ردود فعل غائبة
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
المحكمة الدستورية في حكمها المتفق وصحيح القانون والتفسير الأمثل لحقوق الإنسان وكرامته لم تكن المحكمة الأميركية العليا التي شرعت زواج المثليين، وقبلها الإجهاض في حدود معينة. كل ما صنعته المحكمة الكويتية أنها قالت إن النص بصورته هذه، والذي تسابق على تشريعه عناترة المجلس في زمن مغبر مع "تتبيلة" السلطة الحكومية كالعادة، يُعد خطراً على حريات وحقوق الإنسان بذلك الشكل المعيب الذي خرج به، ولم يحدد معياراً موضوعياً لتحديد تخوم الجريمة، فأين العيب والانحراف الدستوري مثلما غرد "دوجي" الفقه الدستوري الكويتي؟ دوجي هو أحد عظماء الفقه الدستوري الفرنسي في زمن مضى، بالتأكيد لم يكن يحشر معتقداته الشخصية السياسية في التفسير الفقهي على نحو ما فعل "دوجي" الكويت اليوم ومن معه من نواب الرياء ممن يضربون الطار بالمقلوب في حلقات التكسب السياسي على مشاعر الجهل والانغلاق الثقافي.أزمة هذه الدولة ليست أزمة سلطة نسيت مشيتها كالغراب في نهج إدارة الدولة، بل هي أزمة مجتمع استهلاكي متكلس ومحنط بفكر يهيم في سمائه الغربان، ولا عزاء لحقوق الإنسان.