فشل أرفع لقاء جرى أمس بين مسؤولين أوكرانيين وروس بمدينة أنطاليا التركية في تحقيق اختراق لإيقاف الحرب في أوكرانيا أو التوصل إلى وقف لإطلاق نار، بعدما تمسك وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأوكراني دميترو كوليبا بمواقفهما خلال الاجتماع، الذي توسطت فيه تركيا وإسرائيل، وواكبه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومستشار ألمانيا أولاف شولتس باتصال بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال الوزير الأوكراني، الذي تحدث في مؤتمر صحافي منفصل بعد الاجتماع، إن القائمة التي قدمتها روسيا عبارة عن شروط استسلام، مؤكداً أن «أوكرانيا لن تستسلم أبداً»، في وقت كال لافروف الاتهامات للغرب وأوكرانيا، محملاً إياهما مسؤولية قيام الحرب، لكنه قال في المقابل، إن بوتين لا يرفض لقاء نظيره الأوكراني فولوديمير زيلنسكي في المبدأ، مستبعداً قيام مواجهة نووية.

Ad

ويصل الأمين العام لحلف الناتو إلى أنطاليا اليوم للقاء المسؤولين الأتراك، وسط تقارير تشير إلى أن المبادرة التركية ــــ الإسرائيلية تنص على حل شامل يتضمن «سيادة مشتركة» لموسكو وكييف على شبه جزيرة القرم وجمهوريتَي الدونباس المواليتين لموسكو.

وبينما كانت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تقدم الدعم للحلفاء في وارسو، تحدى الرئيس الروسي، أمس، الغربيين اقتصادياً، مؤكداً أن بلاده ستفي بالتزاماتها فيما يتعلق بإمدادات الطاقة والحبوب، متحدثاً عن «موسم حصاد جيد»، ومؤكداً أن روسيا ستحل مشاكلها الاقتصادية بهدوء.

في المقابل، بدأ رؤساء وحكومات الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي، وعلى مدى يومين، في باريس، قمة لمناقشة التحديات الاقتصادية والأمنية التي تفرضها الحرب. وقرع وزير المالية الفرنسي ناقوس الخطر، معتبراً أن على الدول الأوروبية إيقاف اعتمادها على الغاز الروسي «لأننا بشراء الغاز نمول حرب بوتين»، مشيراً إلى قدرة هذه الدول على خفض ثلثي واردات الطاقة الروسية والاستغناء عنها نهائياً بحلول عام 2030.

ميدانياً، أرخى القصف على مستشفى في ماريوبول جنوب شرق أوكرانيا بظلاله على المشهد، في وقت يقول خبراء إن موسكو قد تكون غيرت استراتيجيتها وانتقلت إلى استهداف المدنيين. واتهمت وزارة الدفاع الروسية، أمس، واشنطن وكييف بإجراء دراسات وأبحاث لنقل أمراض فيروسية عبر الطيور إلى موسكو.

وتضاربت التقديرات بشأن الوضع الميداني في كييف، التي قال عمدتها إن نصف سكانها قد غادروها بالفعل. وأفادت تقارير بأن القوات الروسية اقتربت إلى مسافة ٤ كيلومترات من العاصمة لكن الهجوم يبدو أنه ينتظر قراراً سياسياً من موسكو.