نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية مقالا عن آراء المؤرخ المخضرم المختص بتاريخ روسيا، روبرت سيرفيس، الذي تنبأ في 2021 بحرب روسية على أوكرانيا، يقول فيه إن هناك خطأين إستراتيجيين فادحين تسببا في اندلاعها.

Ad

ميثاق 10 نوفمبر

ويشير سيرفيس في المقال الذي كتبه تونكو فاراداراجان، إلى أن الخطأ الأول حدث في 10 نوفمبر عندما وقعت الولايات المتحدة وأوكرانيا ميثاق الشراكة الاستراتيجية، والذي جعل من المحتمل أكثر من أي وقت مضى أن تنضم أوكرانيا في نهاية المطاف إلى «الناتو»، وهو احتمال لا يطاق بالنسبة لبوتين، ويصف سيرفيس هذه الاتفاقية بأنها «كانت القشة الأخيرة»، إذ بدأت بعدها استعدادات فورية لحرب روسيا على أوكرانيا.

احتقار بوتين للغرب

الخطأ الإستراتيجي الثاني، وفقاً لسيرفيس، كان استهانة بوتين بمنافسيه، فهو يحتقر الغرب ويراه منحطا وفوضويا سياسيا وثقافيا، وأن قادته كانوا «من ذوي النوعية الرديئة وعديمي الخبرة مقارنة به».

وحسب تقديرات بوتين، كانت الحرب بمنزلة «مهمة سهلة»، ليس فقط فيما يتعلق بأوكرانيا ولكن بالغرب أيضاً، لقد أمضى 4 سنوات متفوقا على دونالد ترامب، وكان يعتقد أن تقاعد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ترك الغرب بلا دفة، وأدى ذلك إلى تهيئة المشهد «للمفاجأة التي حصل عليها عندما شن حربا على أوكرانيا، عندما وجد أنه قد وحد الغرب عن غير قصد، وأن ما فعله كان عكس ما أراد».

إمبراطوري معاد للشيوعية

يصف سيرفيس الرئيس الروسي بأنه متهور ومتوسط ​​المستوى، وسخر من فكرة أنه يتمتع بنوع من العبقرية. ويقول سيرفيس إن المفتاح لفهم بوتين هو إيمانه الراسخ بأن روسيا «قوة عالمية عظمى»، وان مجال نفوذها يجب أن يمتد إلى أكبر عدد ممكن من الجمهوريات السوفياتية السابقة، ولا توجد من بين هذه الجمهوريات ما هي أهم من أوكرانيا.

ويصف المؤرخ بوتين بأنه معاد للشيوعية، ويعتبر أن الفترة السوفياتية بمثابة «قطيعة» مع الطريق إلى العظمة الذي كان ينبغي لروسيا أن تسلكه.

انقلاب في القصر

لم يخفِ سيرفيس تشاؤمه، ويقول «بوتين سينتصر في الحرب بعد أن يدمر أوكرانيا وشعبها، لكنه لن يفوز بالسلام»، مضيفاً أن الطريقة الوحيدة لإنهاء عذاب أوكرانيا وروسيا عزل بوتين من السلطة عبر «انقلاب في القصر» والذي يبدو في الوقت الحالي «غير محتمل»، أو بانتفاضة جماهيرية بتظاهرات الشوارع نتيجة الضائقة الاقتصادية التي فرضتها الحرب والعقوبات الغربية.