mbc
الإحصائيات السنوية تؤكد أن قناة mbc تحتل النسبة الأعلى في المشاهدة من بين الفضائيات العربية قاطبةً؛ لأنها قدمت لمشاهديها خلال العقود الماضية- ولم تزل- أعمالاً، هي الأكثر تميزاً في ضخامة الإنتاج التلفزيوني... فعلى صعيد الدراما التاريخية، شاهَد العرب تاريخهم المضيء في مسلسلات "عمر بن الخطاب" و"صلاح الدين الأيوبي" و"عبدالرحمن الداخل"، وغيرها من المسلسلات التاريخية الأخرى، واهتمت القناة بشكل خاص بتاريخ الأندلسيات في حقبها المختلفة، بل إنها أولت التاريخ المعاصر اهتماماً كبيراً حينما أنتجت مسلسل "الملك فاروق"، وغيره من مسلسلاتٍ عديدة... ولا حرج في الحديث عما أظهرته "mbc" من مسلسلات سياسية واجتماعية وكوميدية تقدم سنوياً في شهر رمضان المبارك، فضلاً عما تقدمه في الأشهر الأخرى.وتحرص "mbc" في إنتاج مسلسلاتها على التعامل مع أرقى الكُتاب وأفضل المخرجين وأشهر الممثلين، وكل العناصر الفنية المحترفة احترافاً عالياً... أما برامج المنوعات، فتفاعُل المشاهدين العرب معها ضرب رقماً قياسياً غير مسبوق في تاريخ الإعلام العربي المعاصر من حيث المشاركات "المليونية" عبر وسائل التواصل، لاختيار من يرشحونه للفوز في المسابقات التي تُعرَض في العديد من البرامج ذات الطابع الموسيقي والفني، والتي يقدمها كبار الفنانين في الوطن العربي.***
لا أظن أنني سأفي موضوعاً كهذا حقه في سطورٍ قليلة دون أن أذكر أهم عوامل النجاح الذي تميزت به مؤسسة الـ mbc، والمتمثلة بقائدها الذي أُشبهه بقائد أوركسترا متعايش مع مفردات سيمفونية، ويعرف كيف يقود عازفيها، وفق النوتة التي رسمها لهم بنفسه، لكي يُخرج أنغاماً شديدة الإبداع، وبعيدةً كُل البعد عن النشاز.*** نعم... فالشيخ وليد الإبراهيم لا يدع أية صغيرة أو كبيرة تظهر على الشاشة ما لم يكن قد خطط لها من قبل، أو اطلع عليها وأجازها، إذا كانت من إنتاجٍ خارجي... بل حتى الوجوه التي تظهر على الشاشة، معظمها رُشح من جانب الشيخ وليد... فتركي الدخيل وجورج قرداحي وداود الشريان وبدرية البشر والذايدي، وغيرهم من مقدمي البرامج الإخبارية والسياسية والاجتماعية والفنية وقارئي نشرات الأخبار وبرامج الرياضة، كلهم من اختيار الشيخ وليد، ولهذا يمكن القول: إن معظم نقاط الضعف التي تُعانيها الكثير من الفضائيات في عالمنا العربي تُعزى إلى افتقارها إلى قيادة إعلامية مُتمكنة من طبيعة العمل الإعلامي درايةً، وتخصصاً، وليست مجرد وظيفة تُسند إلى كائن من كان، لأنه يحظى برضا كبار المسؤولين في الدولة!