وسط حضور كبير من الفنانين والمهتمين بالفن التشكيلي، افتتح سفير دولة قطر لدى الكويت علي آل محمود المعرض الشخصي للفنانة شيخة السنان "زربفت" في بيت السدو.وبعد جولته داخل المعرض، أبدي آل محمود إعجابه باللوحات الفنية المعروضة، ووصفها "بالممتازة"، خصوصاً فيما يتعلق بالمزج بين الألوان المستخدمة في إبراز التراث، لافتاً إلى أن العودة إلى التراث وما كان يستخدمه الآباء والأجداد شيء طيب.
ولدى سؤاله، هل يختلف التراث ما بين دول الخليج؟ قال إن التراث واحد لكنه يختلف في بعض الأجزاء وفقا لمساحة الدولة، مؤكداً أنه من حيث الشكل العام يعتبر التراث الخليجي متشابهاً لاسيما أن دول الخليج لديها نفس العادات والتقاليد. وذكر أن السدو تطور كثيراً في الوقت الحالي وهناك العديد من الأعمال التي يقدمها مختلف الفنانين تدل على ذلك، مشدداً في الوقت ذاته على أهمية الحفاظ عليه. ولفت إلى أن هناك اهتماماً لدى جميع دول الخليج العربي بالتراث والعودة إليه، والحرص على إحياء الموروث القديم، ومن ضمنه السدو.
طريقة جمالية
ومن جانبها، قالت السنان إن فكرة معرضها مستوحاة من "تطريز بزري" على صدر فستان للمرأة الكويتية في الماضي، لافتة إلى أن طريقة الزخرفة وألوان الفستان دفعتها إلى إقامة هذا المعرض. وأضافت السنان أنها قامت بدراسة هذه الزخرفة وإجراء تبسيط وتحليل لها وعملت منها تصميماً ليكون أرضية لشغلها في بعض اللوحات الفنية، لافتة إلى أنها اشتغلت على زخرفة بعض اللوحات بأسلوب التجريد، بينما تركت بعض الأعمال كما هي، لأن الطباعة فيها أصبحت قطعة فنية. وأوضحت أنها لا تنتمي إلى مدرسة فنية معينة، ولكنها تمارس فناً حراً تعبر من خلاله عن مشاعرها على فراغ الكانفس دون التقيد بأي مدرسة فنية، كاشفة أن هذا المعرض يعد تجربة جديدة بالنسبة إليها لم تستخدمها من قبل.وأكدت أن هذه الزخرفة ستستمر معها وستنميها بالدراسة في الأعمال القادمة، موضحة أن لديها اهتماماً بالتراث إذ تستلهم منه أفكارها وتستخدم مفرداته في جميع أعمالها، وتتناولها بالتحوير وإعادة التشكيل بأسلوب فني يتفق مع فلسفتها الإبداعية.وبينت السنان أنه يتعين على الفنان أن يظهر التراث بطريقة جمالية، وأسلوب من الحداثة يتواكب مع تطورات العصر، مؤكدة أن كل أعمالها تستمدها دائماً من عمق التراث من زخرفة على الأبواب، والحوائط، والملابس.وأكدت أن من المهم جداً، وهذا واجب الفنان، أن يظهر التراث بأسلوب حداثي جميل، مضيفة أن كل فنان يعبر عن التراث بأسلوبه الخاص، وأن أسلوبها عموماً هو التجريد القريب من الناس، وليس تجريداً مبهماً إذ له علاقة عاطفية بينه وبين المشاهد، ومستوحى من التراث، ذلك لأن التراث عميق جداً، وغني بعناصره، وكل فنان يظهره بأسلوبه الخاص. وعن أهمية أن يكون الفنان مطلعاً قبل أن يرسم، أكدت السنان أن الدراسة والمقارنة والاطلاع بالنسبة للفنان أمر مهم جداً من شأنه أن يؤهله للتعمق في الموضوع الذي يريد أن يشتغل عليه.قيمة فنية
بدوره، أكد الفنان سامي محمد أن معرض السنان يعتبر من المعارض المميزة، حيث ينطبق اسمه "زربفت" على ما يحتويه من أعمال فنية، لافتاً إلى أن أغلب الأعمال المعروضة أخذت من ثيمة واحدة مستوحاة من ثوب كويتي قديم، حيث كررتها الفنانة في جميع لوحاتها "فخرجت لنا بصورة جميلة مختلفة عن النمط الذي تعودت العمل به".