إقبال متزايد على تعلم لغة الإشارة في الكويت

مؤسسات عامة وخاصة توفرها لخدمة ذوي الهمم

نشر في 22-02-2022 | 09:44
آخر تحديث 22-02-2022 | 09:44
لغة الإشارة
لغة الإشارة
بشغف شديد يقبل العديد من موظفي القطاعين العام والخاص في دولة الكويت كذلك الهواة على تعلم لغة الإشارة بغية الإلمام بمبادئ ورموز هذه اللغة الثرية بتعابيرها للتمكن من التواصل مع ذوي الهمم ضعاف السمع أو انعدامه.

وفي حين يحوي القاموس الإشاري العربي أكثر من 3 آلاف رمز تعتبر لغة الإشارة التي ظهرت في إسبانيا خلال القرن الـ 17 لغة تامة متعددة الثقافات تنبع من ثقافة كل بلد وتعتمد على الإيماءات بتعابير الوجه وحركة الجسم وتستهدف التواصل مع مجتمع الصم والبكم من خلال الحديث باليد والسمع بالعين.

وانطلاقاً من حرص الحكومة الكويتية على توفير جميع الخدمات لجميع فئات المجتمع تدعم مؤسسات الدولة تفعيل لغة الإشارة في إداراتها بغية إنجاز أعمال مراجعيها من أصحاب الهمم مثل وزارات العدل والداخلية والتربية والأوقاف والشؤون الإسلامية والإعلام وجامعة الكويت وغيرها لاسيما أن هناك نحو 4264 شخصاً من ذوي الإعاقة السمعية في البلاد بحسب إحصائية صادرة أخيراً عن الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة.

وقال محاضر لغة الإشارة بدر كرم اليوم، إن الفترة الأخيرة شهدت إقبالاً ملحوظاً من أهالي ذوي الهمم وموظفي القطاعين الحكومي والخاص على تعلم لغة الإشارة بغية مساعدة ذوي الهمم وإنجاز مهامهم بكل سهولة ويسر.

وأضاف كرم أن إقبالاً ملحوظاً أيضاً يبديه الهواة على تعلم هذه اللغة وفك شفراتها من خلال الدورات التدريبية التي ينظمها مركز خدمة المجتمع التابع لجامعة الكويت ويحصلون بموجبها على شهادة موثقة من قبل ديوان الخدمة المدنية.

من جانبها، قالت نورة القطان وهي موظفة في إحدى الجهات الحكومية في تصريح مماثل إن الشغف الذي كان يرادوها منذ الصغر دفعها إلى تعلم لغة الإشارة لتبلغ حالياً المستوى الثالث كمترجم متقدم.

ودعت القطان موظفي القطاعين العام والخاص إلى الإقدام على تعلم هذه اللغة التي تحوي العديد من الكلمات وتعتبر ثقافة بحد ذاتها للمساهمة في خدمة المراجعين أصحاب الإعاقة السمعية، مشيرة إلى وجود ندرة في أوساط المترجمين الخاصين بها في هذين القطاعين.

بدوره، أوضح الموظف في القطاع الخاص ومترجم لغة الإشارة أحمد العمار لـ «كونا» أنه انخرط في تعلم لغة الإشارة منذ عام 2016 كهواية وشغف ليرتقي الأمر إلى احتراف ترجمتها إذ يحرص على التواصل المستمر مع ذوي الإعاقة السمعية ومرافقتهم في جميع الأماكن سواء الترفيهية أو الرسمية كمترجم لهم.

من ناحيتها، قالت المعلمة في فريق «بالإشارة أصدقاء الصم» الزهراء التميمي إن الفريق الذي يضم مجموعة من ذوي الهمم أصحاب الإعاقة السمعية واختصاصيين أصحاب خبرة في مجال التدريس للصم وضعاف السمع يقدم دورات في أساسيات التواصل للكبار والأطفال بغرض التوعية بسبل التعامل مع الصم ومعرفة قواعد لغة الإشارة وطرق استخدامها.

وأضافت التميمي أن الفريق يسعى إلى نشر تعلم لغة الإشارة في المجتمع من خلال التوعية والإعلان في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي وقنوات التلفزة والإذاعة والأماكن العامة وإقامة الدورات والمشاركة في المعارض والأنشطة المتنوعة لمختلف فئات المجتمع.

وباستطلاع آراء ذوي الهمم أصحاب الإعاقة السمعية أشاد اثنان منهم في تصريحين متفرقين بالحرص الذي بات يبديه عدد من الموظفين والهواة لتعلم لغة الإشارة من أجل التواصل المشترك.

ورأى شاكر رجب أن الإقبال الأفراد على تعلم لغة الإشارة الكويتية هو بمنزلة التعاون المتبادل لتسهيل المعاملات وتلبية الحاجات، معرباً في الوقت نفسه عن «الحاجة الماسة في أن توظف الجهة الحكومية أو الخاصة مترجمين لفئة الصم».

بدوره، دعا جابر الكندري مسؤولي الجهات الحكومية والخاصة إلى الاعتراف بلغة الإشارة الكويتية لغة رسمية للصم أسوة بالدول الأخرى ووجود مترجم معتمد في كل القطاعات الحكومية والخاصة لتسهيل المعاملات على أصحاب الإعاقة السمعية.

وتختلف لغة الإشارة في كل دولة على حسب ثقافتها فهناك لغة إشارة دولية ولغة إشارة عربية ولغة إشارة محلية خاصة بكل دولة علماً بأنه تم توحيد لغة الإشارة العربية بقرار من جامعة الدول العربية والاتحاد العربي للعاملين في مجال الصم عام 1999 وصدر بذلك القاموس الإشاري العربي الموحدة.

ويدعم عدد من المؤسسات الحكومية الكويتية استخدام لغة الإشارة في أوساط موظفيه مثل الحرس الوطني ووزارة العدل «في المحاكم والنيابة العامة» ووزارات «الداخلية» و«التربية» والأوقاف والشؤون الإسلامية «ترجمة خطبة يوم الجمعة».

وينسحب الأمر ذاته كذلك على مركزي «الارتقاء والجنان لتحفيظ القرآن الكريم» ووزارة الإعلام و«الخطوط الجوية الكويتية» و«مطار الكويت الدولي» وفي القطاع الخاص «البنوك» فضلاً عن انضمام الطلبة من فئة الصم إلى كل من «جامعة الكويت» و«الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب» و«كلية القانون الكويتية العالمية» وذلك بالتعاون مع وزارة التربية وتوفير مترجم للطالب خلال المحاضرات.

وتعتبر الكويت من أوائل دول العالم في تقديم ثلاث نشرات إخبارية يومياً مترجمة بلغة الإشارة تم رفعها إبان جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» إلى ثماني نشرات يومياً.

وتعد دولة الكويت الأولى في تعليم الصم على مستوى دول المنطقة والثانية عربياً بعد مصر منذ خمسينيات القرن الماضي إذ شهدت البلاد إنشاء «معهد الأمل للصم والبكم» عام 1959 واهتمت بذوي الاحتياجات الخاصة وأصدرت وزارة التربية قانوناً في 1965 يلزم ذوي الاحتياجات الخاصة بالتعليم.

back to top