النواف: جئت للإصلاح بالعدل... والظلم ليس في قاموسي

قال النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ أحمد النواف، إن هناك تنسيقاً مع مجلس الوزراء لدراسة الأعداد الهائلة التي تأتي إلى الكويت وهي فوق الطاقة، مؤكداً ضرورة تعديل التركيبة السكانية، و"علينا استغلال طاقات الشباب الكويتيين الذين يعانون البطالة" وهذا الملف ستتم مناقشته مع مجلس الوزراء لإيجاد حلول لتمكينهم من الانخراط في العمل والاعتماد على أنفسهم بما ينعكس على بناء الدولة.

وأضاف النواف، خلال حفل استقباله للقيادات الأمنية ومنتسبي الوزارة، في مبناها صباح اليوم، بمناسبة تعيينه في منصبه الجديد:"أتيت لإصلاح الوضع بالعدل والإنصاف، وكنت أعمل بالوزارة وتقاعدت منها منذ سنوات، واتجهت في العمل محافظاً (لحولي)، ثم إلى مؤسسة الحرس الوطني (نائباً لرئيس الحرس)"، مردفاً: "لكن القدر جاء بي مرة أخرى إليكم بوزارة الداخلية، والتعامل معكم سوف يكون سهلاً بالنسبة لي لأنني كنت أعمل معكم بالسابق وأعرف معظمكم من وكلاء مساعدين ومديرين عامين".

وأشاد النواف بدور وكيل الوزارة الفريق أنور البرجس، قائلاً: "معظمكم يعرفونه ويعرفون معدنه وأطلب منكم التعاون فيما بينكم وأوعدكم بأنني مهما أفعل أو أعمل لن أظلم أحداً والظلم ما هو في قاموسي"، متابعاً: "أنا جاي لأصلح الوضع مو معناها إذا جئت أن أصلح أمر ما بعضكم يزعل، ولكن هذه هي سنّة الحياة، أنتم قادة أمنيون وقبل كم يوم تقاعد منكم بعض زملائكم".

التغيير سنّة الحياة

واستطرد: "الأمر لا يصل إلى زعل بعضكم في حال تم نقله إلى قطاع آخر أو إحالته للتقاعد، هذه هي سنّة الحياة ولابد أن تتقبلونها"، مشيراً إلى أن "اللواء أنور خير دليل على ذلك، حيث كان كل فترة في موقع وكان يقول السمع والطاعة، وأنا كنت قبله عملت في عده قطاعات، وهذا الأمر لا يزعل أحداً… فالوكيل يرشح الأسماء ونحن نعتمدها".

وزاد النواف: "أنا لم آت كوزير فقط بل أتيت أحاول وأبذل كل ما أستطيع، وإذا لم نتعاون مع بعض لن ننهض بالوزارة، ولكن أنا واثق كل الثقة معكم إذا وضعنا أيدينا مع بعض وبالأخص القادة الذي سوف يكون لي اجتماع خاص معهم لبحث جميع القضايا والمشاكل والحلول من أصغرها لأكبرها وباب الفريق أنور البرجس مفتوح لكم كضباط".

وأوضح النواف "أن الكل يعرف ويعلم بحجم ومسؤوليات التي تقع على عاتق وزارة الداخلية والعبء الأكبر عليها من أي وزارة أخرى"، لافتاً إلى "أن كل الجهات الحكومية لها دور كبير، لكن وزارة الداخلية هي التي تنصب عليها كل المشاكل، لذلك يجب علينا ننظر نحن نظرة إلى الأمام".

مشاكل المواطن

وشدد على الحرص على حل مشاكل المواطن الكويتي بالدرجة الأولى، قائلاً إن "الكويتي عايش في وضع علينا أن نحس به ونستشعر متطلباته وأكثر من يتعامل معهم هم الأمن العام والنجدة والمرور، ويجب حل هذه المشاكل من قبلهم، وأرجو أن تحسون فيهم واهتموا بهم".

ووجه القيادات مضيفاً: "ركزوا على المواطن وساعدوه قدر ما تستطيعون بالقانون وبالحق مو بالتعسف احترموا الصغير قبل الكبير، وأنتم كمسؤولين وضباط احترموا المواطن والمقيم سواء كان آسيوياً او أوروبياً والاحترام منكم يجب لكل شرائح المجتمع والمقيمين على أرض الوطن".

وطالب النواف القيادات الأمنية بالتعامل الراقي (مع المواطن والمقيم) خصوصاً من الضباط والعسكريين الذين يعملون بالميدان والطرق، قائلاً" أنت تريد أن تحرر له مخالفة مافي مشكلة ولكن عليك احترامه وصدقوني أي شكوى على ضابط يسيء ويتعسف مع المواطن أو المقيم بعد الإجراءات القانونية التي ستتخذ فيه لن يكون له مكان بيننا لأن الذي لا يحترم المواطن والمقيم لا يحترم بلده ونحن كذلك لن نحترمه"، داعياً إلى "احترام الجميع وتطبيق مسطرة القانون على الجميع وتذليل العقبات التي تواجههم وتسهيل أمورهم وهذا سوف ينعكس على سمعة الجهات الحكومية".

المعاملات الورقية

وأفاد بأن "المعاملات الورقية يجب أن ننتهي منها بأي طريقة كانت ومافيه شي صعب أو ما نقدر عليه، وأقرب مثال لدينا أن المواطن والمقيم ببعض دول الخليج ينجز معاملته وهو في منزله، متابعاً: "ونحن لا نطالب ان ينجزها في منزله على الاقل يراجع إدارة واحدة يستطيع إنجاز جميع معاملاته فيها دون التوجه إلى إدارات أخرى"، مشيراً إلى "أنه سوف يجتمع مع إدارة نظم المعلومات لوضع حلول سريعة وخطة عمل تسهل معاملات المواطنين والمقيمين في وزارة الداخلية بكل سهولة ويسر ويجب أن ننجز هذه المهمة لإخراج وزارة الداخلية بأبهى صورة حضارية ومتقدمة".

وأوضح النواف أنه علينا أن نسعى ونكون في المقدمة ويجب تطوير العمل، مبيناً أنه "كانت هناك أمور مخفية كبيرة سمعت بها لا عقود ولا صيانة ولا آليات ومشاكل على الكاميرات الحدودية ويحب فعلاً وضع أيدينا في أيدي بعض ونضع اصبعنا على موقع الخلل وحل كل المعضلات والمشاكل والنهوض في وزارة الداخلية لتكن هي الوزارة الأمنية والخدمية في آن واحد".

وتابع: "يجب أن نراعي الله بالوطن والمواطن ونحن ليس مخلدين وجميعنا سوف نغادر الحياة وسوف نقابل رب العالمين وسوف يحاسبكم واحداً واحداً تذكروا هذه الكلمة الزمن يمشي وموعدك مع ربك لا تعرف متى، اليوم أو غداً وبعدها سوف يبدأ الحساب مع رب العالمين".

واختتم النواف كلمته بقوله "أحب أن أشكركم على هذا الاستقبال أاتشرف بالعمل معكم وأحب أن أبلغكم بأننا مقبلون على عهد جديد يعتمد على تطوير وزارة الداخلية ووضع خطة زمنية لمدة 5 سنوات قادمة لتأهيل قادة للمستقبل".

رحب وكيل وزارة الداخلية الفريق أنور البرجس، خلال حفل استقبال القيادات الأمنية، بوزير الداخلية الشيخ أحمد النواف، مؤكداً أن جميع التعليمات التي أوصى بها الوزير النواف سوف تطبق على أرض الواقع من أكبر مسؤول لأصغر مسؤول.

وأشار إلى أن القيادات الأمنية والضباط سوف يكونون سنداً وعوناً له وسوف يتم اتخاذ جميع الملاحظات التي كلفنا بها بعين الاعتبار، قائلاً لوزير الداخلية: "نحن ذراعك اليمين وايديك التي لا تعصاك".

محمد الشرهان