دعت دولة الكويت الى التنسيق والتعاون الوثيق على الصعيد الدولي لضمان توزيع عادل ومنصف للقاحات لجميع الدول، مؤكدة أنها ستواصل جهودها البناءة بالتعاون مع الشركاء في اطار العمل متعدد الأطراف للاستجابة الدولية ضد جائحة فيروس كورونا المستجد.

جاء ذلك في كلمة دولة الكويت التي ألقاها مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي مساء أمس الجمعة في المناقشة رفيعة المستوى للجمعية العامة للمنظمة الدولية حول «تحفيز الزخم للتحصين الشامل».

Ad

وقال العتيبي «نحن على قناعة بأن لا أحد بأمان من هذا الفيروس حتى يصبح الجميع بأمان»، مشيراً إلى أن المناقشة «تأتي بعد مرور عامين على تفشي جائحة كوفيد - 19 في العالم والتي شكلت أكبر تحدي يواجه العالم منذ الحرب العالمية الثانية».

وأوضح أن «الجائحة لا تعرف أي حدود ولا تميز بين البشر وراح ضحيتها قرابة 6 ملايين نسمة وأصابت أكثر من 400 مليون شخص في كافة أرجاء العالم فضلاً عن الخسائر البشرية المفزعة التي نتجت عنها»، مشيراً إلى أنها خلفت آثاراً وتداعيات جسيمة على كافة مفاصل الحياة الاجتماعية والاقتصادية والصحية والسياسية.

وبين «أنه بعد مرور عامين ما زالت الجائحة منتشرة وتحصد أرواح الكثيرين في مجتمعاتنا وشهدنا خلال الفترة الماضية متحورات جديدة للفيروس مثل دلتا وأوميكرون والتي جددت فتاكة وخطورة هذا الفيروس وشكلت ضغطاً جديداً على المنظومة الصحية للكثير من الدول».

وأكد أنه «أمام هذا التحدي الصحي العالمي والظروف الاستثنائية التي صاحبت انتشار هذه الجائحة واجه العالم هذا التهديد بكل بسالة وشجاعة انطلاقاً من القناعة بأن البشرية تستطيع أن تواجه هذا الفيروس والحد من انتشاره واتخاذ التدابير اللازمة لحماية الأسر والمجتمعات والدول منه ومن إفرازاته وتداعياته».

وأعرب العتيبي في هذا الصدد عن شكره وتقديره العميقين لكافة العاملين في القطاعات الصحية حول العالم الذين شكلوا خط الدفاع الأول لمواجهة هذه الجائحة.

وقال «لقد تم تطوير اللقاح ضد كوفيد - 19 بسرعة غير مسبوقة بفضل التقدم في العلم والبحوث والابتكار والذي أعطانا جميعاً بارقة من الأمل والتفاؤل بأننا نستطيع الحد من انتشار هذا الفيروس والتعافي من تداعياته وبشكل أفضل».

وأكد في ذات الوقت أن جميع المؤشرات تُشير إلى أن آلية توزيع اللقاح على الدول غير عادلة الأمر الذي فاقم من اللامساواة والفجوة ما بين الدول المتقدمة والدول النامية وزاد من مخاطر وقوع الملايين في براثن الفقر المدقع وساهم في إطالة أمد هذه الجائحة.

ودعا مجدداً إلى تضافر الجهود من أجل استجابة دولية تضمن التوزيع العادل والمنصف لكافة الدول للحصول على اللقاحات للوصول إلى مستويات التحصين الشاملة خاصة في الدول النامية.

وتابع العتيبي «لقد تأثرت تلك الدول النامية من تداعيات هذه الأزمة الصحية بشكل غير متناسب مما أخر تعافيها الاقتصادي والاجتماعي وعلى المجتمع الدولي مسؤولية أخلاقية وإنسانية للوقوف معها ومؤازرتها لتجاوز هذه الأزمة الصحية والحفاظ على مكاسبها التنموية والاجتماعية ودعمها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030 وضمان عدم ترك أي أحد خلف الركب».

وأكد أن دولة الكويت ومن منطلق إيمانها بحق الرعاية الصحية للجميع وفرت اللقاحات للمواطنين والمقيمين على أرض الكويت وقد حققت إحدى أعلى النسب العالمية المسجلة في التطعيم ضد كوفيد - 19 بنسبة 85 في المائة.

وأشار إلى أن هناك إقبالاً متزايداً خلال الأشهر الماضية على الجرعة التنشيطية بالإضافة إلى البدء بتطعيم الأطفال في الفئة العمرية «5 - 11 سنة».

وأضاف «على الصعيد الدولي فقد شاركت بلادي في دعم الجهود الدولية لمكافحة الجائحة من خلال مساهماتها المالية المتنوعة منذ البداية للدول والمنظمات الصحية والدولية وذلك سعياً منها لتعزيز الأمن الصحي العالمي».

وشدد العتيبي على أهمية بذل المجتمع الدولي مزيداً من الجهود لمساعدة جميع البلدان على تلقي اللقاحات المنقذة للحياة في أسرع وقت ممكن وذلك حتى تتمكن كافة الدول من الوصول إلى الهدف الذي حددته منظمة الصحة العالمية وهو تطعيم 70 في المائة من سكان كل بلد في العالم ضد «كوفيد - 19» بحلول منتصف عام 2022.