مرت ومضت و«خلصت وملصت» فترة الأعياد الوطنية والعطلة الحكومية المطولة التي احتفل بها الشعب وعدد ليس بقليل من الجهات الرسمية في الدولة بمناسبة العيد الوطني وعيد التحرير، مرت هذه الأيام على الكثيرين لكن دون التمعن والتدقيق في بعض الأمور التي وجب التوقف عندها نظراً لأهميتها القصوى، ولعل من أبرزها غياب الاحتفالات والمهرجانات الوطنية المنظمة على مستوى وجب أن يفاخر به كل مواطن بأعياده الوطنية على مرأى ومسمع العالم بأسره، مرت تلك الفترة بألوان باهتة تميل إلى لون «البيج» الممل في مخيلة الناس، خصوصا على من كان موجوداً هنا في الكويت من دون احتفالات حقيقية ولا بهجة وزينة، لا سيما أن بعض مظاهر الاحتفال كانت مآسي حقيقية على أرض الواقع ما بين إهانة لعلم الدولة من بعض السذج وإشاعات تدور حول ظهور ألوان علم الدولة مقلوبا على أبراج الكويت وانقطاع المياه عن منطقة «الظهر» السكنية وسفر العديد من المقتدرين وأبناء الطبقة المتوسطة إلى عدد من الدول لقضاء العطلة.

الترفيه مسألة مهمة جداً وإيجاد أماكن له وتنظيم مهرجانات وطنية وإشغال أوقات فراغ الناس بما هو ممتع ومفيد من مهام ومسؤوليات الحكومة من دون أدنى شك، لكن الأهم «والأكثر إحراجا» هو أن عدداً من دول الخليج المجاورة قد أقامت ليالي ساهرة وفعاليات جميلة احتفاء واحتفالا بدولة الكويت على مستوى يفوق الدولة المحتفى بها، فهذا الأمر محرج للغاية خصوصاً أن مساهمتنا في السنين الماضية كانت تقتصر على وضع أعلام البلدان لمشاركتها أعيادها على الأبراج (ولله الحمد، بشكلها الصحيح على حسب ما تسعفني ذاكرتي) وسوق المباركية!!

Ad

في واقع الحال مثل هذا الكلام يعود عليّ وعلى أمثالي بالويلات والاتهامات كوصفنا بأننا متشائمون دائما ونجد العيوب في كل شيء و«ندور الزلة» و«نعذرب على كل شي» فقط لمجرد قدرتنا على ذلك!! أمثال أولئك الناس لا يعلمون أن هدفنا وببساطة هو الوصول إلى الأفضل والتطوير والوصول الى أقصى مراحل المفاخرة بما يوجد لدينا من كوادر واستغلال أفكارها حتى على مستوى الأعياد الوطنية، فلا نستطيع من بعد ما رأيناه هذا العام أن نلوم أحداً إذا ما قال إنه راغب في السفر للاحتفال بأعياد الكويت الوطنية في دولة خليجية، فهم يحتفلون بها بطريقة أفضل منا نحن أصحاب الشأن.

أخيراً وليس آخراً لا يسعنا القول بمناسبة الأيام الماضية والأعياد الوطنية الماضية إلا اللهم ارحم شهداءنا الأبرار، واحفظ بلادنا من كل شر.

على الهامش:

كمية السخرية والتندر على ما قلته وصرحت به لا توصف، سواء كانت من القريب أو البعيد، وذلك حين حذرت منذ فترة من تداعيات اندلاع حرب والحاجة إلى موقف وخطة رسمية للدولة بخصوص الأحداث الروسية-الأوكرانية والتمعن والتفكر في حسابات العديد من الدول المحيطة بنا كذلك مع رفع توصيات من بعد عقد جلسة خاصة في مجلس الأمة، وها قد اندلعت الحرب وقرعت طبولها لتصم آذان العالم بأسره، ولتكن درسا للحكومة الكويتية بأن أبناء البلد هم فقط من سيقف ويقاتل على الأرض دفاعا عن الأرض والعرض، ولن ينفع وقتها أية تحالفات أو غيره، فاهتموا بالشعب يا حكومة الكويت فهم صمام الأمان في وقت الأزمات ولعل فترة بدايات كورونا تسطر خير دليل على روح الكويتيين.

أما عن موقفي شخصيا من البلدين (روسيا وأوكرانيا) وتداعيات واصطفاف الدول وغيره، فموقفي لا يتغير ومبدئي هو أن الحرب دمار والبادئ أظلم فقلبي مع المدنيين والعمال والطبقات المسحوقة في كلا الطرفين.

هامش أخير:

رغم جهود الداخلية في الحد من مظاهر الشغب أيام الاحتفالات فإن حوادث العيون تجاوزت التسعين من جراء تراشق «قذائف» المياه والبالونات وخلافه!! هل هذه الطريقة المثلى للاحتفال؟! ومن زرعها في مجتمعنا في السنين الماضية؟!