مع وصول الهجوم الروسي على أوكرانيا، أمس، إلى يومه العاشر، من دون أي أفق لتوقف العمليات العسكرية، ذكر مسؤول استخباراتي غربي أن الروس مستعدون لقصف المدن الأوكرانية حتى الاستسلام، متحدثاً عن خسائر بشرية فادحة، في حين توقع مسؤول أميركي، في حديث مع «إيه بي سي»، ازدياد القصف الروسي «العشوائي».وأعلن الجيش الأوكراني أن القوات الروسية بدأت ضرب طوق حول العاصمة كييف لمحاصرتها مع تواصل المعارك والقصف العنيف لمدينتي شرنهيف، وخاركيف، ثاني أكبر مدينة في البلاد، في حين فشل وقف لإطلاق النار للسماح بإجلاء المدنيين من مدينة ماريوبول جنوب شرق أوكرانيا على ساحل بحر آزوف.
وبينما اتهم الجيش الأوكراني روسيا بمواصلة القصف، قالت موسكو أن «قوميين» أوكرانيين منعوا المدنيين من المغادرة واحتجاز طلاب أجانب كرهائن ودروع بشرية.إلى ذلك، ومع تقارير عن فشل القوات الروسية في تحقيق أي أهداف كبيرة باستثناء السيطرة على مدينتين جنوب أوكرانيا وعراقيل كبيرة تواجه هجماتها، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، أن العملية العسكرية في أوكرانيا تسير كما هو مخطط، مهدداً بأن فرض منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا من أي بلد سيكون تدخلاً مباشراً في النزاع يستوجب الرد.وبينما أشار بوتين إلى أن العقوبات الغربية «أشبه بإعلان حرب»، استبعد أي خطط لفرض الأحكام العرفية، رابطاً إعلانه التأهب النووي بتلويح لندن بتدخل حلف الناتو في أوكرانيا.
في المقابل نقل سيناتور أميركي عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، الذي تحدث أمس إلى مجلس الشيوخ الأميركي عبر الفيديو، مطالبته الولايات المتحدة بتزويد بلاده بمقاتلات.ومع تدفق عشرات آلاف اللاجئين يومياً إلى الحدود الغربية والجنوبية لأوكرانيا، زار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن منطقة حدودية بين بولندا وأوكرانيا، كما أجرى اتصالاً بنظيره الصيني وانغ يي، أكد خلاله أن «العالم يراقب الدول التي تدافع عن المبادئ الأساسية للحرية وتقرير المصير والسيادة، ويعمل معاً لمواجهة العدوان الروسي والرد عليه، وضمان أن تدفع موسكو ثمناً باهظاً لذلك»، في وقت قال مفوض السياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الصين قد تكون وسيطاً محتملاً لإنهاء الحرب.وفي موازاة فرار المزيد من الشركات العالمية من موسكو، كشفت صحيفة لوفيغارو أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا الشركات الفرنسية إلى التمهل في الخروج سريعاً من روسيا، في وقت لا تزال إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تقاوم دعوات لفرض عقوبات على النفط الروسي.