كيف تحولت تجربة شاب كويتي بعد التخرج إلى مشروع ناجح؟ ولماذا فضّل العمل في القطاع الخاص في بداية حياته العملية؟ وهل إثبات الذات ومساعدة الآخرين يستحقان كل هذا العناء؟قصة شركة خبرة "KHIBRA"، أول منصة توظيف تربط بين الشركات والجامعات والشباب في الشرق الأوسط تجيب عن هذه الأسئلة وأكثر، وللوقوف على تفاصيل وأصل الحكاية، حل الشيخ فهد الصباح، المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة ضيفاً على برنامج "Let’s Talk Business"، الذي يقدمه نائب مدير عام وحدة البحوث الاقتصادية في بنك الخليج طارق الصالح.
ويُعتبر البرنامج الحواري "Let's Talk Business" بنسخته الجديدة جزءاً من استراتيجية بنك الخليج الشاملة لدعم الاستدامة الاقتصادية والمجتمعية في البلاد، إذ يستهدف عرض قصص النجاح في عالم ريادة الأعمال، في إطار اقتصادي مُبسّط، يسلط الضوء على جوانب ما وراء النجاح، التي قد تخفى عن الكثيرين، وتفيد رواد الأعمال الناشئين، المقبلين على تأسيس مشاريعهم الرائدة خاصة.
الحافز ورد الجميل
استهل الشيخ فهد الصباح الحوار بالحديث عن الحافز قائلاً: "واجب كل شخص يمتلك المعرفة والقدرة على رد الجميل للكويت ألا يتردد، مادمت أستطيع إفادة غيري وفتح باب الرزق لآلاف الناس... لماذا أتردد؟ مما نال استحسان الصالح معلقاً: "هذا النهج الطيب هو ما دفع بنك الخليج لإطلاق برنامج يفيد به المبادرين ويتيح لهم الاستفادة من الخبرات والتجارب الناجحة لزملائهم الذين سبقوهم في هذا الطريق".يقول الصباح: عندما تخرجت في جامعة الكويت عام 2013 قررت العمل في القطاع الخاص، وقتها اكتشفت أن رحلة البحث عن وظيفة في الكويت صعبة، وطرق التقديم جداً تقليدية، إذ كان يتوجب على الخريج أن يسلم طلب التوظيف أو السيرة الذاتية في الاستقبال بكل شركة يتقدم لها، وينتظر الاتصال، دون أن يعرف ماذا حدث طلبه! هنا اكتشفت المشكلة لأول مرة، وعلمت أن رحلة البحث عن عمل ليست مريحة وتحتاج إلى تطوير. وأضاف أثناء عملي في القطاع الخاص، طلب مديري تعيين كويتيين، وتكلمت مع أستاذ في الجامعة لمساعدتي، ولم أحصل خلال شهر كامل سوى على 14 سيرة ذاتية من كلية فيها أكثر من ألفي طالب، هذا بخلاف الدارسين في الخارج... في هذا الوقت تعمق لدي الاحساس بوجود المشكلة. وتابع: في عام 2019 قررت دراسة ماجستير إدارة الأعمال (MBA) بالخارج، ولكن في مارس 2020 بدأت جائحة كورونا، وخلال أسبوعين تحولت الدراسة إلى "الأونلاين"، لهذا قررت تأجيل الدراسة لمدة سنة.وتابع أنه مع بداية الجائحة بدأت تراودني الفكرة مجدداً لتنفيذ مشروع يحل مشكلة التوظيف، وعندما رجعت إلى الكويت أطلقنا منصة "خبرة" بالتعاون مع شركة "ذا تيكن سيت" المتخصصة في تأسيس المشروعات الصغيرة.وذكر أنه قبل إطلاق المشروع، كان لزاماً علينا التأكد من وجود المشكلة وحاجتها إلى الحلول، ولهذا قابلنا الكثير من الشركات في الكويت في مقدمتها البنوك وشركات الاتصالات، ولم نكتف بذلك بل تواصلنا مع شركات وجامعات خليجية.وأردف: اكتشفنا أن آلية التوظيف في الشركات تعتمد على العلاقات، ووجدنا أن بعض الجامعات لديها أنظمة خاصة بها، وفي المقابل وجدنا شباباً لديهم مهارات وكفاءة عالية المستوى ولا يعرفون عن تلك الوظائف، ومن هنا ظهرت أهمية وجود نظام موحد يعلن عن الوظيفة ويستقطب الخريجين.بداية التوظيف
وقال فهد الصباح: عندما أطلقت الشركة في 25 يناير 2021، بدأت بعرض 5 وظائف وخلال سنة وصلت إلى 1000 وظيفة، مما يعني أن الوظائف موجودة وكذلك الباحثين عن تلك الوظائف، لكن كل منهم لا يعلم عن الآخر.وتابع: كانت البداية صعبة، تذهب للشركات لعرض الوظائف يسألونك ... هل عندك جامعات؟، وعندما تذهب للجامعات يسألون... عندكم شركات؟ وكانت البداية من الشركات التي بدأت في عرض الوظائف ومع الوقت زاد عدد المشتركين من طالبي الوظائف والشركات العارضة للوظائف، مضيفاً "كان لبنك الخليج دور كبير في دعم الشركة كموظف ونحن نقدر وقفتهم معنا".واستطرد: وفرنا للجامعات قاعدة بيانات حول خريجيها، مما يساعدهم على تعديل المناهج بما يتناسب مع متطلبات العمل، ونظمنا لهم معارض توظيف افتراضيه مجاناً، وقدمنا ثلاثة معارض في الكويت واثنين في لسعودية وواحد في الإمارات.وبسؤاله عن أسباب حصر الخدمة على حديثي التخرج، أفاد بأنه "عندما تبدأ مشروعاً وتستهدف تقديم الخدمة للجميع ستخسر السوق"، لابد أن تحدد الشريحة المستهدفة وتركز عليها، مضيفاً أن منصات توظيف أخرى تركز على الموظفين من ذوي الخبرات الطويلة، أما "خبرة" فتركز على حديثي التخرج.