وقعت الخطوط الجوية الكويتية اتفاقية طلبيات 31 طائرة جديدة مع شركة إيرباص بقيمة 6 مليارات دولار، وتم تسديد 40 في المئة من قيمة الصفقة. وأكدت الخطوط الكويتية، في مؤتمر صحافي عقد في مقرها الرئيسي اليوم، إتمام الاتفاقية مع إيرباص، وتولى توقيعها رئيس مجلس الإدارة الكابتن علي الدخان، ورئيس إيرباص في الشرق الأوسط وإفريقيا ميكايل هواري، بحضور رئيس الإدارة العامة للطيران المدني الشيخ عبدالله علي العبدالله الصباح، والسفيرة الفرنسية لدى الكويت كلير لوفليشر، والسفير الألماني شتيفان موبس، وأعضاء مجلس إدارة (الكويتية)، ورئيسها التنفيذي م. معن رزوقي، وعدد من قيادات ومسؤولي الشركة.
وقال الدخان، إن توقيع اتفاقية إعادة هيكلة طائرات الشركة من طرازات إيرباص، يأتي ضمن خطط واستراتيجيات الطائر الأزرق لتطوير الأسطول، وإضافة طرازات وأنواع جديدة مختلفة الأنواع والسعات والأحجام تتناسب مع رؤية "الكويتية" في السنوات المقبلة وتتماشى مع خطتها الطموحة في توسيع شبكة خطوطها حول العالم وتقديم أفضل الخدمات المتميزة لركابها الكرام.وأضاف الدخان أنه جعل إعادة هيكلة الصفقة مع شركة إيرباص في عام 2014 على رأس أولوياته، "وعلى الرغم من أن الصفقة الأولية كانت جيدة في ذلك الوقت، فإنها تأثرت بشكل كبير مع الإضافة المفاجئة لـ 10 طائرات B777 إلى الأسطول في 2016، وعلى الرغم من اتخاذ خطوات تصحيحية في عام 2018، احتاجت الصفقة إلى مزيد من التعديلات لتناسب مستقبل الخطوط الكويتية، لاسيما مع الحاجة إلى التغيير، وكي تصبح أكثر مرونة في عالم صناعة الطيران ما بعد "كوفيد 19".وأوضح أنه من أجل حل المشكلة، "قمنا أولاً بتشكيل فريق فني صغير من داخل الشركة، ودرسنا جميع الخيارات المتاحة لنا، حتى وصلنا إلى الأسطول المطلوب، الذي تمت الموافقة عليه واعتماده من مجلس الإدارة وأصبح جاهزاً للتفاوض مع إيرباص".وذكر أنه من أجل الحفاظ على أعلى درجة من الشفافية والاحتراف، "قررنا منذ البداية إشراك شركة استشارية مرموقة Seabury لمساعدتنا في مفاوضاتنا القادمة مع إيرباص، عندما بدأنا المفاوضات كنا في موقف ضعف إذ تم دفع 40 في المئة من قيمة الصفقة وبدأ التسليم بالفعل، ولأكون صريحاً، كنت متشككاً في طريقة إيرباص في التعامل، بشكل أساسي بسبب الشائعات المحيطة بالصفقات السابقة مع شركة الخطوط الجوية الكويتية وحيث انني محسوب على طائرات البوينغ نظراً إلى خبرتي البالغة 45 عاماً في صناعة الطيران من خلال قيادة طائرات بوينغ فقط".وأكد الدخان أن مدة المفاوضات وصلت إلى أربعة أشهر، ورغم حدتها في بعض الأحيان لكنها اتسمت دائماً بالاحترام والتفاهم لرغبات واحتياجات بعضنا بعضاً، بعد المفاوضات المذكورة، تمكنا من الاتفاق على إعادة هيكلة ضخمة من شأنها أن تضع الخطوط الكويتية على جادة الصواب لتهيئها للنجاح على مدار الـ 15 عاماً المقبلة. وقال إن إيرباص "أثبتت خطأ وجهة نظري تجاهها، وتعلمت أنه بالنسبة لأي صفقة تجارية، أياً كان الاتجاه الذي ستتخذه فإنها تحتاج إلى الجانبين للوصول إلى اهدافها".
التمويل
وفيما يتعلق بالتمويل أكد الدخان، أن الهيئة العامة للاستثمار لا علاقة لها بالتمويل، إذ كان التمويل قروضاً من البنوك المحلية والدولية، لكل طائرة تصل لابد من وجود إتفاق مع بنك للتمويل، والدفعات المقدمة تدفعها "الكويتية" من دخلها الخاص، وبالنسبة لاستكمال رأس المال يقف ذلك على الهيئة العامة للاستثمار ونحن نطالب بذلك دائماً لأننا بحاجة للسيولة.خصخصة «الكويتية»
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي معن رزوقي، إنه من غير المعلوم متى وكيف ستتم خصخصة الخطوط الجوية، "لكن جزءاً من استراتيجيتنا هو تفعيل قانون الخصخصة في الوقت المناسب مع الهيئة العامة للاستثمار وبتوجيهات مجلس الإدارة".وأضاف روزقي، أن الشركة "تهتم بتقليل التكلفة التشغيلية عبر استغلال التكنولوجيا بالطائرات الجديدة، في حين تستهدف الكويت أن تكون مركزاً للشحن الجوي و(الكويتية) ستؤدي دوراً محورياً في ذلك.تفاصيل الصفقة
وأوضح أن التفاوض بدأ على 59 طائرة، لكن الصفقة انتهت على 31 طائرة، ثماني طائرات وصلت ونتوقع وصول 4 هذه السنة، والبقية على دفعات حتى سنة 2028، لافتاً إلى أن 90 في المئة من طائرات إيرباص المطلوبة ستكون قد سلمت في عام 2026، مبيناً أن "الكويتية" استطاعت توفير 200 مليون دولار في التفاوض حول الصفقة الجديدة.أقل تكلفة
ذكر الدخان أن طائرة إيرباص A330-900 صُمّمت لتقديم أعلى درجات الكفاءة في مختلف القطاعات، لاسيما أنّها تُوفر أقل تكلفة عن المقعد الواحد بين نظيراتها من الطائرات ذات الهيكل العريض متوسطة الحجم كما تفسح الطائرة المجال للخطوط الكويتية لتحقيق إيرادات إضافية بفضل قدرتها على استيعاب أكثر من 50 راكباً إضافياً بالمقارنة مع طائرات A330-800 المُستخدمة حالياً، علاوة على ذلك فإن طائرة A330-900 تجمعها قواسم مشتركة تصل نسبتها إلى 99 في المئة مع طائرات A330-800 المُستخدمة حالياً.وأضاف أن طائرات A321neo تحتوي على مزايا إضافية تحقق للخطوط الكويتية أهدافها لناحية الربحية والاستدامة، كما ستحقق الشركة من خلال ذلك وفورات كبيرة في التكاليف التشغيلية بفضل القواسم المشتركة بين طائرات إيرباص وطرازاتها المتكاملة ومرونة السعة، وأثبتت طائرات A321neo وA330neo اليوم قدرتها على تحقيق وفورات بنسبة 30% في التكاليف التشغيلية عندما يجري تشغيلها معاً».أسعار النفط
عن تأثير أسعار النفط، قال رزوقي، إن ارتفاعها يؤثر على سعر الوقود، ولكن الشركة تملك أسطولا جديدا عمره 5 سنوات، مما يعطيها كفاءة أكثر من حيث الإنتاجية وتقليل استهلاك الوقود، مستدركا «ولكن هناك تأثير لارتفاع أسعار النفط، ونحن نتعامل معه مثل باقي الشركات».أنواع الطائرات
كشف الدخان أن اتفاقية إعادة هيكلة طائرات الإيرباص ضمن أسطول الطائر الأزرق ستكون كالتالي: 9 طائرات من نوع A32neo بسعة 134 مقعداً، و6 طائرات من نوع A321neo بسعة 169 مقعداً و 3 طائرات من نوع A321neo-LR بسعة 169 مقعداً، و4 طائرات من نوع A330-800neo بسعة 235 مقعداً، و7 طائرات من نوع A330-900neo بسعة 291 مقعداً وطائرتان من نوع A350-900 بسعة 326 مقعداً، ليصل إجمالي عدد الطائرات في أسطول الخطوط الكويتية من نوع إيرباص إلى 31 طائرة، إضافة إلى 10 طائرات من طراز بوينغB777.تسلُّم الطائرات
قال الدخان إن "الكويتية" تسلمت من صفقة عام 2014، 6 طائرات A320، وتتبقى 3 بعد التعديل، ووصلت طائرتان من A330-800، "وبقيت اثنتان على خط التصنيع، وقمنا بمحاولة تعديلهما لكنهما على خط الانتاج". وأوضح أن "الأولى ستصل في يونيو المقبل، والأخرى في نهاية العام، وسيبدأ وصول بقية الصفقة من 2023 وستصل تباعاً، وفي 2026 سيكون وصول أغلب الطائرات، وستبقى 3 طائرات إلى 2027 و2028". وفيما يتعلق بمساحة الطائرات، ذكر أن الكراسي ستزيد بنسبة 15 في المئة مما يعطي "الكويتية" مرونة أكبر ومجالا أبعد ومستوى راحة أعلى للركاب مقارنة الطائرات صغيرة البدن، والكبيرة أفضل من السابق، وأصبحت 50:50 مثلما نصحت ماكينزي بدلا من 60 للبدن العريض و40 للبدن الصغير، الذي كان يحد من مرونة الشركة.وجهات جديدة
ذكر رزوقي: "أعلنا الفترة السابقة عن 17 وجهة جديدة تشغل إليها "الكويتية"، وهذه كانت خطوة كبيرة، وجزء منها بالطائرات التي وصلت وذلك سيعتمد أيضاً على الطائرات التي ستصل، إذ سنستقبل 4 خلال 2022 من بينها طائرتان A320 واثنتان A330".وأضاف أن "ذلك سيلعب دوراً في توسعنا الذي يجب أن يرتبط بجدوى ربحية، بحيث ستكون خدمة عملائنا من الكويت بصورة مباشرة إلى الوجهات الجديدة ذات المردود، مع رفع الطاقة الاستيعابية في توسعنا".وأشار إلى "أننا ننظر في أمر جديد، وهو جزء من استراتيجيتنا، وهو الشراكة مع شركاء لديهم القدرة ليجعلونا نصل إلى نقاط جديدة مثل عملنا مع الخطوط التركية وطيران الاتحاد"، مضيفا "ونسعى إلى التوسع مع شركات أخرى، وخلال السنوات المقبلة نستهدف الوصول إلى 100 وجهة".وتابع "اليوم سنصل إلى 57 وجهة مباشرة من الكويت في 2022، و20 وجهة عن طريق شركاء يتم التداول عليها، ونحاول الوصول إلى 100 أو أكثر خلال السنوات المقبلة"، لافتا إلى أن "الصفقة أعطتنا زيادة في القدرة الاستيعابية بأكثر من 15 في المئة، وذلك يعطينا المجال لطرح أسعار منافسة".