اجتماع وزاري يعزز احتمال نجاح الاتفاق النووي

البوسعيدي ينقل رسالة من السلطان هيثم إلى رئيسي

نشر في 24-02-2022
آخر تحديث 24-02-2022 | 00:02
عبداللهيان مصافحاً البوسعيدي في طهران أمس (الخارجية العمانية)
عبداللهيان مصافحاً البوسعيدي في طهران أمس (الخارجية العمانية)
بالتزامن مع تأكيد مصدر مطلع لـ«الجريدة»، أن وزارة الخارجية الإيرانية تجري تحضيرات إعلامية لمرافقة وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان إلى «فيينا» لحضور مراسم توقيع «التفاهم المحتمل» مع القوى الكبرى بهدف إحياء «الاتفاق النووي»، كشف تقرير لـ«بوليتيكو» نقلاً عن مصدرين، أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتفاق النووي المبرم عام 2015، بما في ذلك إيران وثلاث دول أوروبية، من المرجح أن يجتمعوا في الأيام المقبلة بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي يعيد طهران والولايات المتحدة للامتثال ببنود الصفقة الذرية.

ولفت تقرير الصحيفة الأميركية إلى أنه من المحتمل أن يحضر وزيرا خارجية روسيا والصين الاجتماع المقرر في فيينا افتراضياً، لكن واشنطن لن تحضر لأنها ليست عضواً في الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018.

وجاء ذلك رغم تأكيد مسؤول أميركي لـ«بوليتيكو»، أن القضايا المتبقية، التي تبحثها الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا حالياً، «صعبة جداً» وإنه لن يتم التوصل إلى صفقة حتى يتم الاتفاق على كل شيء.

وفي خطوة موازية تعزز فرص التفاهم بين طهران وواشنطن، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول حكومي إيراني كبير أنه سيتم إطلاق سراح 5 أو 6 سجناء مزدوجي الجنسية في إطار عملية تبادل السجناء مع الولايات المتحدة.

عبداللهيان والبوسعيدي

في غضون ذلك، أكد عبداللهيان، خلال مؤتمر مشترك مع نظيره العماني بدر بن حمد البوسعيدي، في طهران أمس، أنه «يمكن الوصول لاتفاق خلال ساعات».

وقال إنه يتعين على الدول الغربية اتباع نهج واقعي في المفاوضات التي تستضيفها العاصمة النمساوية لتسوية الأمور المتبقية.

وجدد الحديث عن وصول مفاوضات فيينا إلى «مرحلة حساسة ومهمة»، مشدداً على أن بلاده «لن تتراجع في المفاوضات ولن تتجاوز الخطوط الحمراء تحت أي ظرف».

وفي وقت تسعى الولايات المتحدة لعقد مباحثات مباشرة مع الجمهورية الإسلامية، وإن بشكل غير معلن، على غرار المفاوضات السرية التي استضافتها مسقط قبيل توقيع اتفاق 2015، لفت عبداللهيان إلى أنه لا توجد مفاوضات مباشرة مع واشنطن، وأن التواصل يتم عبر رسائل غير رسمية.

واستطرد قائلاً: «تلقينا كثيراً من الرسائل من المسؤولين الأميركيين بشأن إجراء محادثات مباشرة، المهم بالنسبة لنا ما هي المصالح التي ستحقق من خلال تلك المحادثات وهل تضمن انجازاً يفوق نتيجة المفاوضات التي تجري حالياً في فيينا؟».

الحوار الإقليمي

في جانب آخر من تصريحاته، أعرب الوزير الإيراني عن أمله في أن تدرك جميع الأطراف في المنطقة أهمية الحوار لعدم زعزعة الأمن والاستقرار فيها، مضيفاً أن استمرار الخلافات لن يكون في مصلحة دول المنطقة وأمنها وشعوبها.

وقال عبداللهيان، إن أمن المنطقة يمكن أن يتحقق فقط عبر التعاون المشترك الإقليمي والحوار.

وكشف أن طهران تلقت رسالة من بغداد حول استعداد السعودية لمواصلة الحوار معهم و»حل أزمة اليمن سياسياً وأن تتوقف الحرب سريعاً».

لكن الوزير الإيراني لم يعلن موعداً للجولة الخامسة من المفاوضات الاستكشافية، التي تجريها بلاده مع السعودية، في ظل حديث الرياض عن عدم إحراز أي تقدم ملموس لجهة حل الخلافات خلال الجولات الـ 4 الماضية.

رسالة ودعوة

من جانبه، أشار وزير الخارجية العماني، الذي تتمتع بلاده بعلاقات جيدة مع طهران والرياض والولايات المتحدة، إلى أنه «نقل رسالة خطية من السلطان هيثم بن طارق، إلى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين».

وأشار إلى أن العلاقات السياسية بين البلدين «تعتمد على الاحترام المتبادل، ويعمل البلدان على أن تكون تلك العلاقات في خدمة البلدين والمنطقة»،

وأوضح البوسعيدي:»لا شك أن مجالات التعاون بين البلدين هي متنوعة وعديدة».

وفي وقت تلعب مسقط دوراً في الوساطة من أجل حلحلة الأزمة اليمنية والدفع باتجاه إحياء مسار التفاوض بين جماعة «أنصار الله» الحوثية المدعومة من طهران والحكومة اليمنية المدعومة من «تحالف دعم الشرعية» بقيادة الرياض، لفت البوسعيدي إلى أنه تبادل وجهات النظر مع نظيره الإيراني وتشاور معه في عدد من مستجدات القضايا التي تحظى بالاهتمام المشترك.

ومن دون الخوض في التفاصيل، أعرب الوزير العماني عن تمنياته بـ»دعم هذه الجهود بالوسائل السلمية والحوار، وعبر تشجيع بناء الثقة بين مختلف أطراف هذه القضايا، لتنعم منطقتنا باستدامة الأمن والاستقرار والازدهار والرخاء لشعوبنا جميعاً».

كما أعرب البوسعيدي، في ختام زيارته التي تعد الأولى له، منذ تولي رئيسي السلطة في أغسطس الماضي، عن تطلع بلاده لزيارة الأخير إلى مسقط لتدشين مرحلة جديدة من التعاون الثنائي بين البلدين.

back to top