تمكّن رجال مباحث الإدارة العامة للمباحث الجنائية- إدارة البحث والتحري في محافظة الفروانية، بمتابعة ميدانية من وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الأمن الجنائي اللواء محمد الشرهان، من فك طلاسم قضية مقتل مواطن وزوجته وابنتهما، والذين عثر عليهم جثثاً هامدة داخل منزلهم بمنطقة العارضية مساء الجمعة الماضي، بإلقاء القبض على القاتل، وهو وافد من الجنسية الهندية كانت زوجته تعمل في منزل المغدورين، حيث اعترفت عليه من خلال كاميرات المراقبة، وأقرت أن من دخل المنزل هو زوجها.وروى مصدر أمني لـ«الجريدة» تفاصيل عملية ضبط الجاني بعد اكتشاف الجريمة في أقل من 24 ساعة، حيث ذكر أن مدير إدارة البحث والتحري في محافظة الفروانية بالإنابة العقيد خلف العنزي، فور اكتشاف الجريمة البشعة، شكل فريقا أمنيا من ضباط مباحث الإدارة، للعمل على فك طلاسم القضية، لافتا إلى أن أعضاء الفريق شرعوا أولا في متابعة جميع التقارير الواردة من الإدارة العامة للادلة الجنائية، في محاولة منهم للوقوف على أسباب ارتكاب الجريمة، أو اكتشاف اي خيط يقودهم إلى الجاني، مشيرا إلى أن رجال الإدارة العامة للادلة الجنائية زودوا رجال المباحث معلومات مهمة، كان ابرزها ان غرفة نوم المجني عليها زوجة صاحب المنزل تعرضت للسرقة، وان هناك آثار عنف وتكسير داخلها.
تفريغ كاميرات المراقبة
وأضاف المصدر ان رجال المباحث عملوا كذلك على تفريغ جميع كاميرات المراقبة الموجودة في منازل الجيران، مشيرا إلى انهم وجدوا ضالتهم بإحدى الكاميرات التي أظهرت دخول شخص لا يرتدي ملابس وطنية إلى المنزل، وكان ذلك يوم 25 فبراير الساعة الـ4 فجراً، كما رصدت الكاميرات أن نفس الشخص، الذي كان به علامة فارقة، (العرج أثناء السير)، خرج من المنزل عند الساعة 9 مساء في نفس اليوم إلا أنه كان يرتدي ملابس مختلفة عن الملابس التي دخل بها إلى منزل الأسرة المنكوبة، لافتا إلى أن رجال المباحث عرضوا التصوير على أقارب المجني عليهم، إلا أنهم لم يتعرفوا على هوية الشخص.وذكر المصدر أن رجال المباحث سلكوا مسلكا آخر عندما استخرجوا جميع كفالات الخدم المسجلة باسم رب الأسرة المجني عليه، وتبين ان لديه ثلاث خادمات، إلا أنهن غادرن البلاد منذ فترة طويلة، ولديه 3 خادمات أخريات تنازل عنهن قبل عام، مشيرا إلى أن رجال المباحث استدعوا الخادمات الثلاث وأخضعوهن لعملية تحقيق موسعة تبين من خلالها ان إحداهن لديها زوج يعمل في احدى شركات الكهرباء بمنطقة الصليبية، حيث عرض عليها رجال المباحث تصوير كاميرات الجيران التي أظهرت دخول شخص غريب الى المنزل، وأفادت بأن من دخل المنزل هو زوجها.حصيلة المسروقات
وأوضح المصدر ان رجال المباحث توجهوا إلى مقر اقامة الزوج في منطقة الصليبية، وتمكنوا من ضبطه وعثروا بحوزته على فواتير خاصة ببيع مصوغات ذهبية بقيمة 1600 دينار، كما عثروا بحوزته أيضا على مبلغ 300 دينار، مشيراً إلى أن رجال المباحث واجهوا المتهم بالتحريات وما صورته كاميرات المراقبة، فاعترف بارتكاب جريمة القتل بسبب خلاف مادي بينه وبين المغدور صاحب المنزل.وأضاف المصدر ان القاتل اعترف امام رجال المباحث بأنه دخل المنزل بواسطة مفتاح مصطنع كان لديه منذ ان كانت زوجته تعمل فيه، وانه كان كثير التردد عليه بحكم العلاقة التي تربطه بصاحبه.وتابع أن المتهم خطط لجريمته قبل ارتكابها بحوالي اسبوع، ويوم 25/ 2 توجه الى المنزل بعد أن جهز كل معدات الجريمة، حيث اشترى سكيناً وأخذ ملابس احتياط معه لاستبدالها بعد إتمامه لها.اعترافات المتهم
وأشار المصدر إلى أن المتهم اعترف بأنه أجهز أولا على الفتاة، التي كانت نائمة بغرفة نومها، ومن ثم قتل والدتها التي كانت نائمة في صالة المنزل بعد أن خنقها، ومن ثم نحرها، وفي هذه الأثناء خرج الزوج من غرفة نومه بعد سماعه لحركة غير طبيعية في صالة المنزل، وحدث بينهم اشتباك، إلا أنه تمكن من تسديد عدة طعنات له أفقدته توازنه قبل أن يجهز عليه وينحره بواسطة السكين، ومن ثم شرع في سرقة مصوغات ذهبية كانت في غرفة نوم المجني عليه، وكذلك سرقة مبلغ 300 دينار كانت في جيب المجني عليه أيضا، لافتا إلى أن المتهم اعترف أيضا بأنه مكث بمنزل الضحايا حتى التاسعة مساء، واغتسل داخل المنزل واستبدل ملابسه وتناول الطعام ونام عدة ساعات، ومن ثم أغلق باب المنزل وغادر.وذكر المصدر ان المتهم أرشد رجال المباحث عن السكين التي استخدمها في عملية قتل الضحايا، والتي عثر عليها في مقر سكنه، مشيرا إلى أن رجال المباحث سجلوا اعتراف المتهم، وأحالوه الى النيابة العامة، بعد ان سجلت بحقه قضية تحت مسمى «القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد» وتحت رقم 11 / 2022 جنايات العارضية.