أعلن السفير الصيني لدى الكويت لي مينغ قانغ إن الصين تأسف لاندلاع الصراع بين أوكرانيا وروسيا، مؤكداً أنها بذلت سلسلة من الجهود الدبلوماسية لتهدئة الأوضاع منذ حدوثه.

وفي حوار خاص مع «الجريدة»، سلط السفير الصيني الضوء على موقف بكين الأساسي الراهن الذي تم تلخيصه بـ 5 نقاط.

Ad

وقال لي «أولاً، يدعو الجانب الصيني إلى احترام وضمان سيادة الدول وسلامة أراضيها والالتزام العملي بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، إن هذا الموقف دائم وواضع وينطبق على القضية الأوكرونية».

أضاف «ثانياً، يدعو الجانب الصيني إلى مفهوم الأمن المشترك والمتكامل والتعاوني والمستدام، ويرى أنه لا يجوز أن يقام الأمن لدولة ما على حساب أمن الدول الأخرى، ناهيك عن ضمان أمن إقليمي عن طريق تعزيز التكتلات العسكرية أو توسيعها، يجب نبذ عقلية الحرب الباردة بالكامل، ويجب احترام الهموم الأمنية المعقولة لكافة الدول، وفي ظل الجولات الخمس المتتالية من توسع الناتو شرقاً، يجب وضع المطالب الأمنية المشروعة لروسيا في موضع الاهتمام والتعامل معها بشكل ملائم».

وتابع «ثالثاً، ظل الجانب الصيني يتابع تطورات القضية الأوكرانية، وإن الأوضاع الراهنة ليست ما نريد أن نراها، فالأولوية الآن هي أن تحافظ جميع الأطراف على ضبط النفس اللازم لمنع التفاقم المتزايد في الأوضاع الميدانية في أوكرانيا أو الخروج عن السيطرة، كما ينبغي ضمان سلامة أرواح المدنيين وممتلكاتهم، وتجنب وقوع أزمة إنسانية واسعة النطاق بشكل خاص».

ورابعاً، أشار لي إلى أن الجانب الصيني يدعم ويشجع على كافة الجهود الدبلوماسية التي تخدم التسوية السلمية للأزمة الأوكرانية، كما يرحب بعقد روسيا وأوكرانيا حواراً وتفاوضاً على نحو مباشر، خصوصاً وإن تطورات القضية الأوكرانية لها حيثيات تاريخية معقدة، والمفروض أن تكون أوكرانيا جسراً للتواصل بين الشرق والغرب بدلاً من أن تصبح جبهة أمامية للمواجهة بين الدول الكبرى.

كما أكد أن الجانب الصيني يدعم إجراء حوار على قدم المساواة بين الجانبين الأوروبي والروسي بشأن المسائل الأمنية في أوروبا مع التمسك بمفهوم الأمن غير القابل للتجزئة، للوصول في نهاية المطاف إلى آلية أمنية أوروبية متوازنة وفعالة ومستدامة.

أما النقطة الخامسة، فأوضح السفير الصيني لدى البلاد أن بكين ترى أن مجلس الأمن يجب أن يلعب دوراً بناءً في تسوية القضية الأوكرانية مع تركيز الجهود على تحقيق السلام والاستقرار الإقليميين وتحقيق الأمن لجميع الدول، ومن المطلوب أن تساهم الإجراءات التي يتخذها مجلس الأمن في تهدئة الأوضاع المتوترة والدفع بإيجاد حل دبلوماسي، بدلاً من تصعيد الأوضاع من خلال صب الزيت على النار عليه، لا توافق الصين دوماً لجوء مجلس الأمن الدولي في قراراته بشكل تعسفي إلى الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة الذي يفوض باستخدام القوة وفرض عقوبات.

وختم قال لي مينغ قانغ حواره قائلاً إن الصين، باعتبارها دولة دائمة عضوية في مجلس الأمن ودولة كبيرة مسؤولة، تفي دوماً بالتزاماتها الدولية بكل إخلاص، وتلعب دوراً بناءً في صيانة السلام والاستقرار في العالم، وتتمتع بأفضل السجلات فيما بين الدول الكبيرة في القضايا المتعلقة بالسلام والأمن، إذ أننا لم نغزُ أي بلد، ولم نخض أي حرب بالوكالة، ولم نسع إلى مناطق النفوذ، ولم نشارك في أي مواجهة بين التكتلات العسكرية، والصين تسير بحزم على طريق التنمية السلمية، وتسعى إلى بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وسنواصل بحزم معارضة الهيمنة وسياسة القوة بكافة أشكالها وحماية الحقوق والمصالح العادلة والمشروعة للدول النامية الغفيرة خاصة الدول الصغيرة والمتوسطة».