على وقع تداعيات الحرب الروسية - الأوكرانية ذات الأبعاد الاقتصادية والسياسية العالمية، وبعد حوالي أسبوعين على زيارته إلى الكويت، قام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بزيارة إلى السعودية عقد خلالها محادثات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان في الرياض.السيسي شدد خلال زيارته للمملكة أمس، على أهمية مواصلة العمل على توحيد الصف العربي وتضامنه لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة العربية، وأكد عدم سماح مصر بالمساس بأمن واستقرار أشقائها في دول الخليج، وأن أمن هذه الدول يعتبر جزءاً لا يتجزأ من أمن مصر.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، إن رؤى الجانبين توافقت بشأن ضرورة تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، وأهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة، بما يحافظ على وحدة أراضي تلك الدول ويصون مقدرات شعوبها.واعتبر مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية سابقاً السفير حسين هريدي في تصريح لـ«الجريدة»، أن الظرف الدولي والإقليمي يفرض نفسه على أجندة الزيارة المصرية، خصوصاً «تداعيات الأزمة الأوكرانية على أسعار النفط، وتداعيات ذلك على الدول العربية، لاسيما الدول غير المصدرة للنفط، والتي ستعاني جراء ذلك».وأضاف هريدي، أن «النقطة ذات الأهمية الخاصة في المباحثات المصرية - السعودية، أنها تأتي في وقت تقترب الولايات المتحدة الأميركية وإيران من العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، ومدى تأثير ذلك على أمن دول الخليج، وارتباط ذلك بالأمن القومي المصري».ولفت إلى أهمية القمة المصرية ــ السعودية لناحية تحديد مصير القمة العربية المقبلة، والتي لم يحدد موعدها بعد، والمرجح أن تعقد بعد انتهاء شهر رمضان الكريم، فضلاً عن الاتفاق على أجندة القمة، وأهم الملفات التي ستناقش فيها.إلى ذلك، يعقد وزراء الخارجية العرب دورتهم الجديدة اليوم بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، برئاسة لبنان لبحث موعد القمة العربية المقبلة بناء على طلب الجزائر الدولة المستضيفة للقمة، التي اقترحت الأول من نوفمبر المقبل، إلى جانب عدد من البنود التي تتعلق بالقضية الفلسطينية والأمن القومي العربي وتطورات الأوضاع في ليبيا واليمن وسورية والتهديدات لأمن إمدادات الطاقة بمنطقة الخليج والتدخل التركي والإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية .وقالت مصادر دبلوماسية لـ «الجريدة»، إن الاجتماع لن يتضمن مناقشة الحرب الروسية - الأوكرانية، وأن هذا الملف لم يدرج على جدول الأعمال بسبب تفضيل الأطراف العربية عدم الزج بالجامعة العربية في المواقف المتباينة للدول الأعضاء من التعاطي مع الأزمة وفقاً لأجندة مصالح كل دولة، وتم الاستقرار على أن تأخذ كل دولة عربية المواقف التي تناسب مصالحها بخصوص الأزمة الروسية - الأوكرانية.
أخبار الأولى
السيسي يبحث في السعودية القمة العربية وتأثيرات أزمة النفط
09-03-2022