استقبل سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد بدار يمامة ظهر اليوم الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون والوفد الرسمي المرافق له بحضور سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد؛ وذلك بمناسبة زيارته الرسمية للبلاد.

وتم تبادل الأحاديث الودية الطيبة التي عكست عمق العلاقات الاخوية الراسخة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين وسبل دعمها وتعزيزها بين دولة الكويت والجمهورية الجزائرية الشقيقة على كافة الأصعدة، وفي مختلف المجالات، بما يخدم مصالحهما المشتركة في إطار ما يجمعهما من روابط وثيقة.

Ad

حضر المقابلة وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد العبدالله، ورئيس الديوان الأميري الشيخ مبارك فيصل السعود.

بدوره، عقد سمو ولي العهد مباحثات رسمية مع الرئيس الجزائري وترأس الجانب الكويتي سمو ولي العهد وسمو الشيخ صباح الخالد رئيس مجلس الوزراء وكبار المسؤولين بالدولة، وترأس الجانب الجزائري الرئيس تبون وكبار المسؤولين في الحكومة الجزائرية.

وصرح وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد العبدالله بأن المباحثات تناولت استعراض العلاقات الطيبة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، وسبل تعزيز مسيرة التعاون بينهما في كافة المجالات، وتوسيع سبل التعاون بين الكويت والجزائر بما يخدم مصالحهما المشتركة، كما تم بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر المستجدات على الساحتين الاقليمية والدولية.

وأقام سمو ولي العهد بقصر بيان ظهر اليوم مأدبة غداء على شرف الرئيس الجزائري والوفد الرسمي المرافق له، وأعقب ذلك مغادرة تبون والوفد المرافق، وكان على رأس مودعيه على أرض المطار سمو ولي العهد، وسمو رئيس مجلس الوزراء، وكبار المسؤولين بالدولة.

توافق تام

بدورها، قالت الرئاسة الجزائرية، في بيان عبر صفحتها بـ «فيسبوك»، اليوم، إن «اللقاء الذي جمع الرئيس الجزائري مع أمير الكويت والمباحثات التي أجراها مع ولي العهد الكويتي، تميزت بالتوافق التام في الرؤى والتطابق الكامل في المواقف حول مجمل القضايا التي تهم البلدين الشقيقين في علاقاتهما الثنائية، أو فيما يتعلق بالأوضاع الراهنة على الساحة العربية، وآفاق تعزيز العمل العربي المشترك على ضوء الالتزام الراسخ للبلدين بقيم التضامن والوحدة، وسعيهما الدؤوب لترقية المقاربات المبنية على الحوار والمصالحة لحل الأزمات».

وأوضح البيان أن الجانبين أكدا عزمهما على العمل في كل ما من شأنه تعزيز العلاقات بينهما، والانتقال بها إلى آفاق جديدة تعكس عمقها، ووضع الآليات المناسبة والاتفاقيات التي تعكس هذه الرغبة وترسخ التشاور والتنسيق السياسي وتشجيع الاستثمارات المباشرة للقطاعين العام والخاص، كما تم الاتفاق على حث المتعاملين الاقتصاديين على استغلال الفرص الاستثمارية المتاحة في البلدين، مع توجيه الحكومتين لاتخاذ الإجراءات المناسبة لتوفير الدعم اللازم والمناخ الأنسب لنجاح عمليات الاستثمار.

وأضاف أن الطرفين اتفقا على تعزيز الفرص الاستثمارية في مجال المحروقات وتبادل الخبرات، مشيرا إلى ان الجانب الكويتي أعرب عن امتنانه لدعم الجزائر لمرشح الكويت الذي تم انتخابه على رأس الأمانة العامة لمنظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك».

وأشار إلى أن الطرفين أشادا بالدور المتميز للجالية الجزائرية المقيمة بالكويت ومساهماتها النوعية في نهضة الكويت، وفي تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.

وأردف أن الجانبين استعرضا بالتشاور والتنسيق الأوضاع السائدة في العالم العربي، وما تمليه من ضرورة مضاعفة الجهود لتعزيز العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات المشتركة التي تواجه الدول العربية.

وبين أن القيادة السياسية للكويت ثمّنت جهود الرئيس تبون لإنجاح القمة العربية المقبلة بالجزائر، وأعربت عن دعمها التام واستعدادها الكامل للمساهمة في هذا المسعى النبيل، بهدف التوافق على مخرجات تكون في مستوى تطلعات الشعوب العربية.

وذكر أن الجانبين أكدا مركزية القضية الفلسطينية وضرورة إعادة بعث الجهود الرامية لدعم الشعب الفلسطيني، واسترجاع حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حقه في تجسيد دولته المستقلة ذات السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.

ووفق البيان، أطلع الرئيس تبون أمير الكويت وولي عهده على المساعي التي تبذلها الجزائر في سبيل تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، استكمالا للجهود المخلصة التي بادرت بها عديد الدول العربية.

وأكد البيان أن الجانبين اتفقا على التعاون والتنسيق بين الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، في مجال دعم مشاريع تنموية في الدول الإفريقية ولاسيما دول الساحل والصحراء.

وفي ختام الزيارة، وجّه الرئيس تبون دعوة إلى أمير الكويت لزيارة الجزائر، وقد رحب الأمير بهذه الدعوة على أن يحدد موعدها لاحقاً عبر القنوات الدبلوماسية، حسب بيان الرئاسة الجزائرية.