معركة كييف تقترب وخطة أميركية لما بعد السقوط
حرب شوارع بين القوات الروسية والأوكرانية في إربين وحركة نزوح من غرب العاصمة
وسط مؤشرات على إمكانية شن القوات الروسية هجوماً واسعاً للسيطرة على كييف، شهدت ضاحية إربين، غرب العاصمة... حرب شوارع عنيفة بين القوات الروسية والأوكرانية كما شهدت المدينة حالة نزوح وهرب من سكانها لمناطق أكثر أمنًا، في وقت كشفت وسائل إعلام أميركية خطة «لما بعد سقوط كييف» ولتأمين قيادة أوكرانية في المنفى لشن حركة تمرد طويلة الأمد.
مع دخول الغزو الروسي على أوكرانيا يومه الحادي عشر، اقتربت المعارك من كييف حيث خاضت القوات الروسية والأوكرانية حرب شوارع في ضاحية إربين شمال غرب العاصمة الأوكرانية وسط حالة نزوح كثيفة، فيما كشفت وسائل إعلام أميركية عن خطة لما بعد سقوط العاصمة، ولتأمين قيادة أوكرانية في المنفى لشن حركة تمرد طويلة الأمد. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست»، عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين، إن حلفاء أوكرانيا يبحثون كيفية المساعدة في إنشاء ودعم حكومة في المنفى، وإن الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة للجيش الأوكراني، التي تستمر في التدفق إلى البلاد، ستكون حاسمة لنجاح حركة التمرد.وقال مسؤول في الإدارة الأميركية، إن المسؤولين الأميركيين أجروا مناقشات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حول ما إذا كان يجب أن ينتقل غرباً إلى موقع أكثر أماناً في مدينة لفيف، قرب الحدود البولندية، لكنه يرفض المغادرة حتى الآن.
من جهتها، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أن المخاوف تدور في المقام الأول حول التأكد من استمرار وجود حكومة مستقلة بشكل ما، حتى لو استطاعت روسيا قتل زيلينسكي أو أسره أو حسم الحرب وتثبيت «قيادة شكلية» في كييف. في هذا الصدد، قال مسؤولون غربيون، إن «وجود زعيم مستقل مُعترف به سيساعد في منع أي قادة مدعومين من روسيا من اكتساب الشرعية».ويود المسؤولون الأميركيون والحلفاء أن تقوم الحكومة الأوكرانية بإنشاء موقع للقيادة لاستخدامه في حالة سقوط كييف، وأشارت الصحيفة إلى أنه من المحتمل استخدام «موقع رئاسي في جبال الكاربات غرب أوكرانيا»، لكن المسؤولين الأوكرانيين لم يوضحوا ما إذا كانت المنشأة مُجهزة بملاجئ قنابل وقدرات اتصالات معززة.وبموجب الدستور الأوكراني، يتولى رئيس البرلمان منصب رئيس الدولة بالإنابة، إذا ما تعرض الرئيس لأي مكروه. من ناحيتها، كشفت صحيفة «صن» البريطانية أن قوات خاصة أميركية وبريطانية تجري تدريبات على عملية إنقاذ زيلينسكي بمشاركة القوات الخاصة الأوكرانية.جاء ذلك، في حين يستعد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لجمع الدعم لـ «خطة عمل» من 6 نقاط، اقترحها بهدف «إفشال» الغزو الروسي، وأبرز بنودها الاستمرار في دعم قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها، وزيادة الضغط الاقتصادي على موسكو ومنع «التطبيع الخبيث» لما تفعله روسيا بأوكرانيا، وتعزيز الأمن في المنطقة الأوروبية الأطلسية.وتوقع دومينيك راب نائب جونسون أن يستمر الصراع في أوكرانيا «شهوراً إن لم يكن سنوات»، معتبراً الحديث عن تهديد روسيا باستخدام الأسلحة النووية بأنه «كلام فارغ واتباع لسياسة حافة الهاوية».
من أوديسا الى كييف
ميدانياً، ووسط الضغط الروسي المتواصل غرب كييف رصدت سفن روسية تتجمع قبالة مدينة أوديسا التاريخية الساحلية المطلة على البحر الأسود في جنوب أوكرانيا وهي أهم ميناء في البلاد في خطوة قد تمهد لشن هجوم على المدينة. وحذّر زيلينسكي أمس، من قصف أوديسا معتبراً أن مهاجمة المدينة «سيكون جريمة عسكرية وتاريخية». ويقطن قرابة مليون شخص في هذه المدينة، التي تضم ناطقين بالروسية والأوكرانية وأقليات بلغارية ويهودية.وأكد زيلينسكي أن الصواريخ الروسية دمرت تماماً المطار المدني بمدينة فينيتسا عاصمة المنطقة الغربية الوسطى، أمس.وبينما أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، أمس، مقتل أكثر من 11 ألف جندي روسي منذ بدء الغزو، حذر الجيش الأوكراني من أن القوات الروسية تريد السيطرة على سد تابع لمحطة رئيسية لتوليد الطاقة الكهرومائية جنوب العاصمة كييف على نهر دنيبر. ولليوم الثاني على التوالي، تبادل الانفصاليون الموالون لروسيا والحرس الوطني الأوكراني الاتهامات بالإخفاق في إقامة ممر إنساني لإجلاء سكان مدينة ماريوبول الساحلية التي يبلغ عدد سكانها نحو نصف مليون نسمة.في المقابل، أكدت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن القوات الروسية قصفت وعطلت قاعدة ستاروكوستيانتينيف الجوية العسكرية الأوكرانية بأسلحة طويلة المدى عالية الدقة.حراك دبلوماسي
وعشية الجولة الثالثة من المحادثات بين وفدين من روسيا وأوكرانيا لوقف الصراع، تلقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، اتصالين هاتفيين مطولين مع نظيريه التركي رجب طيب إردوغان والفرنسي إيمانويل ماكرون. وأوضح الكرملين في بيان، أن بوتين أكد لإردوغان أن «تعليق العملية العسكرية الخاصة لحماية دونباس ممكن فقط إذا أوقفت كييف الأعمال العدائية ونفذت المطالب الروسية المعروفة».من ناحيته، حضّ إردوغان نظيره الروسي على إعلان وقف شامل وعاجل للنار في أوكرانيا وفتح ممرات إنسانية وتوقيع اتفاق سلام.وفي تل أبيب، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، أمس، إن إسرائيل ستواصل السعي للوساطة بين روسيا وأوكرانيا حتى لو بدا النجاح غير محتمل، وذلك بعد عودته من زيارة مفاجئة لموسكو أجرى خلالها محادثات مع بوتين، كما تحدث مع زيلينسكي 3 مرات هاتفياً منذ أمس الأول والتقى المستشار الالماني أولاف شولتس.وغداة زيارته إلى بولندا ودخوله بضعة أمتار داخل الحدود الأوكرانية برفقة نظيره الأوكراني ديميتري كوليبا، أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس، زيارة إلى مولدوفيا التي تستقبل نازحين أوكران كما يعتقد محللون أنها قد تكون الهدف المقبل لموسكو نظراً إلى وضع جمهوية رانسنيستريا الانفصالية الموالية لموسكو والمعلنة من جانب واحد. وقال بلينكن، إن واشنطن «تعمل جاهدة» للتوصّل إلى اتفاق مع بولندا لتزويد أوكرانيا بطائرات حربية، مشدّداً في الوقت نفسه على أنه «من الضروي إبقاء قنوات الاتصال مع موسكو».من ناحية أخرى، طمأن الوزير الأميركي رئيسة مولدوفا مايا ساندو، إلى أن الولايات المتحدة ستنظم معارضة دولية للعدوان الروسي «وقتما وأينما» يقع.فصل حلفاء بوتين
وفي وقت تسعى واشنطن إلى الاهتمام بشكل أكبر بحلفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في محاولة لعزله، زار مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى فنزويلا والتقوا الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو، الحليف القديم لبوتين، التي قطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع بلاده بعد إعادة انتخابه في 2018 في اقتراع اعتبر الغرب نتائجه مزورة. وأفادت تقارير بأن مادورو كان منفتحاً على إعادة تصدير النفط إلى واشنطن التي تبحث عن استبدال النفط الروسي.
بلينكن: من الضروي إبقاء قنوات الاتصال مع موسكو وسنساعد مولدوفا