حوار كيميائي: وتستمر عجلة الإنجاز في ظروف استثنائية
عقدت اللجنة التعليمية اجتماعها الثالث بشراكة أوسع مع كل الأطراف التعليمية ذات الصلة، تقدمهم الأخ وزير التربية وزير التعليم العالي د. علي المضف، الذي أعطى توجيهات واضحة بالتعاطي الإيجابي مع مخرجات اللجنة، وساهم مشكوراً الأخ وكيل وزارة التربية د. علي اليعقوب بتقديم عرض تقديمي عن السياسات التنفيذية لإصلاح المنظومة التعليمية، وإلى أين وصلت في محاورها الأساسية.لا أعرف لماذا استحضرت الأضلاع السداسية لخلية النحل الذهبية، وأنا أشاهد في القاعة التي غصّت بالحاضرين، من أجهزة الدولة الرسمية على رأسها وزارة التربية، وأمانة التخطيط ممثلة في الأمين العام وفريقه، وهيئة الشباب إذ شاركنا وكيل الوزارة د. مشعل الشاهين بعرض ناضج.الضلع الثاني الرديف، كان القطاع الخاص قاطرة التنمية ورؤية كويت 2035، شاركَت مشكورة الأستاذة نورة الغانم وأعضاء من اتحاد المدارس الخاصة وكانت مداخلاتها تختزل طول التجربة والخبرة، وحضر لأول مرة ممثلون عن اللجنة التعليمية في غرفة تجارة وصناعة الكويت ومركز الصقر للتدريب، وتكمن أهمية حضورهم ليس لأنهم ضلع ذهبي في خلية إصلاح التعليم، بل كذلك لأن مدارس القطاع الخاص تستوعب ما نسبته 42% من إجمالي طلبة التعليم العام!
ولأن إصلاح التعليم قضية كل بيت في الكويت كان الضلع الذهبي الثالث حاضراً بقوة هذه المرة ممثلاً في المجتمع المدني وعلى رأسه جمعية المعلمين، شاركنا رئيسها أ. حمد الهولي وزملاؤه، حيث تضم في عضويتها 30 ألف معلم من أصل الـ 90 ألفاً إجمالي العدد الذي تستوعبه مدارس الكويت، وشاركت جمعيات أخرى فاعلة تُعنى بتعليم ذوي الإعاقة، وكانت مساحة التعبير والطرح حاضرة لهذا القطاع المهم والحيوي لا تقل عن سابقيه، فهم أحد أهم أركان التنمية والتحديث في الدولة، كما أكدت ذلك الخطة الإنمائية وأدبيات الأمم المتحدة.ولا تكتمل الخلية الذهبية إلا بمشاركة القطاع الأكاديمي، تقدمهم عميد كلية التربية أ. د. فايز الظفيري من جامعة الكويت، ومن الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب أستاذ المناهج أ. د. حسن إبراهيم، وكانت مبادرة "متضامنون لإصلاح التعليم" التي ضمت أ. د. طارق الدويسان ود. حامد الحمود من بين آخرين عقدوا العزم تطوعاً ليكونوا حاضرين بما لديهم من رصيد، وبالفعل تقرر أن يتولى رئاسة الفريق الفني أ. د. الدويسان للوصول إلى بر أمان هذا الحراك الإصلاحي، فنحن في لحظة تاريخية فاصلة قد لا تتكرر في فترة قريبة لأن هذا الخليط يملك القدرة على مواجهة الاستحقاقات التي قد تعجز الحكومة وحدها عن اتخاذها! بقي الضلع الخاص بالإعلام التربوي، الذي شارك بشكل خجول حتى الآن، ويحتاج إلى أن يكون حاضراً بمساحة أوسع والمواكبة بتغطيات تليق بما يُصنع حتى يستوعب الرأي العام المراحل التي نقطعها بشكل جماعي وتشاركي، خاصة مع اكتمال التفاهمات والخروج بسياسات تتوافق عليها السلطتان، وتوضع على قطار التنفيذ، ويتولى كل طرف المهمة التي أنيطت به، ويقدم تقارير إنجازه الدورية للوقوف على مستوى التقدم، حتى نستعيد المبادرة ونحقق الأثر الذي نتوخاه جميعاً، فالتعليم ليس فقط مهمة حكومة، ولكنه مسؤولية أمة!سادس أضلاع خلية إصلاح التعليم الذهبية، الذي تكتمل به، يتمثل في مجلس الأمة، هذا الصرح الذي إذا أدرك رسالته، وانشغل بمهمته أذهلنا بإنجازاته والمدى الذي يأخذنا إليه، فالتشريع يصنع مستقبل الشعوب، ويعيد تنظيم حياتها، ويستجيب للحاجات ويواجه التحديات، وما سعت إليه اللجنة التعليمية من جمع أطراف العملية التربوية والتعليمية نموذج نأمل أن يصل إلى مخرجات تليق بالتوقعات المعقودة على المساحة التي وفرها لكل الأضلاع الأخرى.كونوا معنا بدعائكم ورجائكم وبأي جهدٍ يساهم في الدفع بتنفيذ إصلاحات المنظومة التعليمية، نعيش الألم الذي يعتصرنا جميعاً على حال التعليم، فالكويت تنفق ما تصرفه دولة فنلندا الأولى على التعليم عالمياً، لكن مخرجاتنا في مستوى دولة إفريقية... نعم للعمل فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل!«Catalyst» مادة حفازة: مشاركة الجميع + تعاون السلطتين= خطوة جادة لجودة التعليم