بدأت ملامح المعركة الانتخابية المقبلة في لبنان تتخذ بعداً سيادياً، إذ يجتمع خصوم "حزب الله"، لا سيما الشخصيات السنية بقيادة الرئيس فؤاد السنيورة، مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لخوض المعركة وفق طريقة تذكر باستحقاق 2009، وحينها تمكن تحالف "قوى 14 آذار" من الفوز.

تبقى المعركة الأساسية في البيئة السنية بعد عزوف الرئيس سعد الحريري، وسط محاولة لتحفيز الناخبين السنة على المشاركة، في عملية تصبح أسهل في وقت يتضح للعيان والمراقبين مساعي "حزب الله" للفوز إلى جانب النظام السوري الذي يسعى إلى إعادة إحياء رموزه وإدخال بعضهم إلى البرلمان.

Ad

وكانت "الجريدة" أول من كشف عن زيارة الرئيس فؤاد السنيورة إلى باريس، حيث التقى بحسب المعلومات مسؤولاً سعودياً رفيعاً، وجرى استعراض للواقع الانتخابي، وبحث ضرورة إنشاء تحالف ثلاثي يضم السنة الى "القوات" و"الاشتراكي" لتشكيل لوائح مشتركة تشكل صداً بمواجهة "حزب الله" الذي يحاول التمدد واختراق البيئتين السنية والدرزية.

وبعد عودته من باريس حيث التقى كذلك القاضي في محكمة العدل الدولية نواف سلام الذي أعلن عزوفه عن خوض الانتخابات في العاصمة بيروت، عقد السنيورة اجتماعاً انتخابياً لـ "مجموعة العشرين" تخلله التحضير للأسماء التي سيتم ترشيحها. وبحسب ما تقول مصادر قريبة من السنيورة، فهو قد لا يترشح، لأنه لا يطمح لمنصب نيابي، إنما الأهم بالنسبة إليه هو تشكيل لائحة ذات عصب سيادي واضح في بيروت، وتعميم هذه التجربة على الدوائر الأخرى.

وبحسب المعلومات، فإن السنيورة وبعد الانتهاء من وضع اللمسات على أسماء الشخصيات التي ستترشح، سيلتقي بجنبلاط وجعجع لوضع خطة مشتركة لخوض المعركة الانتخابية.

والأهم هو البحث في تفاصيل تشكيل اللوائح في الدوائر المشتركة، كالبقاع الغربي والشمالي والأوسط، وفي جبل لبنان، على أن يتم البحث في كيفية ترتيب التحالف في طرابلس وسط محاولات حثيثة من قبل جهات متعددة لقطع الطريق على "القوات" هناك. في موازاة حركة السنيورة، يستمر "حزب الله" والنظام السوري بمحاولة التنسيق مع شخصيات تابعة لهم في مختلف البيئات والمناطق، وتحديداً في البيئتين السنية والدرزية بمحاولة لتسجيل اختراق سواء في بيروت عبر المقعد الدرزي أو عبر حلفائهم السنّة، أو في البقاع الغربي من خلال تطويق مرشح وليد جنبلاط النائب وائل أبوفاعور، لكن بحسب المعلومات هناك بوادر لتشكيل لائحة في تلك المنطقة بين أبوفاعور والنائب محمد القرعاوي بالتحالف مع "القوات" التي سترشح شخصية غير حزبية.

من الواضح أن حركة السنيورة لا تحظى برضا الرئيس سعد الحريري، والذي يحاول مقربون منه التواصل مع شخصيات سنية لدفعها للخروج من عباءته وإن كانت ترغب في المشاركة فيتم توجيه النصائح لها بالذهاب للعمل وحيدة وليس بالتنسيق مع السنيورة أو مع القوات. وفي حال استمرت هذه المحاولات فإن الأمر سينعكس سلباً على البيئة السنية.

منير الربيع