المغرب يستعيد آثاراً مهربة تعود لأكثر من 50 مليون عام
عرضت الحكومة المغربية الخميس عدداً من القطع الأثرية التي استعادتها، بعد تهريبها، من كل من الولايات المتحدة وفرنسا، وهي عبارة عن حفريات تعود إلى نحو 56 مليون عام.وقال وزير الثقافة المغربي محمد مهدي بنسعيد في ندوة صحفية بالرباط إن هذه الآثار «التي يعود بعضها إلى 56 مليون سنة، لها أهمية كبيرة، والخبراء المغاربة يحاولون قراءة هذه الأثار، لمعرفة وضع المغرب التاريخي والطبيعي آنذاك».ضمت الآثار المعروضة جمجمة تمساح تعود إلى 56 مليون عام، استُرجعت من الولايات المتحدة، وقطعاً حجرية مصقولة ونقوشاً صخرية وقطعاً من المعادن وأدوات حجرية تعود لفترة ما قبل التاريخ وحفريات، عبارة عن رؤوس سلاحف وحشرات بحرية وبرية، وعدداً من القطع الأثرية والجيولوجية الأخرى.
وأضاف الوزير «نحن سعداء وفخورين بهذا الاسترجاع ومرة أخرى سوف نستثمر في هذا المجال، لن يكون استثماراً فقط في المجال العلمي أو الترفيهي، بل سيكون أيضاً في المجال الاقتصادي، بأن أن نخلق منه مجموعة من الفرص للمواطنين».وأشار إلى أن هذه الأثار تشجع السياحة الثقافية «وممكن أن نخلق لها متاحف ستبسط أهمية هذه الحفريات». من جهتها، قالت كاترين إيجين مستشارة الشؤون العامة بالسفارة الأمريكية في الرباط لرويترز «في العام 2014 تلقت شرطة إف.بي.آي معلومات بأن هناك آثاراً مسروقة يروجها شخص، من ضمنها حفرية جمجمة التمساح، وقد تطلب الأمر بعض الوقت لمعرفة مصدرها، ليتم بعد ذلك ربط الاتصال بالحكومة المغربية والتنسيق معها لاسترجاع القطع المسروقة».ومن جانبه، أكد يوسف خيارة مدير التراث بوزارة الثقافة أن المغرب يعتبر من الدول الغنية من ناحية التراث سواء الثقافي أو الجيولوجي، وبالتالي فهو كباقي الدول التي تملك هذا التراث مستهدف من طرف عصابات لصوص الآثار.وقال لرويترز إن اتفاقية اليونسكو لعام 1970 تجرم هذا النوع من الاتجار «لكنها للأسف لم تحل كل هذه المشاكل على اعتبار أن دول الجنوب هي سوق دول الشمال وما يعتري ذلك من صعوبات في تطبيق هذه الاتفاقية».وأضاف أن من بين ما توصي به اتفاقية اليونسكو «التركيز على الاتفاقيات الثنائية وهو ما حصل الآن، حيث تعاونت السلطات الأمريكية والفرنسية مع نظيرتها المغربية لاسترجاع القطع المسروقة».وكان المغرب وقع مع الولايات المتحدة في يناير من العام الماضي اتفاقية خاصة بحماية التراث الثقافي المغربي.وقال المغرب إنه استرجع عام 2021 ما يقرب 25 ألف قطعة أثرية مختلفة «تكتسي أهمية بالغة وتنتمي لمواقع من جنوب البلاد والأطلس الصغير، وتعود إلى أزمنة جيولوجية قديمة وعصور ما قبل التاريخ».