أعلنت مفوضية الانتخابات في كوريا الجنوبية، اليوم، فوز مرشح المعارضة المحافظة يون سيوك يول بمقعد الرئاسة، بعد سباق صعب مع منافسه عن الحزب الحاكم.

وقالت المفوضية الوطنية للانتخابات، في بيان، إن يون سيوك يول المرشح عن حزب "سلطة الشعب"، الذي يوصف بأنه حزب المعارضة الرئيسي، حصل على 56. 48 بالمئة في التصويت الذي أجري أمس ، ليكون الرئيس العشرين للبلاد بعد تفوقه على منافسه المرشح عن الحزب الديموقراطي الحاكم لي جيه ميونغ الذي حصل على 83. 47 بالمئة من الأصوات.

Ad

ويمثل فارق النسبة بين مرشحي الرئاسة أقل فجوة بين المركزين الأول والثاني في تاريخ الانتخابات الرئاسية منذ تطبيق نظام الانتخاب المباشر في كوريا الجنوبية عام 1987.

ويعد الرئيس الجديد، على ما يبدو، استراتيجية مختلفة تمامًا عن تلك المطبقة حاليا تجاه كوريا الشمالية التي لها قوة نووية، وذهب إلى حد التهديد بشنّ ضربة استباقية.

خلال خمس سنوات، اتبعت حكومة مون جاي إن، المسالمة، سياسة الحوار مع بيونغ يانغ، حيث توسطت بين كيم جونغ أون والرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب، بينما كبحت ما كان يعتبره الشمال "استفزازات"، مثل التدريبات العسكرية المشتركة مع واشنطن.

بالنسبة إلى يون سوك يول، الذي فاز في الانتخابات الرئاسية، أدى هذا النهج "الذليل" إلى فشل واضح.

وأجرت بيونغ يانغ 9 عمليات إطلاق صواريخ منذ بداية العام كانت آخرها السبت، وعلّق يون (61 عامًا) عليها قال إن كيم جونغ أون بحاجة إلى أن يضبط مجددا. وقال "إذا سنحت لي الفرصة فسوف ألقنه درسا في التهذيب".

وخلال الحملة الانتخابية، وصف كيم جونغ أون بأنه "فتى وقح"، وتعهّد اليوم في أول تصريحات له كرئيس منتخب "بالتعامل بصرامة مع الأعمال غير القانونية وغير المنطقية للشمال".

وقالت سو كيم من مؤسسة راند: "في عهد يون سنرى على الأرجح جهودا لبدء العلاقات بين الكوريتين من الصفر".

وبدلا من الحوار والمفاوضات، سينتهج يون نهجًا أكثر تشددًا، بعد أن دعا إلى مزيد من التدريبات المشتركة مع الولايات المتحدة، واقترح شراء المزيد من صواريخ ثاد الأميركية لمواجهة بيونغ يانغ، على الرغم من خطر التعرض لتدابير انتقامية اقتصادية جديدة من قبل الصين، الشريك التجاري الرئيسي لسيول.

وقال يون، في إعلان سياسي عام نشر في مجلة فورن أفيرز في فبراير "على سيول إعادة النظر ايضا في علاقتها المعقدة مع بكين".

لم يستبعد الرئيس المستقبلي خيار الحوار مع بيونغ يانغ، لكن الخبراء يعتقدون أن مواقفها العدائية تقلل إلى حد كبير من امكانية إجراء حوار جوهري.

يقول هونغ مين الباحث في المعهد الكوري للوحدة الوطنية ان بيونغ يانغ ستعتبر أن "لا فائدة" من مفاوضات مع حكومة كوريا الجنوبية المتشددة.

وأضاف هونغ أن التوترات الشديدة المستمرة في شبه الجزيرة الكورية ستصب في مصلحة بيونغ يانغ من خلال السماح لها بالحفاظ على الزخم في برنامج التحديث العسكري الذي يطبقه كيم جونغ أون.