افتتح رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم جلسة مجلس الأمة الخاصة لمناقشة الظروف العالمية الطارئة وتداعيات المواجهة العسكرية الراهنة بين روسيا وأوكرانيا وتأثيراتها عند الساعة الحادية عشرة صباح اليوم.

وعقدت الجلسة بناء على طلبين؛ أحدهما مقدم من الحكومة، وآخر من النواب حول الظروف العالمية الطارئة وتداعيات هذه المواجهة وتأثيرها المباشر وغير المباشر إقليميا ودوليا من الناحية السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والبيئية وكل الاحتمالات التي قد تنجم عن تطوراتها تلك المواجهة، وإجراءات واستعدادات الحكومة بشأنها، وتأثير ذلك على أسعار المواد الغذائية والمخزون الغذائي الاستراتيجي للدولة والأمن الغذائي الداخلي الدائم، والاستعداد لاحتمالات تلوث وتسرب نووي من المفاعلات النووية.

Ad

وتلا الأمين العام للمجلس مع انطلاقة الجلسة أسماء النواب الحضور والمعتذرين عن عدم حضور، وتحدث بعدها رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد قائلا: "ما إن بدأ العالم يلتقط أنفاسه بعد أزمة كورونا حتى اندلعت حرب روسيا وأوكرانيا"، مشيرا الى أن مجلس الوزراء بدأ في عقد اجتماعات استثنائية، وتفعيل خطة الطوارئ منذ بدء التوتر والتصعيد، ويهمنا إطلاع النواب على الاحتمالات المتوقعة وسماع اقتراحاتهم".

وأضاف الخالد "سنعرض أمام مجلس الأمة إجراءاتنا للتعامل مع كل الاحتمالات المتوقعة بشأن التداعيات العالمية الراهنة".

وعلى اثر ذلك طلب وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة محمد الراجحي تحويل الجلسة إلى سرية، قائلا "إعمالا لنص المادة 69 من اللائحة الداخلية للمجلس، ونظرا للظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم نطلب تحويل الجلسة إلى سرية"، عندها طلب الغانم إخلاء القاعة ليتسنى للمجلس التصويت على طلب الحكومة بتحويل الجلسة الى سرية، ووافق المجلس على الطلب لتبدأ الحكومة الجلسة ببيان تلاه وزير المالية عبدالوهاب الرشيد.

أوضاع متسارعة

وعقب انتهاء المجلس من مناقشة الظروف العالمية الطارئة وتداعيات المواجهة العسكرية بين روسيا وأوكرانيا وتأثيراتها، قال رئيس المجلس مرزوق الغانم، إن رئيس مجلس الوزراء والوزراء المعنيين شرحوا تفاصيل الاوضاع المتسارعة واستعدادات الحكومة للتعاطي مع كل الجوانب والتأثيرات من الناحية السياسية والاقتصادية والامنية والبيئية، وخاصة فيما يتعلق بالنفط والمخزون الغذائي، اضافة الى الاستعدادات الوقائية وخطط الطوارئ.

وأوضح الغانم أن الجلسة جاءت بناء على طلبين حكومي ونيابي لمناقشة تداعيات هذه المواجهة، وتم تحويل الجلسة الى سرية بناء على طلب مقدم من الحكومة، وبعد ان نوقش الطلب تمت الموافقة عليه، مضيفا ان الحكومة استمعت الى آراء النواب واقتراحاتهم فيما يتعلق بتلك الاستعدادات والحاجة الماسة للجاهزية الكاملة لأي طارئ قد يطرأ، "وبعض النواب قدموا عددا من التوصيات للحكومة تتعلق بهذا الملف".

«هيئة الأزمات»

وانتهت الجلسة الى عرض الغانم لتوصيات نيابية شددت على ضرورة إنشاء هيئة عامة لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، وتوجيه الهيئة العامة للاستثمار بالاستثمار في مزارع استراتيجية للأمن الغذائية، وتطوير وتوسعة منظومة تخزين الغذاء وصوامع الحبوب في الدولة، وضرورة ربط الأجهزة الأمنية والتنسيق فيما بينها فيما يتعلق برصد الإشعاعات وتوفير كميات كافية من أدوية "اليود" للتعامل مع الملوثات الإشعاعية.

رسالة الأمير

وقبل رفع الجلسة، نقل الغانم رسالة من سمو الأمير للنواب، قال فيها: "تشرفت أمس بلقاء صاحب السمو امير البلاد الشيخ نواف الاحمد، واستمعت الى توجيهاته السديدة ومرئياته ازاء العديد من الملفات الملحة على المستوى المحلي والخارجي".

وأضاف "كلفني سموه بنقل رسالة إلى أبنائه النواب، أنقل مفادها التالي، سموه يدعو أبناءه النواب الى وضع مصلحة الكويت العليا فوق كل اعتبار، خاصة في ظل الظروف الدولية بالغة الدقة، وعلى رأسها تطورات المواجهة العسكرية الراهنة بين روسيا وأوكرانيا، والتي تلقي بظلالها على كل العالم، وليست الكويت بمنأى عن تأثيرات تلك المواجهة بالغة الخطورة".

وتابع نقلا عن سموه: "كما يشدد سموه على ضرورة تحمل النواب مسؤوليتهم الوطنية في التعاطي بحكمة وتقدير عال للوضع مع تلك التطورات، والتركيز على اهمية تحصين الكويت سياسيا واقتصاديا وأمنيا وهي تخوض غمار الفترة الحالية الحرجة، وأهمية التركيز على أولويات تحصين الجبهة الداخلية وتقوية جاهزية البلاد لأي تطور، راجيا من أبنائه النواب تحاشي الصراعات الثانوية المبنية على المصالح الضيقة وتغليب المصلحة العليا للبلاد، وتفادي استخدام الأدوات الدستورية في غير مكانها الصحيح وبشكل متعسف لا يراعي الظروف توقيتا ومواءمة، مهيبا سموه بأبنائه النواب التركيز على التعاون والتعاضد بين السلطتين حتى تمر البلاد من الأزمة العالمية الدقيقة بأمان وسلام الامير على أبنائه النواب". وختم قائلا "كلفني سمو الامير بنقل هذه الرسالة للنواب، وهذا ما تمناه... الرسالة حرفيا".

توصيات جلسة المواجهة العسكرية

انتهت جلسة مناقشة تداعيات المواجهة بين روسيا وأوكرانيا بمجموعة من التوصيات النيابية التي لم يتم إقرارها، تمثلت في الآتي:

• الاستعداد عبر إنشاء هيئة عامة لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث.

• توجيه الهيئة العامة للاستثمار في مزارع استراتيجية للأمن الغذائي.

• تطوير وتوسعة منظومة تخزين الغذاء وصوامع الحبوب في الدولة.

• ضرورة ربط الأجهزة الأمنية والتنسيق فيما بينها بما يتعلق برصد الإشعاعات.

• ضرورة توفير كميات كافية من أدوية "اليود" للتعامل مع الملوثات الإشعاعية للجميع.

رسائل الأمير

• وضع مصلحة الكويت فوق كل اعتبار في ظل الظروف الدولية والمواجهة العسكرية بين روسيا وأوكرانيا.

• الكويت ليست بمنأى عن تأثيرات المواجهة البالغة الخطورة وأهمية تحصين الجبهة الداخلية والجاهزية لأي تطور.

• دعوة النواب إلى تحاشي الصراعات الثانوية المبنية على المصالح الضيقة وتغليب المصلحة العليا للبلاد.

• تفادي استخدام الأدوات الدستورية في غير مكانها الصحيح وبشكل متعسف لا يراعي الظروف توقيتاً ومواءمة.

• ضرورة تحمل النواب مسؤوليتهم الوطنية في التعاطي بحكمة وتقدير عال للوضع مع تلك التطورات.

• التركيز على أهمية تحصين الكويت سياسياً واقتصادياً وأمنياً وهي تخوض غمار الفترة الحالية الحرجة.

• التركيز على التعاون والتعاضد بين السلطتين للمرور من الأزمة العالمية الدقيقة بأمان وسلام.

فهد التركي