في خطوة ستترك تداعيات اقتصادية وجيوسياسية لا يمكن التنبؤ بها، قرر الرئيس الأميركي جو بايدن، من دون الأوروبيين ولكن بالتشاور معهم وبدعم من الحزبين الديموقراطي والجمهوري، حظر استيراد النفط والغاز من روسيا.

كما أعلنت بريطانيا أنها اتخذت قراراً بالحظر التدريجي للنفط والغاز الروسيين، في وقت تباطأ خلاله الهجوم الروسي الذي واجه عراقيل تكتيكية ومقاومة أوكرانية لم تكن متوقعة بهذه الشدة، في حين فر أكثر من مليونَي أوكراني إلى خارج البلاد، وخرج آلاف آخرون من منازلهم هرباً من العنف.

Ad

ودخلت الصين بقوة، أمس، على خط الأزمة من خلال رئيسها شي جينبينغ، الذي أجرى قمّة بالفيديو مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز.

ورغم تمسّكه برفض إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، دعا جينبينغ إلى «أقصى درجات ضبط النفس»، موصياً بـ «ضرورة مراعاة المخاوف الأمنية لجميع الدول»، قبل أن يشدد على ضرورة «محافظة الجانبين على زخم المفاوضات والتغلب على الصعوبات ومواصلة المحادثات من أجل تحقيق نتائج، ومنع حدوث أزمة إنسانية واسعة النطاق».

وقبل لقاء مقرر غداً بين وزيرَي الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأوكراني ديميترو كوليبا في مدينة أنطاليا التركية، وفي موقف يعكس نوعاً من الليونة للمرة الأولى منذ دخول غزو بلاده يومه الـ 13، أمس، أعرب الرئيس الأوكراني في تصريحات لقناة ABC الأميركية عن استعداده لـ «حلول وسط» حول شبه جزيرة القرم ومنطقتي دونيتسك ولوغانسك، لكنه شدّد في المقابل على أن «أوكرانيا ليست مستعدة للاستسلام بل للحوار».

وقال إنه لم يعد مهتماً منذ فترة طويلة بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، متهماً إياه بعدم تنفيذ وعوده والتملص من مواجهة روسيا.

في المقابل، حاول بوتين طمأنة الروس بأنه لن يضطر لإرسال جنود الاحتياط إلى المعركة في مؤشر إلى أنه لا ينوي توسيع الحرب لدول أخرى مثلما يتخوف مراقبون، في وقت دعت وزارة خارجيته واشنطن إلى العودة لمبدأ التعايش السلمي خلال حقبة الحرب الباردة و»أخذ مجالات النفوذ الروسي في الحسبان».

وفي مؤشر على استراتيجية واشنطن لاحتواء بوتين وعدم الانزلاق إلى حرب عالمية ثالثة يحذر منها الجميع، طلب رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي من قواته المتمركزة في أوروبا إبداء تصميمها على منع اندلاع «حرب بين قوى عظمى».

وفي لندن، توقع وزير الدفاع البريطاني بن والاس أن يمثل الغزو «نهاية بوتين ونهاية جيشه»، في حين نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً قالت فيه إن أسطورة الجيش الروسي القوي خصوصاً في البرّ تحطمت لدى الكثير من الدول الأوروبية بعد أداء القوات الروسية في الهجوم.