أعرب وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، أمس، عن عدم ثقته بنجاعة إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 في منع طهران من حيازة سلاح نووي، محذراً من سباق تسلح ذري في المنطقة.

وقال بن فرحان، في مقابلة نشرتها وكالة الأنباء الألمانية أمس: «ليس لدينا ثقة بأن خطة العمل المشتركة الشاملة بوضعها الحالي يمكنها أن تحول دون تصنيع إيران قنبلة نووية»، مضيفاً أن «المفاوضات (في فيينا) ينبغي أن تكون مجرد البداية، وليست نهاية المطاف».

Ad

وأوضح أنه يجب اعتبار هذه المفاوضات «مجرد خطوة نحو الاتجاه الصحيح، ثم البناء عليها لتحديد مسار البرنامج النووي بدقة، مع مناقشة القضايا الإقليمية»، مؤكداً أن «هذا لن ينجح إلا إذا قام المجتمع الدولي، وهنا بالتحديد الدول الممثلة في الاتفاق، بإشراكنا في هذه المفاوضات مع إيران».

وحذر الأمير فيصل من أنه إذا امتلكت الجمهورية الإسلامية إمكانيات تصنيع قنبلة نووية «العتبة الذرية»، فإن ذلك سيكون بالطبع إشارة خطيرة جداً، وقد يدفع بالتأكيد دولاً أخرى لسلك نفس الطريق، مضيفاً: «نتبنى مبدأ قوياً مناهضاً للأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل عموماً، ونحن نتمسك بهذا المبدأ، لكن إذا امتلكت إيران تلك الإمكانات النووية، فإن ذلك سيزعزع استقرار المنطقة، ولا يمكن توقع ما سيحدث من تصعيد أو رد فعل».

جاء ذلك، في وقت كشف مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران تسلمت بالفعل الاثنين الماضي رسالة من الجانب العراقي، أكد فيها موافقة السعودية على إجراء الجولة الخامسة من المفاوضات الثنائية بين الرياض وطهران، المتوقفة منذ سبتمبر الماضي، بسبب تباين حول الأولويات.

وكشف المصدر، لـ «الجريدة»، أنه بعد عودة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان من قمة الغاز التي انعقدت في العاصمة القطرية الدوحة، تم إبلاغ السفير الإيراني في بغداد إيرج مسجدي بموافقة طهران على إجراء هذه الجولة التي من المرتقب أن تكون علنية.

وحسب المصدر، فإن عبداللهيان اتصل بمسجدي فور عودته إلى طهران، وأبلغه أن «الخارجية» مستعدة لعقد هذه الجولة على أعلى مستوى ترغب فيه الرياض، وطلب منه التنسيق مع الجانب السعودي لإجراء اللقاء في أقرب فرصة ممكنة، لكن مسجدي الذي يتولى التنسيق مع نظيره السعودي في بغداد أكد أنه يحتاج إلى ما بين أسبوع أو اثنين للتنسيق لعقده.

وكان عبداللهيان التقى نظيره القطري محمد بن عبدالرحمن قبل عودته من الدوحة، كما استقبل أمس نظيره العماني بدر البوسعيدي الذي لعبت بلاده دوراً بارزاً في التوصل إلى الاتفاق النووي في 2015، وتقود قناة تواصل بين الرياض والمتمردين الحوثيين اليمنيين المتحالفين مع طهران.

وكشف عبداللهيان أنه تلقى رسالة عراقية تؤكد موافقة السعودية على عودة المفاوضات الثنائية، مضيفاً أنه يمكن التوصل إلى اتفاق في فيينا خلال ساعات، في حين كشفت صحيفة «بوليتيكو» عن اجتماع وزاري وشيك يجمع أطراف الاتفاق النووي باستثناء واشنطن، وقد يتم خلاله التوقيع.

طهران - فرزاد قاسمي