التوتر في العلاقة النيابية- النيابية، والنيابية- الحكومية سيحمل في طياته مفاجآت جديدة في استمرار التصعيد والمواجهة بين مختلف الأطراف في السلطة التنفيذية بعد أن تحول المشهد من خلاف بين السلطتين التشريعية والتنفيذية إلى صراع بين بعض الأطراف في السلطة التشريعية، خصوصا أن الأمر أصبح أشبه بعملية تصفية الحسابات مع تهديد وتحذير مبطن بكشف خفايا بعض الأمور التي قد تسيء للبعض، ولا يزال المطبلون مستمرين في تسخين أجواء التصعيد.

فمتى ستستقر الأمور؟ ومتى سيتحول العمل السياسي إلى أداة نافعة؟ ومتى سيتم جمع الفرقاء؟ الإجابة صعبة في ظل استمرار الحرب الخفية وما تحمله القلوب من غل وانتقام وكأننا في صراع دائر لا نعرف مداه بعد أن تحول الأمر إلى مسألة شخصية، وليس من أجل أمور تمس قضايا المواطنين، وبالتالي يجب إعادة النظر في هذه المسألة لحلحلة هذه الخلافات وجلوس الجميع على طاولة حوار لحل القضايا والمصارحة دون أي مجاملات ووضع خريطة طريق جديدة تهدف لاتفاق بين كل الأطراف، وهذا الأمر يتطلب تدخل كل التيارات والكتل والتوجهات السياسية لإنقاذ الوضع، ووضع استيراتيجية واضحة الأهداف تصحح المسار في العمل البرلماني الذي أصبح أكثر سوءاً ولا جدوى منه مع استمرار هذا الخلاف الذي لا يزال انعكاسه سلبيا على البلد الذي ينتظر تحقيق أهداف واقعية لإنجاز كل الملفات العالقة بدلا من الصراخ وتبادل الاتهامات، خصوصا أننا مقبلون على أزمات عالمية في ظل تطورات الأوضاع في العالم التي تستهدف الاقتصاد وانهياره لإخضاعنا لقوى عالمية تريد أن تكون هي المسيطر الوحيد على الجميع.

Ad

يجب أن يعي الجميع وأولهم أعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية أن المنطقة مقبلة على تحولات وتطورات نتائجها واضحة للعيان، ونحن الآن أحوج إلى التكاتف والتعاون والإنجاز وتبني الملفات، خصوصاً الاقتصادية حتى لا نتعرض لأي هزات مستقبلية يكون المواطن ضحيتها كالعادة، وإن تفجر الوضع في الحرب الروسية ضد أوكرانيا يضع المنطقة تحت تطورات ستطول آثارها الجميع دون استثناء، لا سيما أننا لا نعلم مدى استمرارها وانتهائها ومفاجآتها.

آخر السطر:

المواقف لن تنسى وسقوط أقنعة بعض الناس أصبح واضحا، والقاع أصبح مقرهم، والعالم أمام متغيرات جديدة.

د. مبارك العبدالهادي