«اليوغا»... مطّوها وهي قصيرة!
رياضة مطّت كل الناس حول العالم؛ وحينما وصلت إلينا مُطّت! فكل مجموعة تشد اليوغا لصالحها، ناصرو الحريات يشدونها إليهم عناداً بالمحافظين الذين بدورهم يشدونها خارج البلاد! فوجدت «اليوغا» نفسها وسط هذه المعمعة تسألهم «هل كيف؟» كسؤال سعد بن عاقول لأخيه حسين، فهل يا برلمان ترى «اليوغا» موضوعنا الحقيقي؟ وكيف لا وهي عليها ما عليها يا رجال؟لليوغا قسمان: أولهما فلسفي عقدي، وآخرهما رياضي جسدي، وكمجتمع مسلم لا نحتاج استيراد معتقدات الآخرين للطمأنينة والسكينة، فالخشوع في الصلاة أنفع وأيسر، لكننا من الممكن أن نستفد من الجانب الرياضي لليوغا من حركات مدروسة للاستجمام وتليين للأطراف والمفاصل واتزان للتنفس، لتكن النتيجة تخفيضاً للتوتر وتحسيناً للمزاج على ساعات طويلة من اليوم.ولا يحتاج القراء تذكيرهم بأن سائر أنواع الطب الشرقي والغربي لم تخلُ في مراحل تكوينها من أساطير ومعتقدات أمم قد خلت، و«اليوغا» ليست ببعيدة عن ذلك، ولكن لماذا «اليوغا» لم تتخلص من هذه الموروثات العقدية إلى الآن؟
جلسات الاسترخاء لليوغا تعتمد على تأملات ذهنية ذات طابع روحاني ممزوج بمفاهيم هندوسية لتأليه الذات ووضعيات العبودية للإله، وحافظت الأجيال على تعاليم «اليوغا» بقوالب دينية، ولحل هذا الإشكال من الممكن الاكتفاء بتأملات للطبيعة من أمواج وأزهار وما شابه، وهذا ما هو شائع لدى الناس من شكل اليوغا المعاصر، والذي لم يصبح معاصراً إلا بعدما راج في السوق الأميركي، الذي لا يدوم فيه أي منتج مختلط بالروحانيات، ولا يلقى أي منتج رواجاً في العالم إلا بالتغليف الأميركي أساساً، وأما طبياً فإنها ممدوحة لدى الباحثين كنوع من أنواع رياضات الاستجمام وتهدئة الأعصاب في عصر السرعة.ولكن يجب عليّ ألا أنسى تبشير «اليوغا» بمستقبلها الواعد ببلدنا، فهنالك من سيلعب دور البطل المنقذ لحريتنا فيدعم سوقها وإن لم يستفد، وهنالك من سيحاربها بنية الحماية لعاداتنا وتقاليدنا، فيمدّ من عمر موضتها وهو لا يقصد، لينقسم المجتمع إلى فريقين يصيحان ببعض «ياااو» مثل قحطه وابن أخته!