السنيورة: لا أزمة سنّية في لبنان بل وطنية
حثّ السنة على المشاركة بكثافة ترشحاً واقتراعاً في الانتخابات
حدد رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، في مؤتمر صحافي عقده أمس، الملامح السياسية للمرحلة المقبلة على المستوى السنّي، مشدداً على عدم إظهار السنّة في لبنان وكأنهم في أزمة، بل الأزمة وطنية ويتضرر منها الجميع.ورفع الرجل السقف السياسي للمواجهة، انطلاقاً من تحفيز السنّة الذين وصفهم بأنهم «أهل اعتدال» على عدم مقاطعة الانتخابات، إنما المشاركة فيها بكثافة ترشحاً واقتراعاً لتشكيل سدّ منيع بوجه «حزب الله».ولخص السنيورة الأزمة التي يعيشها البلد بالمعادلة التالية: «لا يمكن إعادة بناء الدولة طالما استمر حزب الله يسيطر على هذه الدولة مستقوياً بسلاحه، لكن لا يمكن إلغاء الحزب من المعادلة الوطنية».
وإذ ذكّر بمطالبة البطريرك الماروني بشارة الراعي بتحرير الدولة من سيطرة السلاح وضرورة تحييدها، شدد السنيورة على أن رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري «اصطدم بالنفوذ الإيراني الذي يحاول ويمنع استعادة الدولة لدورها ونفوذها ويمنع قيامها عبر أذرعه الميليشياوية، وهذه الجماعات تعمل جاهدة لتعطيل العمل الديموقراطي وباتت تتحكم بالقانون والنظام والدستور».موقف السنيورة واضح في ضرورة السعي إلى تشكيل جبهة سياسية وطنية، بين المسلمين السنة والشيعة المعارضين لحزب الله، والمسيحيين والدروز وغيرهم، في سبيل السعي إلى استعادة التوازن السياسي في البلد، ويتم ذلك من خلال التشديد على الخيارات الوطنية للسنّة والعودة إلى المعادلة السياسية بقوة الاعتدال والتفاهم مع الشركاء الآخرين في البلد على عكس محاولات تصويرهم بأنهم في خانة الإرهاب أو التطرف. ومعروف أن السنيورة يتمتع بعلاقات واسعة على الساحة السنية والعربية، وهو صاحب تجربة طويلة الأمد مع رفيق الحريري وكان صلباً في مواقفه خصوصاً بعد «حرب تموز» 2006 ونية حزب الله الانقلاب على حكومته، لكنه بقي صامداً في السراي الحكومي على الرغم من تطويقه ومحاصرته فيها وعمليات الاغتيال التي حصلت. وتقول مصادر قريبة من السنيورة، إن الهدف من المؤتمر الصحافي وضع الخطوط العريضة ورسم تصور سياسي للمرحلة المقبلة، لأنه ليس من مصلحة السنّة الاستسلام إلى الفراغ وترك حزب الله يسجل خروقاته في الساحة السياسية السنية. وتؤكد المصادر، أن السنيورة لن يتراجع في مهمته السياسية هذه وهو لا يطلب شيئاً لنفسه لا ترشحاً ولا حتى أي منصب، إذ يعتبر أنه حقق الوصول إلى كل المناصب، فيما الهدف الآن هو حماية التوازن السياسي في البلد.بالتزامن مع مؤتمر السنيورة كان وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي يعلن توقيف جماعة إرهابية تكفيرية تجند شباناً لتنفيذ عمليات انتحارية في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله. والخطر في هذا الإعلان أن العملية الأمنية تأتي على مسافة أسابيع من الانتخابات النيابية، وسط مخاوف إما من إطاحة الاستحقاق بذريعة الوضع الأمني، أو محاولة شيطنة السنّة مجدداً، مقابل شد حزب الله للعصب المذهبي والطائفي للشيعة والمسيحيين في مواجهة «التطرف السنّي».