أكد رئيس الجمعية الكويتية للتراث فهد العبدالجليل، أن مشاركة الجمعية بالمعرض والمهرجان التراثي في بيت الحسينان تحت رعاية جمعية الفيحاء نجحت بشكل كبير من حيث الحضور الجماهيري المميز من مختلف الفئات العمرية.وأضاف أن تنظيم هذا المهرجان جاء في إطار حرص الجمعية على إحياء المخزون الثقافي والموروث الشعبي والمحافظة عليه.
وذكر العبدالجليل أن بيت الحسينان من البيوت التاريخية القديمة المرتبطة بالتراث الكويتي الأصيل، حيث تم بناؤه في عام 1958، وحافظ على شكله المعماري القديم من حيث التصميم، موضحا أن الهدف من اختيار البيت، هو الحرص على ربط الأجيال الجديدة بالتراث الكويتي وتاريخ أجدادهم.وأشار إلى أن المشاركات كانت متنوعة من أعضاء الجمعية، منها مشاركته مع الباحث في التراث صالح المسباح ببعض الصحف والمجلات المرتبطة بالمناسبات الوطنية، وعرض عضو الجمعية الباحث هاني العسعوسي مقتنيات البيت الكويتي القديم. وتابع: "كما شاركت الجمعية بفريق من الحرفيين، منهم بدر الأشوك، ومحمد القلاف، المتخصصان في صناعة نماذج من السفن القديمة، كما شارك الأستاذ دخيل الحياوي في صناعة الصناديق التراثية، وكذلك صديقة الزيد قامت بصناعة الأثواب الكويتية القديمة، وقام عضو مجلس إدارة الجمعية نواف العصفور بصناعة شباك الصيد، وعرضت الفنانة التشكيلية ابتسام العصفور مجموعة مختارة من لوحاتها الخاصة ببعض المباني التاريخية القديمة". ولفت إلى مشاركة المراكز التاريخية والثقافية، مثل مركز البحوث والدراسات الكويتية، ومركز التراث والوثائق والمخطوطات، ومركز فنار. وبيَّن العبدالجليل أن هناك عدداً من الفرق التطوعية بادرت بالمشاركة، منها فريق معاكم بالخير، وفريق فكرة، وفريق بوابة الأمل، وغيرها.
الاهتمام بالتراث
"الجريدة" التقت بعض المشاركين، للوقوف على أهمية الاهتمام بالتراث، وكانت البداية مع عضو الجمعية الكويتية للتراث وعضو المرسم الحُر الفنانة ابتسام العصفور، حيث رأت أن هذه الفعالية حملت مرتكزات أساسية للمجتمع، وهي توثيق التراث، لافتة إلى أن ذلك الأمر مهم للأجيال الحالية والجديدة، لتعريفهم بتاريخ الوطن وكفاح الآباء والأجداد، وتعزيز الهوية الوطنية. وأشارت إلى أنها شاركت باليوم التراثي في بيت الحسينان بمجموعة من المباني التاريخية التي شهدت أحداثاً مهمة في تاريخ الكويت: القصر الأحمر، الذي شهد معركة الجهراء، وقصر الشيخ عبدالله المبارك في مشرف، وقصر السلام (الضيافة)، الذي كان مقراً لاستقبال كبار الضيوف، ومبنى متحف الكويت الوطني، الذي بناه الشيخ مبارك الصباح، وأعاد ترميمه الشيخ جابر المبارك، وأهداه كسكن للشيخ خزعل، وليوان المرسم الحُر (بيت الغانم). وقالت العصفور إن الأجواء كانت جميلة، فقامت أيضا برسم مباشر خلال الفعالية بلوحة لبيت الحسينان قديماً، واستخدمت الألوان الزيتية. وفي ختام الفعالية تمنت العصفور الاهتمام بمثل هذه المباني التاريخية، وجعلها متاحف لتعليم الأجيال الجديدة تاريخ الوطن، ودعم الجمعية الكويتية للتراث، التي تعمل على إحياء وحفظ التراث الكويتي. وأهدت اللوحة لآل الحسينان، وناب عنهم عضو الجمعية الكويتية للتراث م. علي الحسينان.من جانبه، عبَّر الباحث صالح المسباح عن سعادته بالمشاركة، وقال إنها مبادرة جميلة من الجمعية الكويتية للتراث، لافتا إلى أن تلك الفعاليات تنقل للأجيال الحالية كيف كان يعيش أجدادهم في السابق، إضافة إلى عاداتهم وتقاليدهم، كما تعرض لهم نماذج حيَّة من التراث. وعن مشاركته، أوضح أنها كانت عبارة عن مجلات وصحف نادرة، ومنها التي رصدت عيد الاستقلال 1961، وعيد الجلوس الذي بدأ للشيخ عبدالله السالم عام 1950، وغيرها.صناعة السفن
بدوره، أكد محمد القلاف أنه يحرص على المشاركة في تلك الفعاليات التراثية، لافتا إلى أنه شارك بنماذج صناعة السفن الخشبية، بجميع أنواعها وأشكالها الأصلية، إضافة إلى عرض الأدوات والمواد القديمة المستخدمة في صناعة السفن التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتراثنا العريق، لأن أهل الكويت في الماضي اهتموا بالبحر وتجارة وصناعة للسفن. وأضاف أنه مهتم بهذه الحرفة التقليدية، والحفاظ عليها من الاندثار، وتقديمها للمتلقي من الزوار والمهتمين بالموروث التراثي، من خلال ورش مباشرة لتوضيح طريقة صناعة السفن.