أقامت مكتبة «ذات السلاسل» في مجمع الأفنيوز حفل توقيع كتاب «حقائق وخفايا ذكرياتي» للمستشار بالديوان الأميري محمد أبوالحسن، وقدّم الحفل، الذي شهد حضور عدد من الشخصيات والمهتمين بالشأن الثقافي، د. عبدالرضا أسيري.في البداية قال د. أسيري: «في يوم نادر بتاريخ متميز إلا وهو 22/2/2022، وبالتزامن مع احتفالات العيد الوطني وعيد التحرير، الاحتفالات التي تزيد بهجة وتألقا بأمرين مهمين؛ الأول أن هذا الكتاب حقائق وذكريات، كُتب لتوثيق مرحلة من مراحل الكويت، ومرحلة مهمة وحساسة تخص الكويت وأمنها الوطني، والآخر أن مؤلف الكتاب لم يأخذ الجانب التنظيري والفلسفي إنما الجانب العملي والواقعي والممارسي، الذي يعد عنصراً فعالاً في هذه القضايا».
وأضاف د. أسيري أن أبوالحسن من الرموز، ومن الأسماء اللامعة في عملية الدفاع ثم تحرير الكويت من العدوان العراقي الغاشم، مشيرا إلى أن اسمه دُوِّن في كتب التاريخ، فهو لا يحتاج إلى تقديم أو تعريف فهو نجم، بحق وحقيقة، واسم لاصق في ذاكرة الكويت والكويتيين، ودائما نجد أبوالحسن نجما لامعا في ميادين السياسة، وبطلا من أبطال تحرير الكويت الدبلوماسي والسياسي.
تجربة ناجحة
وتابع أن أبوالحسن جسّد عصارة تجربته الناجحة في الأمم المتحدة- أعلى محفل دولي- في هذا الكتاب الذي يتسم بخصال عدة أبرزها الموضوعية والعلمية والشمولية، ويغطي قضيتين في غاية الأهمية والحساسية للكويت وأمنها القومي، هما الحرب العراقية- الإيرانية، والغزو العراقي للكويت خلال توليه دفة قيادة وفد الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة في فترة ما بين عامي 1980 و2003، أي نحو ربع قرن من الزمن. وأشار إلى أن الموضوعية لا تعني سرد كل شاردة وواردة، وإنما التحليل الموضوعي لدور الكويت البارز في المنظمة الدولية بكل تعمق، وتجرد، وموضوعية من خلال منظار كويتي شخصي، مضيفا «أما من حيث العلمية فالكتاب اتبع الأساليب العلمية في البحث العلمي من حيث الموضوع والتحليل والتوثيق والمراجع، ومن حيث الشمولية فالكتاب احتوى على القرارات، والوثائق، والصور، والتحليلات، والشهادات ليجعل الكتاب شاملا جامعا ومشوقا في شكله ومضمونه وإخراجه، ونحن جميعا فخورون بهذا المنتج».وأكد أن «أبوالحسن كان مدرسة وجامعة شاملة لدبلوماسيينا الحاليين، وطلابنا السابقين». وبارك د. أسيري لدار «ذات السلاسل» على تبني الإصدارات الحديثة والمعاصرة، وعلى رأسها ريادة النشر العلمي، معلقا «نهنأهم كما نهنئ أنفسنا لحصول الدار على جائزة أفضل دار نشر عربية لعام 2021 بمعرض الشارقة الدولي للكتاب».يوم مميز
من جانبه، قال المستشار أبوالحسن: «تفضّل د. أسيري بوصف هذا اليوم الذي تم اختياره من إدارة ذات السلاسل بأنه يوم مميز لا يتكرر، وفعلا أنا مع ما قاله، فالتاريخ والشهر متميزان، والأسبوع الأخير من هذا الشهر متميز تحديدا»، معربا عن شكره له. وأضاف أبوالحسن: «أعتبر نفسي محظوظا لأن د. أسيري يقوم بالتدريس، ونحن في وزارة الخارجية نحصّل نتاج تدريسه، فجعل مهمتي أسهل بسبب الجودة التي كان مخلصا فيها في تعليم الطلبة، خصوصا خبرته الواسعة في خارج نطاق جامعة الكويت، فقد زاملته في نيويورك، وفي هيوستن عندما قام بدعوتنا الرئيس الأسبق جورج بوش الأب بمناسبة مرور 20 عاما على تحرير الكويت، وقد أقام احتفالا كبيرا جدا، وتم اختيار د. أسيري ليكون من ضمن الأكاديميين الذي تكلموا عن هذه المناسبة في الجامعات الأميركية».معلومات حساسة
وتابع: «أحببت أن أقول إن هذا الكتاب كان نتاج إلحاح شديد جدا من أغلى الناس لدي أم مهند، ومن عائلتي، فقد كانت تلح علي منذ سنوات طويلة».وأضاف «بسبب انشغالي الدائم لم أتمكن وقتها من الكتابة، ولكن أستذكر أن المغفور له بإذن الله أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد، عندما كنا في كوبنهاغن بالدانمارك، وكنت أتكلم عن بعض مداولات الأمن سنة 1995، فانتبه المغفور له الشيخ جابر إلى الحوادث التي أذكرها، وبعد انتهائي قال لي: أبوالحسن أنت مؤتمن على وضع هذه المعلومات الحساسة في كتاب للأجيال المعاصرة والأجيال القادمة». وأوضح أنه اكتشف أن الجيل الجديد لا يعرف ما هو الغزو، وإذا عرفه عن طريق القراءة أو الاحتفال بالعيد الوطني أو عيد التحرير لا يعرف إلا شيئا قليلا جدا عنه، ويتذكر حينئذ كلام المغفور له الشيخ جابر الأحمد، ووصفه بأنه حقيقي، ولذلك رأى أن يغتنم هذه الفرصة، موضحا أنه استغل فترة الحظر خلال جائحة كورونا وعمل على إصدار هذا الكتاب.نسخة بـ «الإنكليزية»
وعلى هامش التوقيع سألت «الجريدة»، أبوالحسن عن إمكانية ترجمة الكتاب إلى اللغة الإنكليزية، فأجاب أنه يُترجم الآن، وسيطلق في نسخته الإنكليزية بعد ستة أشهر، أما عن اللغات الأخرى فقال: «أكيد سيكون باللغة الإسبانية لأن وزارة الخارجية مهتمة بهذا الموضوع». وعن تدريسه في الجامعات، قال إنه يدرس الآن في جامعة الخليج، وفُرض كمقرر في أحد الأقسام للعلوم السياسية، مضيفا أن على الأجيال الجديدة استخلاص الاستفادة منه. ولفت إلى أن الكتاب يبين ضرورة أن تكون علاقات الكويت مع دول العالم في أقوى شكل من الأشكال، كما أن حدودها يجب ألا يُستهان بها على الإطلاق.بطرس غالي... معلمي
أعرب أبوالحسن عن شكره للدكتور أسيري على تقديمه في الحفل، مستذكراً حدثاً مماثلاً لهذا الحدث ذكره في كتابه، إذ قال إن من بين الأساتذة الكبار الذين قاموا بتدريسه د. بطرس بطرس غالي، الذي تقلد العديد من المناصب العليا، فكان وزيرا للخارجية، وأمينا عاما للأمم المتحدة. واستذكر أنه عندما تم انتخاب غالي من مجلس الأمن أمينا عاما، كان يجب أن يأتي حينها إلى الجمعية لكي تصدق على انتخابه ويقوم بالقسم أمامها، القسم المعهود لأي أمين عام، وجرت العادة في الجمعية أن هناك خمس مجموعات إقليمية، وكانت الرئاسة شهرية، وفي ذلك الشهر كان أبو الحسن رئيسا للمجموعة الآسيوية، وبالتالي كان يجب عليه أن يلقي كلمة أمام الأمين العام المنتخب لتهنئته. وقال «لم أستطع أن أتمالك نفسي وأنا ألقي الكلمة باسم كل الدول الآسيوية»، موضحا أنه في نهاية كلمته وجّه كلمة لبطرس غالي، وقال إنه من خلاله تعلّم السياسة، وأنه معلمه، «ولدينا معلم آخر وهو د. أسيري».