• رأس الخيمة – تامر عبدالعزيز

Ad

أكد خبراء وقيادات بقطاع الطيران العربي أن القطاع يواجه العديد من التحديات المتتابعة، فبعد أن أوشك على التعافي من تداعيات جائحة كوفيد- 19 ومستجداتها، اندلعت العمليات العسكرية في شرق أوروبا، على وقع الصدام بين روسيا وأوكرانيا، ما ينبئ بتأزم الموقف من جديد، إذ توقف عدد كبير من رحلات الطيران والسفر عبر الدولتين المتنازعتين، وبدأت الخسائر التي لا يمكن التنبؤ بمدى استمرارها.

وخلال قمة العرب للطيران المنعقدة في رأس الخيمة، اليوم، كشف الرئيس التنفيذي لشركة طيران العربية ورئيس القمة عادل العلي أن 35% من حجم تجارة الطيران حول العالم بدأت في العودة، وأن هناك نحو 530 مليون شخص بدأوا في ممارسة أعمالهم في القطاع، ويسافر حالياً 340 مليون شخص حول العالم.

وقال العلي إن صناعة الطيران تساهم بنحو 4% في الاقتصاد العالمي، وتحقق عائدات بنحو 7 تريليونات دولار، مشيراً إلى أن الدول العربية مازالت حصتها محدودة وأقل من الطموحات، ولذلك يجب العمل لتعظيم تلك الحصة.

وتناقش الدورة الحالية من القمة، التي افتتحها الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة تحت شعار طريق القطاع نحو التعافي، ويجتمع فيها المئات من خبراء القطاع الدوليين والمحليين وممثلي وسائل الإعلام لمناقشة مجموعة متنوعة من موضوعات الطيران والسياحة.

من جانبه، أكد نائب الرئيس الإقليمي للاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» في منطقة إفريقيا والشرق الأوسط كامل العوضي أن قطاع الطيران سيعود بقوة مرة أخرى، رغم التحديات التي واجهها بسبب جائحة كوفيد-19 والقيود التي فرضتها الجائحة على العالم، وأوقفت حركة الطيران حول العالم.

وأعرب العوضي خلال فعاليات القمة عن القلق الشديد بشأن تأثير ارتفاع أسعار البترول بسبب الأزمة الدائرة حالياً في شرق أوروبا وتصاعد العمليات العسكرية بين روسيا وأوكرانيا على شركات الطيران والناقلات الجوية على مستوى العالم، مما سيترك أثراً كبيراً على القطاع بشكل عام.

وطالب العوضي بتخفيف النفقات لدى شركات الطيران، ووضع حدود للمنافسة، مشدداً على ضرورة وجود معالجات بشأن معدلات الإنفاق، خصوصاً وأن الكثير من الشركات لا يحصل على دعم حكومي.

وأشار إلى أن الشركات في المنطقة ومن خلال التجارب السابقة قادرة على التعافي من الأزمات، السياسية والاقتصادية، وهو ما جرة في السنوات الماضية.

وقال مكايل هواري رئيس شركة إيرباص في الشرق الأوسط وإفريقيا إن القطاع يفقد يومياً مليارات الدولارات، بسبب التحديات التي يشهدها العالم، من كوفيد-19، والأزمة في أوكرانيا، وما جرى من توقف رحلات طيران، وانخفاض عدد المسافرين، وحالة القلق التي يشهدها العالم بسبب كل هذه التحديات وغيرها، مشيراً إلى أن قضية أزمة الوقود المترتبة على ارتفاع أسعار البترول.

ولفت هواري إلى أن التحدي أيضاً هو التوسع في الرقمنة، والاستدامة، والقفزات في مختلف مكونات التكاليف، والعمل بشكل مستمر وجيد وبرؤي أكثر عمقاً هو الذي سيساعد على تطوير الأعمال.

وأكد على أن أهمية أن تهتم الحكومات بتطوير الذكاء الإصطناعي، والاستفادة من الطفرات التي تحققها التكنولوجيا في مجال الطيران ودعم الاقتصاد، لافتاً إلى أن مصر والإمارات والسعودية من الدول التي حققت نجاحات في هذا الشأن بشكل مملموس.

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لهيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة راكي فيليبس «يرتبط قطاعا السياحة والطيران ارتباطاً وثيقاً، وقد برهنت الأزمة على ضرورة التعاون لإعادة البناء والتعافي وتبادل المعارف لاكتساب المزيد من المرونة».

وأضاف أن القمة تضيف لقطاع الطيران ميزة مهمة وخاصة أن هنالك نقاشات مثمرة ستطرح حول مواضيع الربط والاستدامة والتحول الرقمي، إضافة إلى اتخاذ إجراءات ملموسة تسهم في صياغة مستقبل قطاع السياحة.

وكان سمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة رأس الخيمة، افتتح اليوم فعاليات النسخة التاسعة من قمة العرب للطيران، الحدث الرائد لقطاع الطيران والسياحة في المنطقة، وذلك في مركز الحمرا العالمي للمعارض والمؤتمرات في رأس الخيمة.

وانطلقت الدورة الحالية للقمة تحت شعار طريق القطاع نحو التعافي بمشاركة المئات من خبراء القطاع الدوليين والمحليين وممثلي وسائل الإعلام الذين ناقشوا مجموعة متنوعة من موضوعات الطيران والسياحة.

ومنذ تأسيسها، نجحت القمة بترسيخ مكانتها كمنصة رائدة لتسليط الضوء على متطلبات وآفاق قطاع الطيران في المنطقة، واستهدفت دورة هذا العام وضع خارطة طريق للتعافي بعد جائحة كوفيد-19، ونشر الرسائل الأبرز الناجمة عن مناقشة الموضوعات والقضايا المهمة، وتبادل المعارف لمساعدة لاعبي القطاع على توحيد جهودهم للارتقاء بقطاعي الطيران والسياحة.

وتحظى قمة العرب للطيران بدعم واسع من الحكومات العربية.

وانعقدت نسخة عام 2022 بالتعاون مع هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة، وبدعمٍ من شركاء القطاع الدوليين مثل «إيرباص»، و«سي إف إم»، و«العربية للطيران» و«تيركيش تيكنيك»، و«كولينز إيروسبيس» وغيرهم.

رزوقي: لا ضرر مباشر على الكويتية من التصعيد العسكري بين روسيا وأوكرانيا

قال الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية الكويتية معن رزوقي أن الشركة ليست متضررة بشكل مباشر من التصعيد العسكري الحالي بين روسيا وأوكرانيا حيث أنها ليس لديها وجهات في هذه المنطقة.

وأشار في تصريحات صحافية على هامش القمة، إلى أن الخطوط الكويتية كان لديها توجها للانطلاق إلى موسكو الصيف المقبل ولكن بعض تطورات الأوضاع هناك قررنا الانتظار لتقييم الأمور.

أما فيما يخص عمليات إعادة الهيكلة التي قامت بها الشركة مؤخراً، فقد أكد أن الشركة قامت بتحول كبير خلال الشهرين الماضيين يهدف إلى التقليل من التكاليف التشغيلية ويعطيها القدرة على التوسع في نقاط السفر، منوهاً إلى أنها أطلقت 17 وجهة جديدة من 40 وجهة وفق استراتيجيتها خلال العامين القادمين والتي تشمل 100 وجهة.

وأضاف أن الشركة لديها سوق محلي كبير كما تعتمد على صناعة «الترانزيت» وليس لديها ضغوط في هذا الأمر وإنما المشكلة تتعلق بنقص الكفاءات، مشدداً على ضرورة تطوير القطاع عبر جذب المواهب وتطوير مهاراتهم وقدراتهم.

ولفت رزوقي إلى الجهود المضنية التي تقوم بها «أوبك+» بقيادة المملكة العربية السعودية لضبط سوق النفط وأسعار البترول وهو ما نأمل أن ينعكس بشكل إيجابي على القطاعات الاقتصادية بشكل عام وقطاع الطيران على وجه التحديد.