لبنان: السنيورة يحدد ملامح المرحلة المقبلة سنّياً

«حزب الله» يعتبر الانتخابات «حرب تموز» وترشيح نواف سلام قد يشكل جسراً بين القوى المعارضة له
3 أهداف إسرائيلية من «الترسيم» وعون يدافع عن موقفه

نشر في 23-02-2022
آخر تحديث 23-02-2022 | 00:04
عون مستقبلاً وفد المجمع الثقافي الجعفري أمس
عون مستقبلاً وفد المجمع الثقافي الجعفري أمس
يعقد رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة اليوم مؤتمراً صحافياً يحدد فيه الملامح الأساسية المطلوبة في المشهد السياسي السني عشية الانتخابات.
لا تطورات في المجريات السياسية اللبنانية، كل الملفات على حالها، باستثناء الحراك الانتخابي الذي تركز كل القوى عليه. حزب الله يبحث عن تعزيز أوضاعه مع القوى المتحالفة معه، ويسعى إلى إبرام تحالف انتخابي بين كل حلفائه على الرغم من الاختلافات فيما بينهم.

ويتعاطى الحزب مع الانتخابات وكأنها حاصلة في موعدها، مصرا على ضرورة الحصول على الأكثرية البرلمانية، وانتهاز فرصة عزوف «تيار المستقبل» عن خوض الانتخابات، ويركز الحزب في حملاته على استهداف خصومه وتخوينهم وتخويفهم، وهذا لا يقتصر فقط على البيئة الشيعية إنما من خلال استهداف قوى المجتمع المدني، إضافة إلى وصف الانتخابات بأنها «معركة يريد الخصوم أن يجعلوها كحرب تموز»، وبذلك يحاول الحزب شد عصب جمهوره.

وكان رئيس المجلس السياسي في «حزب الله» إبراهيم أمين السيد اعتبر أمس أن الانتخابات النيابية القادمة بمثابة «حرب تموز سياسية» في اشارة الى الحرب التي اندلعت بين «حزب الله» واسرائيل في يوليو 2006.

وقال السيد خلال لقاء سياسي نظمه «حزب الله» في البقاع الشمالي شرق لبنان: الانتخابات النيابية القادمة هي بمثابة حرب تموز سياسية، لأنهم يريدون سلاحنا ومقاومتنا ومجتمعنا لكي تكون الكلمة في بلدنا لإسرائيل وأميركا.

وأضاف أن «الأميركي والإسرائيلي والأوروبي يريدون السلاح والمقاومة والمجتمع ليأتوا بمجلس نيابي يستطيع انتخاب رئيس للجمهورية يشكل حكومة تستطيع أن تفعل ما يريدون».

ويتوقف مسار المعركة الانتخابية على الواقع السني، الذي يظهر حتى الآن وكأنه ضعيف ومشتت بعد قرار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بتعليق العمل السياسي، فيما تشخص الأنظار على ما سيفعله السنّة.

في هذا الإطار، يبرز تحرك للرئيس فؤاد السنيورة، في محاولة منه لتشكيل جبهة عابرة للمناطق قادرة على تشكيل سد سياسي وشعبي منيع في مواجهة كل محاولات حزب الله لتحقيق اختراقات في صفوف البيئة السنية، وحدد السنيورة صباح اليوم موعدا لمؤتمره الصحافي الذي سيعلن فيه رؤيته السياسية للمرحلة المقبلة، ويضع الخطوط العريضة له، فيعيد رسم ملامح التوجه السياسي الذي لا بد من الالتفاف حوله كشعار لحماية الدولة والتنوع فيها واستعادة التوازن، ومنع حزب الله من الاستفادة.

واستبق السنيورة مؤتمره الصحافي بلقاء مع رؤساء الحكومة نجيب ميقاتي، وتمام سلام، وبتنسيق أيضا مع شخصيات نيابية ووزارية سابقة ومع دار الفتوى، لوضع الخطوط العريضة لخوض المعركة الانتخابية، والذي يتركز على الالتزام بالقرارات الدولية، ومقررات الجامعة العربية، والحفاظ على عروبة لبنان، ورفض التدخل في شؤون الآخرين، وعدم أخذ لبنان إلى لعبة المحاور، إضافة إلى صون الدولة ومؤسساتها بالتزامن مع السعي لإقرار خطة الإصلاح الاقتصادي.

ولن يعلن السنيورة ترشيحه للانتخابات بشكل رسمي وعلني، والهدف ليس الترشح بقدر ما يتركز على ضرورة وضع عنوان سياسي واضح المعالم للمرحلة المقبلة، فيلتزم به كل من يريد الترشح، خاصة أن أي حركة سياسية أو انتخابية لا يمكنها أن تنحصر في بيروت فقط، بل يجب أن يكون التنسيق بين الشخصيات السياسية والمرشحين عابرا للمناطق، وخاضعا لتفاهم سياسي واسع من بيروت إلى صيدا والبقاع والشمال، وإضافة إلى البحث عن آلية التحالفات التي سيتم إبرامها مع قوى مسيحية ودرزية ثمة التقاء سياسي فيما بينها، أو بما يوحي بالعودة إلى مرحلة «قوى 14 آذار».

إنها الخيار الوحيد الذي لا بد من الوصول إليه والتفاهم حوله لتشكيل سد منيع في مواجهة حزب الله، وكي لا يتمكن الحزب من تحقيق اختراقات تمنحه فرصة الحصول على الأكثرية النيابية مجدداً، وبحال نجح السنة في تشكيل هذا السد بالتعاون مع القوات اللبنانية، والحزب التقدمي الاشتراكي يمكن حينها الوصول إلى تعديل موازين القوى الانتخابية والسياسية.

والأهم أن هذه القوى تحتاج إلى استقطاب العديد من شخصيات «ثورة 17 تشرين» أو جماهيرها، وذلك يمكن الوصول إليه من خلال الاتفاق على دعم ترشيح نواف سلام في بيروت، وهو الذي كان مطروحا كرئيس للحكومة من قبل الثورة، ويحظى بموافقة واسعة في لبنان والخارج، هنا لا تكون العبرة في المسائل الشخصية، أو في ترشح السنيورة نفسه، بل أن يشكل هو المظلة السياسية والغطاء اللازم لأي مشروع سياسي يطرح، فيما قد يكون هذا المشروع سياسيا وانتخابيا نواف سلام، كشخصية بيروتية مرموقة لها تاريخها السياسي والنضالي، ويحظى بدعم قوى سياسية وشعبية.

3 أهداف إسرائيلية من «الترسيم» وعون يدافع عن موقفه

دافع رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، أمس، خلال استقباله وفد المجمع الثقافي الجعفري عن موقفه من ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل بعد اتهامات له بالتراجع أمام المطالب الإسرائيلية والموافقة على تقليص حصة لبنان.

وأكد عون أن «ما يُقال حول التنازل في التفاوض عن حقوق لبنان في الحدود البحرية ليس صحيحاً والنقاشات ستحفظ حقوقه وثروته».

وكانت تقارير صحافية نقلت أمس عن مصادر أن الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين في ملف الترسيم مع إسرائيل سيحضر قريبا في زيارة جديدة للبنان.

واتهم عون بالتراجع عن مضمون رسالة أوعز إلى وزير الخارجية عبدالله بوحبيب ببعثها إلى الأمم المتحدة عشية زيارة هوكشتاين الأخيرة يؤكد فيها تمسك لبنان بـ «الخط 29»، والموافقة على الالتزام بـ «الخط 23» مع وصول المبعوث الأميركي إلى بيروت.

وقال خصوم عون إنه يحاول إجراء مقايضة مع واشنطن لرفع العقوبات المفروضة على صهره جبران باسيل زعيم «التيار الوطني الحر»، وأحد المرشحين الأقوياء لخلافة عون بعد الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة.

ولفتت وكالة أنباء «الأناضول» التركية الرسمية، أمس، إلى وجود 3 أهداف تتوخاها إسرائيل، من اتفاق محتمل، حول الحدود المائية مع لبنان، موضحة أن إسرائيل تريد أولاً كسب الشرعية من البلدان في محيطها، وثانياً تعتقد أن تحسّن الاقتصاد اللبناني من شأنه إضعاف «حزب الله»، وثالثاً الاستفادة اقتصادياً من الاتفاق.

منير الربيع

السنيورة لن يعلن ترشيحه رسمياً والهدف يتركز على ضرورة وضع عنوان سياسي واضح ليلتزم به كل من يريد الترشح
back to top