ودعت الكويت اليوم الدكتور أحمد الخطيب، الذي توفي عن 95 عاما حفلت بالعطاء وارتقت بالراحل ليكون أحد الرموز الوطنية الكبيرة والخالدة في ذاكرة الوطن والتاريخ. وجرت مراسم التشييع صباح اليوم في مقبرة الصليبيخات، حيث ووري الراحل في الثرى وسط حضور رسمي وشعبي شارك فيه رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، وسمو الشيخ ناصر المحمد، ووزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد العبدالله، وعدد من النواب الحاليين والسابقين، وقيادات ومسؤولو جمعيات ومؤسسات.

Ad

تعزية الأمير

وبعث سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد ببرقية تعزية إلى أسرة الراحل أعرب فيها سموه عن خالص تعازيه وصادق مواساته بوفاة أحد رجالات الوطن المخلصين الذين ساهموا في نهضته، مستذكرا سموه بكل التقدير والاعتبار مناقب الفقيد وإسهاماته المقدرة في خدمة الوطن العزيز طوال مسيرته الحافلة بالعطاء لا سيما في العمل النيابي وذلك من خلال عضويته في المجلس التأسيسي ومشاركته الفعالة في نقاشات صياغة الدستور الكويتي فضلا على حصوله على ثقة الناخبين وتمثيلهم في عدة فصول تشريعية لمجلس الأمة وحرصه على الالتزام بالمبادئ الديموقراطية التي نص عليها الدستور، وبالأخلاق الحميدة والكريمة التي جبل عليها أهل الكويت الكرام والذي تجسد خلال ممارسة دوره الرقابي والتشريعي بمهنية رفيعة وراقية فكان رحمه الله قدوة نيرة في العمل البرلماني.

كما أشاد سموه بالإسهامات والجهود المقدرة للفقيد كونه أول طبيب كويتي وسعيه الدؤوب للارتقاء بالقطاع الصحي في البلاد، سائلا سموه المولى جل وعلا أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته، وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم أسرته الكريمة وذويه جميل الصبر وحسن العزاء.

وبعث سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد ببرقية تعزية إلى أسرة الراحل ضمنها سموه خالص تعازيه وصادق مواساته بوفاة أحد رجالات الوطن المخلصين المغفور له بإذن الله تعالى الدكتور أحمد الخطيب، مشيدا سموه بما قدمه الفقيد للوطن الغالي من خدمات جليلة وإسهامات متعددة عبر مسيرته الحافلة بالعطاء، سائلا سموه المولى تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أسرته الكريمة وذويه جميل الصبر وحسن العزاء.

وبعث سمو الشيخ صباح الخالد رئيس مجلس الوزراء ببرقية تعزية مماثلة.

وفي كلمة له خلال مراسم العزاء، قال رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم: نعزي سمو الأمير وسمو ولي العهد والشعب الكويتي بوفاة فقيد الامة العم د. أحمد الخطيب، هذا الرمز الوطني الكبير والعملاق الذي سطر طوال حياته مسيرة نيرة من العمل الوطني المخلص، كما أنه يشكل رمزية لمجموعة قيم افتقدناها في الوقت الحالي.

وأضاف: الراحل شخص استثنائي من جيل استثنائي لن يتكرر. وكان مدرسة تتلمذ عليها الكثير من السياسيين والبرلمانيين. ونسأل الله تعالى ان يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويمنح ذويه الصبر والسلوان.

بدوره، أكد سمو الشيخ ناصر المحمد أن الكويت فقدت بوفاة الرمز الوطني أحمد الخطيب أحد أبنائها الوطنيين.

وأضاف: انه رجل الانسانية، والطبيب المخلص في عمله، وخدم وطنه بكل انسانية وخدم التراب الوطني، ولا ننسى أيام المجلس التأسيسي، وكانت لديه آراء فيها، وعندما كان عضواً في مجلس الامة كانت له اراؤه. رحم الله الدكتور الخطيب، وتعازينا لعائلته، وعظم الله اجر الجميع.

من جهته، قال النائب السابق مسلم البراك على هامش التشييع: كان الراحل مدافعا عن الحريات والديموقراطية والعدالة الاجتماعية، وعن حق الشعب،

وأعتقد ان اليوم هو تاريخ وتوقف، لحظات تستذكر الاجيال القادمة عطاء هذا الرجل ودوره وحرصه على الكويت. ولو اراد الراحل غير هذا الامر لسلكه من فجر شبابه، لكنه بقي على موقفه ومبادئه يناضل من اجل حرية وكرامة الشعب والعدالة الاجتماعية. فقدنا اليوم رجلا كبيرا، وجزءا من تاريخ الكويت.

بدوره، قال النائب السابق وليد الجري: الراحل يمثل مسيرة ستبقى خالدة للاجيال القادمة، كانت مسيرة الراحل درباً طويلاً وحافلاً بالمواقف التي لم تتغير أو تتلون على مدى أجيال وأجيال. هذا الرجل والقامة ستبقى منارة تسترشد بها الاجيال.

وقال استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د. غانم النجار: الراحل الخطيب شخصية لا تتكرر، كانت حاضرة على مدى اكثر من 70 سنة، واستطاع من خلال عمله الدؤوب مع رفاق آخرين ان يساهموا في تحويل الكويت من الحالة السائبة إلى الحالة المؤسسية، وكان صراعه دائماً في هذا الخصوص، فلم يذهب الى المكاسب الشخصية، لذلك خسارته كبيرة، وإن كان هناك شيء يترك، فقد ترك القدوة.

اعتبر منتدى سامي المنيس الثقافي أن الراحل د. أحمد الخطيب كان رمزاً شكّلت إسهاماته هو ورفاق دربه إرثاً كبيراً.

دبلوماسيون: دوره أساسي بتشكيل الهوية الديموقراطية
نعى عدد من السفراء الراحل د. أحمد الخطيب، مشيدين، في تصريحات لهم، بمناقبه.

وفي هذا السياق، نعى السفير المصري لدى البلاد أسامة شلتوت الراحل، وقال إنه أحد أهم فرسان السياسة الكويتية، وأحد المساهمين في وضع الدستور الكويتي، إذ شارك في المجلس التأسيسي الذي عُهِد إليه وضع الدستور، وكان نائبا له عام 1962.

وبدوره، قدم السفير الفلسطيني لدى البلاد رامي طهبوب، باسمه وباسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس والجالية الفلسطينية في الكويت، التعزية الى صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، وإلى الشعب الكويتي وأسرة وآل الفقيد، «الذي هو فقيد الكويت وفلسطين والأمة العربية، إذ كانت فلسطين والقدس بوصلته الدائمة».

ومن جهتها، نعت السفيرة الأميركية لدى البلاد آلينا رومانوسكي، الخطيب. وكتبت على «تويتر» الى جانب صورة للفقيد الراحل: «فقدت الكويت أحد رموزها السياسية الدكتور أحمد الخطيب، أحد كتبة الدستور الكويتي، والذي لعب دوراً أساسياً في تشكيل الهوية الديموقراطية للبلاد عندما كان نائب رئيس المجلس التأسيسي». وختمت «خالص العزاء لأسرة الخطيب وللشعب الكويتي».

أما السفيرة الفرنسية لدى البلاد كلير لو فليشر فكتبت على «تويتر»: «فقدت الكويت أحد رموزها السياسية ومؤسسي الدستور الكويتي»، مضيفة: «كان الخطيب من أبرز السياسيين والمفكرين في الساحة العربية. خالص التعازي لأسرته ولكل أبناء الشعب الكويتي».

ومن جهته، أسف السفير الهندي لدى البلاد تسيبي جورج، «لفقدان الكويت أحد رجالاتها السياسيين النائب السابق في مجلس الأمة ونائب رئيس المجلس التأسيسي وأحد كتبة الدستور الكويتي».

من جهته، قال المنتدى، في بيان اليوم: من الصعب العثور على مفردات يمكن أن تعبر عن شعور أبناء الوطن كافة بوفاة الرمز الوطني الكبير د. أحمد الخطيب، لكن حينما يكون قول «وداعاً» أمراً صعباً، فإن الجماهير ستجد في ذكراه وتاريخه ما يخفف من وطأة غيابه.

وأضاف أن مسيرة الفقيد حفلت بالكثير من النقاط المضيئة بدءاً من أنه أحد أبطال الاستقلال وأحد المشاركين في كتابة الدستور والحريصين على أن يكون هذا الدستور مرجعاً لكل الأنشطة في البلاد، لافتا إلى أن الراحل عمل جاهدا طوال حياته على أن تكون الحياة السياسية والديموقراطية نموذجا شعبيا يستحق رعايته، فضلا عن دوره على الصعيد القومي في تشكيل حركة القوميين العرب عام 1952.

وأوضح أن الخطيب ترشح بعد إقرار الدستور لعضوية البرلمان لأكثر من فصل تشريعي، وحظي بالثقة الشعبية أكثر من مرة، وقد كان وفيا لتلك الثقة عندما عبّر عن ذلك باستقالته الشهيرة وبعض زملائه في ديسمبر عام 1965م من عضوية مجلس الأمة كرد فعل على إقرار النواب عددا من القوانين المتعارضة مع الحريات.