لم يكن ينقصنا للتذكير بالواقعة الشهيرة للحكم السابق مبارك شعيب، الذي احتسب ركلة جزاء من العدم في نهائي كأس سمو ولي العهد، 28 يناير 2014، بين العربي والقادسية، الذي حسم البطولة لمصلحته 2-1 مستفيدا بشكل مباشر من الأخطاء الفادحة للحكم، إلا الخطأ الذي وقع فيه الحكم الدولي علي محمود، وبإيعاز من حكم تقنية الفيديو عمار أشكناني، بإلغاء هدف صحيح للأصفر في لقاء الديربي الذي أقيم أمس الأول، واحتساب خطأ لا يعدو أكثر من وهم لمصلحة مدافع العربي.

الخطأ لم يكن الأول، وبالتأكيد لن يكون الأخير، سواء من محمود أو أشكناني أو غيرهما من الحكام، لكن الغريب هو أنه حينما طالبت بعض الأندية بإسناد المباريات الجماهيرية لحكام أجانب، احتج حكامنا الوطنيون، ووصل الأمر إلى تعرض اتحاد الكرة للابتزاز من قبل بعضهم، بالتهديد والوعيد بإعلان الإضراب، ليرضخ مسؤولوه كالعادة لهم دون مبرر.

Ad

المؤسف حقا أن بعض الحكام بل غالبيتهم لم يكلف نفسه عناء الاستفادة من جلب حكام أجانب والاحتكاك بهم، والعمل على رفع مستواهم، على غرار ما يحدث في الدول الخليجية والعربية، لذلك ظل مستوى حكام الكرة الكويتية "محلك راوح"، بارتكاب أخطاء تؤثر على نتيجة المباريات، وتثير حفيظة الأندية وجماهيرها، كما أن هناك سؤالا يطرح نفسه بقوة: أين هو دور مدير لجنة الحكام السويسري مايك بوسلر الذي تعاقد مع اتحاد الكرة من أجل تطويرهم؟

ومما لا شك فيه أن ما ذكرناه لا يقلل من قيمة الحكم الدولي علي محمود، الذي يعد من الحكام المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة، لكن قراره بإلغاء هدف القادسية جانبه فيه الصواب تماما، وأضاع جهد فريق عمل كثيرا كي يخرج بنتيجة ايجابية من المباراة.

رسالة إلى من يهمه الأمر

بعد كل ما حدث وما سيحدث من ردود أفعال، وما تعرض له الحكام من ضغط، هل هناك مسؤول تاريخي خفيّ تسبب فيما آلت إليه الأحوال، وساءت إلى درجة أن البعض اعتقد أنه انتقام بعد 8 سنوات، ويرى آخرون أنها لعنة 2014...؟ والآن نريد إجابة على سؤال رددته الجماهير العرباوية ومشجعو بعض الأندية، هل يشعر من شمت وتبجح وأقدم على تكريم الحكام عام 2014 بمرارة ظلم 2022؟ هل الطعم ذاته أم تغير الساقي لكن الأسلوب والكأس واحد؟!