عدّة خلال هذه السنوات».وجددت تأكيدها أن «اختياري من الإدارة في واشنطن لأكون سفيرة لبلادي في بغداد يعود إلى ما كنت أفعله وما فعلته في الكويت، والذي كان واضحاً للغاية في تعزيز مصالح الأمن القومي الأميركي هنا وبناء وتوسيع علاقاتنا»، مشددة على أن «انتقالي للعراق هو تكريم وشرف كبير وفرصة مثيرة لي».وذكرت أن عملية انتقالها للعراق تحتاج إلى وقت وإجراءات معقدة، آملة أن يتم انجاز هذا الأمر «قبل نهاية العام».وعن مخاوفها من العمل في العراق في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، قالت «أعشق التحديات، وأستمتع دائماً عندما أتمكن من إيجاد الحلول لها، كما أتمنى أن أستغل الكثير من تجاربي المهنية في أداء هذه المهمة عند الموافقة على ترشيحي لهذا المنصب».وإذ لفتت إلى أنه لم يتم تسمية السفير الجديد لدى الكويت حتى الآن، أشارت إلى أنها ستفتقد الكويت وثقافتها المميّزة وديوانياتها الرائدة وانفتاح شعبها وتقبلهم للآخر وكرمهم، قائلة «كان لي شرف العمل في الكويت كما أنه من المشرف فعلاً أن يتم اختياري للعمل كسفيرة مرتين».وأشادت بجهود مجلس التعاون الخليجي في محاولة تقريب العراق من المجلس، معتبرة أن ذلك «سيعود بالمنفعة على المنطقة».المرأة الكويتية
ورداً على سؤال حول مستقبل وضع المرأة الكويتية وما هي رسالتها لها، قالت رومانوسكي، إن بلادها تدعم حقوق المرأة في كل مكان بالعالم، والمرأة في الكويت أثبتت جدارتها في كل المجالات السياسية والاقتصادية والبرلمانية، «ومن المهم جداً أن نسمع صوت المرأة في الحياة السياسية وفي العملية الديموقراطية».وتابعت «كما أن الولايات المتحدة تساعد النساء في أنحاء العالم وتدرّبهن على القيادة في المجالين السياسي والتجاري، وقد ساعدنا في هذا السياق العديد من السيدات الكويتيات على تنمية مهاراتهن في المجالات السياسية، ونحن مستعدون للمساعدة في بناء مهاراتهن في شتى المجالات».وأضافت «كما لمست وجود عدد كبير من اللواتي تبوأن مناصب رفيعة المستوى في المجالات الاقتصادية وفي المؤسسات المالية، كما أن هناك نساء تولين مناصب وزارية»."اتفاقات إبراهيم" إيجابية وليست بديلة عن حل الدولتين
عن التأثير السلبي لاتفاقات إبراهيم على إمكان حل القضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين، أكدت رومانوسكي أن المعاهدة «إيجابية وليست بديلة عن حل الدولتين».وأوضحت أن التطبيع بين بعض دول المنطقة سيُحسّن من الظروف الأمنية في المنطقة، لافتة إلى الجوانب الإيجابية للمعاهدة، والتي وسّعت من رقعة التفاهم والتبادل التجاري بين هذه الدول.وشددت على أن الفلسطينيين لايزالون جزءاً من النقاش والحوار حول السلام في المنطقة، مشيرة إلى أن الكويت كانت ولاتزال تدعم الفلسطينيين من أجل التوصل لحل الدولتين.أسبوع للتأشيرات... ولا واسطة
أكدت السفيرة الأميركية رداً على سؤال عمّا إذا كان لا يزال هناك انتظار طويل للحصول على موعد لتقديم التأشيرة، أنه «لا تغيير في إجراءات الحصول على التأشيرات، فهي مفتوحة أمام الجميع، وبإمكانهم الحصول على موعد في غضون أسبوع واحد».أما نائب رئيس البعثة جايمس هولتسنايدر، فقال ممازحاً في رده على سؤال أحد الصحافيين «لا تحتاجون لأي واسطة للحصول على الفيزا، بإمكانكم حجز موعد خلال أيام».