مع دخول الحملة العسكرية الروسية، التي بدأت الخميس الماضي، لغزو أوكرانيا يومها الرابع، وسط تحذيرات من تداعيات قد تعيد تشكيل النظام الأمني المستقر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، أيدت بريطانيا إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تشكيل «فيلق دولي» للأجانب الراغبين في الدفاع عن بلاده صباح اليوم الأحد.

وقالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إنها ستدعم أي مواطن بريطاني يقرر السفر إلى أوكرانيا لمحاربة «قوة الغزو» التي تحركت بأمر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

Ad

وأعادت الوزيرة تغريدة على «توتير» لنظيرها الأوكراني، دميترو كوليبا، جاء فيها «الأجانب الراغبون في الدفاع عن أوكرانيا والنظام العالمي كجزء من الفيلق الدولي للدفاع الإقليمي لأوكرانيا، أدعوكم للاتصال بالبعثات الدبلوماسية الأجنبية لأوكرانيا في بلدانكم».

وتابع «معاً هزمنا هتلر، وسنهزم بوتين أيضاً».

وأكدت تروس أن بلادها تتوقع طول أمد الحرب في أوكرانيا، مشيرة إلى أن لندن تدرس الآن كيف يمكن مساعدة اللاجئين.

وحضت الوزيرة البريطانية الروس على عدم تصعيد هذا النزاع، لافتة إلى أن هذا قد يكون بداية النهاية لبوتين.

وأوضحت أن القوات الأوكرانية مستمرة في مقاومة التدخل الروسي، مشيرة إلى أن لندن ستدعم خلال اجتماع مجموعة السبع وضع سقف لصادرات روسيا من النفط.

وفي وقت سابق، وصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الرئيس الروسي بـ «الديكتاتور»، مؤكداً أن مغامرته يجب أن تنتهي بـ «الفشل» ومتعهداً بتقديم المزيد من الدعم العسكري لكييف.

وأرسلت الحكومة البريطانية قوات برية وبحرية وجوية تابعة لها لتعزيز قوات حلف شمال الأطلسي «الناتو» باتجاه روسيا التي طالبت التكتل، قبل قيامها بشن الهجوم على أوكرانيا، بمنحها ضمانات بعدم قبول انضمام الجمهورية السوفيتية له أبداً وهو ما لم تحصل عليه.

تحول تاريخي

في موازاة ذلك، وصف المستشار الألماني، أولاف شولتس، الهجوم الروسي على أوكرانيا بأنه «نقطة تحول في تاريخ أوروبا».

وقال في كلمة أمام البرلمان الألماني، الأحد «بوتين شن حرباً عدوانية على كييف لأن حرية الأوكرانيين تتحدى نظامه القمعي».

وأضاف «بوتين لن يُغير سياسته، لكن القيادة الروسية ستشعر بالثمن الباهظ الذي ستدفعه مقابل ذلك»، مضيفاً «بوتين خلق واقعاً جديداً يتطلب رداً واضحاً، وسنسلم أوكرانيا أسلحة».

واتهم المستشار الألماني الرئيس الروسي بأنه يُدمر «الأمن الذي نتمتع به ولا شيء يبرر الهجوم على أوكرانيا»، ورأى شولتس أنّ العقوبات الغربية التي فرضت على موسكو ردّاً على الغزو مؤثّرة، محذراً من تدابير جديدة في حال لم تغيّر موسكو نهجها.

وأشار إلى أنه «على مدى الأسبوع الماضي، هبطت أسواق الأسهم الروسية أكثر من 30%».

أسلحة فتاكة

في هذه الأثناء، أفادت وكالة «تاس» بأن رئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيب بوريل سيعرض على مجلس الاتحاد الأوروبي تمويل إمداد أوكرانيا بالأسلحة الفتاكة والوقود.

وقال في بيان يوم الأحد، قبل اجتماع افتراضي لمناقشة عقوبات جديدة على روسيا، إنه سيقترح على وزراء خارجية الاتحاد «تمويل إمداد الجيش الأوكراني البطل، الذي يقاتل بمقاومة شرسة ضد الغزاة الروس، بالأسلحة الفتاكة، وتوفير الإمدادات غير الفتاكة التي تشتد الحاجة إليها، مثل الوقود».

وجاء ذلك في وقت يعزز الغرب بقيادة الولايات المتحدة ضغوطه على موسكو عبر استبعاد مصارف روسية من نظام «سويفت» المالي، للتعامل بالدولار، وفي حال توافقت الدول الأوروبية على اتخاذ الخطوة بشكل شامل فإن ذلك قد يمثل ضربة قاسمة للاقتصاد الروسي.

كما أكد رئيس الوزراء اليابان فوميو كيشيدا، أن طوكيو ستفرض عقوبات ضد القيادة الروسية، بمن فيهم الرئيس بوتين، في خطوة شبيهة بالعقوبات الغربية.

تأهب نووي

في المقابل، نقلت وكالة «رويترز» عن الكرملين أن الرئيس الروسي أمر القيادة العسكرية بوضع قوات الردع النووي في حالة تأهب قصوى بعد «التصريحات العدوانية» من دول حلف شمال الأطلسي «الناتو».

وجاء الأمر بالتأهب النووي عقب لقاء جمع بوتين برئيس هيئة الأركان العامة للجيش لبحث الوضع في أوكرانيا التي تتحدث مصادر.

ووسط تزايد حدة التوتر في أوروبا، أعلن رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو أن بلاده طلبت من موسكو نشر سلاح نووي في بيلاروس إذا ما تم نشره من قبل حلف «الناتو» في بولندا أو ليتوانيا المجاورتين.

وقال لوكاشينكو إن «موسكو ومينسك لديهما اتفاقات بشأن نقل أسلحة إضافية إلى بيلاروس».

وكان لوكاشينكو أكد، اليوم الأحد، إطلاق صواريخ من أراضي بيلاروس على مواقع في أوكرانيا، مشددا على أن هذه الخطوة كانت «اضطرارية».

ووفقاً للزعيم البيلاروسي، فقد كانت هناك 2 إلى 3 ضربات صاروخية من جنوب بيلاروس في بداية العملية العسكرية بعد أن انتشرت كتائب الصواريخ في الجانب الأوكراني على بعد كيلومترات قليلة من الحدود مع بلاده.

وأضاف أن «الصواريخ الآن لا تطير من أراضي بيلاروس باتجاه أوكرانيا، فليست هناك حاجة».

مفاوضات وتسلح

في المقابل، أعلن فلاديمير ميدينسكي رئيس الوفد الروسي في المفاوضات المرتقبة مع أوكرانيا بمدينة غوميل البيلاروسية أن كييف وافقت على عقد اجتماع.

وأكد ميدينسكي أن روسيا مستعدة للتفاوض بشأن السلام في أي وقت، وجاء ذلك رغم رفض الرئيس الأوكراني إجراء مفاوضات مع موسكو على أراضي بيلاروس، مؤكداً أنها لا تصلح منصة لمثل هذه المحادثات بسبب «أعمال عدائية» صادرة عن مينسك.

ويأتي الإعلان عن قبول كييف التفاوض بعد تقارير عن تمكن القوات الروسية من دخول خاركيف، ثاني أكبر المدن الأوكرانية، وخوضها لحرب شوارع بها.