بوتين: العقوبات أشبه بـ «إعلان حرب» وسنرد على الحظر الجوي

• تبادل اتهامات بعد فشل هدنة لإجلاء مدنيين من جنوب أوكرانيا
• واشنطن تتوقع اشتداد القصف الروسي وخسائر بشرية فادحة

نشر في 05-03-2022
آخر تحديث 05-03-2022 | 20:15
بوتين محاطاً بمجموعة من المضيفات في مركز تابع لشركة «إيروفلوت» اليوم (رويترز)
بوتين محاطاً بمجموعة من المضيفات في مركز تابع لشركة «إيروفلوت» اليوم (رويترز)
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم، أن العملية الروسية في أوكرانيا تسير كما هو مخطط لها، مهدداً بأن فرض منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا من أي بلد سيكون تدخلاً مباشراً في النزاع يستوجب الرد، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن العقوبات الغربية "أشبه بإعلان حرب".

وأثناء حديثه مع مضيفات طيران خلال زيارته مركزاً لتدريب الطيارين تابعاً لشركة "إيروفلوت" وبثه التلفزيون الرسمي، قال بوتين، إن غزو أوكرانيا كان "قراراً صعباً"

متهماً كييف بالتنصل من الاتفاقات حول منطقة الدونباس شرق أوكرانيا "وقتل نحو 13 ألف روسي".

ووسط تقارير عن عراقيل كبيرة يواجهها الجيش الروسي، الذي عجز عن السيطرة على مدن كبيرة رغم مرور 10 أيام على بدء غزوه، أعرب بوتين عن ثقته بأن القوات الروسية قادرة على تنفيذ المهمة وتقترب من استكمال تدمير البنية العسكرية التحتية لأوكرانيا، مجدداً شروطه لوقف القتال وهي أن "يكون لأوكرانيا وضع محايد لمنعها من الانضمام لحلف الناتو"، ونزع سلاحها وإبعاد "النازيين" عن السلطة.

ووسط مخاوف من مواجهة نووية عالمية، ربط بوتين بين وضعه قوات الردع النووي بحالة تأهب بتلويح بريطانيا باحتمال تدخل حلف "الناتو" في أوكرانيا.

وغداة الإعلان عن حجب مواقع، وقانون متشدد ضد وسائل الإعلام، استبعد بوتين أي خطط لفرض الأحكام العرفية أو حالة الطوارئ.

وقف إطلاق النار

إلى ذلك، فشل اليوم ، وقف لإطلاق النار بين موسكو وكييف لاجلاء المدنيين في ممرات آمنة من مدينة ماريبول الساحلية جنوب شرق أوكرانيا.

واتهمت وزارة الخارجية الأوكرانية موسكو بإفشال الاتفاق عبر "الاستمرار بالقصف".

في المقابل، اتهمت وزارة الدفاع الروسية "قوميين" أوكرانيين بمنع المدنيين من المغادرة، مضيفة أن القوات الروسية تعرضت لإطلاق نار بعدما أنشأت الممرات الآمنة.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن السلطات المحلية في ماريوبول "ترفض منح السكان الفرصة للمرور عبر الممر الإنساني وتعمد إلى احتجاز الأجانب والمدنيين كرهائن ودروع بشرية".

وقبل ساعات من إلقائه كلمة أمام مجلس الشيوخ الأميركي عبر الفيديو، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى مواصلة الدفاع عن ماريوبول، نافياً صحة الأنباء عن انتقاله إلى بولندا، ومتحدثاً عن مقتل نحو 10 آلاف جندي روسي. وكانت موسكو أقرت بسقوط 498 روسي.

معركة كييف

في غضون ذلك واصلت القوات الروسية هجومها على أربعة محاور، من الشمال باتجاه كييف، ومن الشمال الشرقي باتجاه خاركيف وننهنشيف حيث تدور حرب شوارع، ومن الجنوب الشرقي باتجاه ماريوبول المحاصرة والساحل الأوكراني على بحر آزوف، ومن شبه جزيرة القرم في الجنوب باتجاه الوسط، متفادية حتى الساعة شن هجوم كبير على أوديسا منفذ أوكرانيا إلى البحر الأسود.

واعترف وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، اليوم، بأن الروس تقدموا في عدة اتجاهات، لكنه أكد أنهم لا يسيطرون سوى على "جزء صغير" من أراضي البلاد وأن المقاتلين الأوكرانيين "يصدونهم".

وواصل الجيش الروسي قصفه المكثف لمحيط كييف في الشمال الغربي والشرق خصوصاً، في حين توقع مسؤول أميركي تحدث لشبكة ABC، بأن يزداد القصف الروسي، بالتزامن مع توقعات لمصدر استخباري غربي بسقوط خسائر بشرية فادحة في الأيام المقبلة.

بلينكن

ومع استمرار نزوح الآلاف باتجاه بولندا ورومانيا والمجر، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم، من مدينة زوسوف في جنوب شرقي بولندا قرب حدود أوكرانيا، أن "أكثر من 700 ألف أوكراني عبروا إلى بولندا هرباً من العدوان الروسي".

واعتبر في مؤتمر صحافي مع نظيره البولندي زبيغنيو راو وزير، أن "قيم الحرية والسلام تتعرض لتحديات غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية".

وعبر عن شكره لبولندا على التزامها في إطار حلف شمال الأطلسي (ناتو) واستقبالها مئات الآلاف من اللاجئين الفارين من الحرب في أوكرانيا.

وساطة تركية

وغداة اتصال مرتقب من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع بوتين، اتخذت شركات جديدة قراراً بالابتعاد عن روسيا. فأوقفت مجموعة "سامسونغ إلكترونيكس" الكورية الجنوبية صادراتها إلى روسيا حيث تسيطر على ثلث سوق الهواتف الذكية.

وكانت مجموعة "مايكروسوفت" الأميركية العملاقة للكمبيوتر علقت أي "مبيعات جديدة" لمنتجاتها وخدماتها في هذا البلد بينما قررت مجموعة الصناعات الفاخرة الأولى في العالم "إل في إم إتش" إغلاق 124 متجراً لها موقتاً.

كما أوقفت شركة "باي بال" القابضة للمعاملات المالية عبر الإنترنت خدماتها في روسيا، اليوم، استناداً إلى "الظروف الراهنة" لتنضم بذلك إلى الكثير من الشركات المالية والتكنولوجية التي علقت عملياتها هناك بعد الغزو الروسي لأوكرانيا وعلنت كذلك عن تبرعات.

وانضمت مجموعات فرنسية عملاقة في مجال السلع الفاخرة مثل "إل في إم إتش" و"كيرينغ" و"إيرميس" و"شانيل" إلى لائحة طويلة من المؤسسات العالمية التي تعلق نشاطها في روسيا.

لكن صحيفة "لو فيغارو"، ذكرت أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون شجّع بعضاً من أكبر الشركات الفرنسية على البقاء في روسيا، حتى لو أوقفت عملياتها. ويأتي موقف ماكرون المتردد، في حين لا تزال إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تقاوم ضغوطاً داخلية لفرض عقوبات على قطاع الطاقة الروسي وحظر النفط الروسي.

وأكدت شركة غازبروم الروسية اليوم، أنها لا تزال تؤمّن إمدادات الغاز لعملائها بشكل طبيعي.

وأعلنت سنغافورة فرض عقوبات على روسيا تشمل 4 بنوك وحظر تصدير للإلكترونيات وأجهزة الكمبيوتر والمواد العسكرية في خطوة نادرة من المركز المالي الآسيوي رداً على ما وصفته "بسابقة خطيرة" لموسكو في أوكرانيا.

ورداً على هذه العقوبات، أعلن الكرملين،اليوم، ان الغرب يتصرف مثل العصابات مع روسيا، مضيفاً أن موسكو أكبر من أن يعزلها أحد والعالم أكبر من الولايات المتحدة وأوروبا.

وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، إن فرض الولايات المتحدة عقوبات على صادرات الطاقة الروسية سيُحدث هزة كبيرة في أسواق الطاقة.

وأعلنت شركة الطيران الروسية "أيروفلوت" اليوم، تعليق رحلاتها الدولية اعتباراً من 8 مارس، مضيفة أنها ستستمر في تسيير الرحلات الداخلية وإلى بيلاروسيا.

وأوصت الوكالة الاتحادية الروسية للنقل الجوي، اليوم، شركات الطيران الروسية التي تملك طائرات مستأجرة في الخارج بتعليق رحلات نقل الركاب والبضائع إلى الخارج بدءاً من اليوم، ومن الخارج إلى روسيا بدءاً من 8 مارس الجاري.

في السياق، مددت السلطات الروسية، اليوم، حظر الطيران فوق أجزاء من روسيا وشبه جزيرة القرم حتى 14 مارس الجاري.

back to top