الاتحاد الأوروبي: تخلُّص تدريجي من واردات الطاقة الروسية
النفط يسجل أكبر تراجع أسبوعي منذ نوفمبر الماضي
اتفق القادة الأوروبيون على زيادة نفقات الدفاع بشكل كبير مع تخصيص حصة كبيرة للاستثمار، إلى جانب تطوير القدرات الدفاعية بطريقة تعاونية داخل الاتحاد الأوروبي.
اتفق قادة الاتحاد الأوروبي، أمس ، على التخلص التدريجي من الاعتماد على واردات الغاز والنفط والفحم من روسيا "في أسرع وقت ممكن".وقال زعماء التكتل الذي يضم 27 دولة في إعلان أصدروه في ختام قمة غير رسمية لهم استمرت يومين في فرساي بفرنسا التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الأوروبي إنهم اتفقوا على التخلص التدريجي من الاعتماد على واردات الطاقة الروسية من خلال تنويع الإمدادات والطرق، بما في ذلك من خلال استخدام الغاز الطبيعي المسال وتطوير الغاز الحيوي.كما اتفق الزعماء الأوروبيون على زيادة تطوير سوق الهيدروجين لأوروبا وتسريع خفض الاعتماد الكلي على الوقود الأحفوري وتسريع تطوير مصادر الطاقة المتجددة.
ووفقا لـ "إعلان فرساي" سيواصل قادة الاتحاد الأوروبي أيضا العمل على الاستثمار المنسق في منظومات الطاقة بما يتضمن توفير البنية التحتية للغاز الطبيعي المسال وتعزيز الاتصال مع دول الجوار المباشر للاتحاد الأوروبي.وفي قطاع الدفاع اتفق القادة الأوروبيون على زيادة نفقات الدفاع بشكل كبير مع تخصيص حصة كبيرة للاستثمار، إلى جانب تطوير القدرات الدفاعية بطريقة تعاونية داخل الاتحاد الأوروبي.كما اتفق الزعماء على اتخاذ إجراءات لتقوية الصناعة الدفاعية وتطويرها في الاتحاد الأوروبي.على جانب آخر، اتفق القادة على جعل القاعدة الاقتصادية في أوروبا "أكثر مرونة وتنافسية وملاءمة للتحولات الخضراء والرقمية".في غضون ذلك، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في مؤتمر صحافي بعد القمة، إنه "بحلول منتصف مايو المقبل سنأتي باقتراح للتخلص التدريجي من اعتمادنا على الغاز والنفط والفحم من روسيا بحلول عام 2027 بدعم من الموارد الوطنية والأوروبية اللازمة".وأضافت فون دير لاين أن "المفوضية الأوروبية ستقدم اقتراحا لملء مخازن الغاز تحت الأرض في الاتحاد الأوروبي بما لا يقل عن 90 بالمئة من طاقتها بحلول الأول من أكتوبر من كل عام".وعلى جانب آخر، دعت فون دير لاين إلى "إجراء تحقيقات في جرائم حرب محتملة" على خلفية اتهامات موجهة لروسيا "بقصف مستشفى للولادة" في مدينة ماريوبول الواقعة جنوب شرق أوكرانيا.
إغلاق أسبوعي
على صعيد الأسعار، ارتفعت أسعار النفط عند الإغلاق مساء الجمعة، لكنها سجلت أكبر تراجع أسبوعي لها منذ نوفمبر، مع تقييم المتعاملين التحسينات المحتملة في التوقعات المستقبلية للإمدادات التي عرقلها غزو روسيا لأوكرانيا.وارتفعت أسعار النفط الخام منذ الغزو الذي وصفته موسكو بأنه "عملية عسكرية خاصة". وارتفعت هذا الأسبوع العقود الآجلة لأعلى مستوى لها منذ عام 2008، ثم تراجعت بعد ذلك بحدة، بعد أن أشارت بعض الدول المنتجة إلى أنها قد تزيد من المعروض.وتزايدت المخاوف بشأن الإمدادات الجمعة بعد أن واجهت محادثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 خطر الانهيار، بعد أن أجبر طلب روسي في اللحظة الأخيرة القوى العالمية على وقف المفاوضات.وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 3.34 دولارات أو 3.1 بالمئة يوم الجمعة لتبلغ عند التسوية 112.67 دولارا للبرميل، بعد أن سجلت أدنى مستوى لها خلال الجلسة عند 107.13 دولارات.وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 3.31 دولارات أو 3.1 بالمئة، لتبلغ عند التسوية 109.33 دولارات للبرميل.تدخّل هولندي
وعلى صعيد متصل، قالت الحكومة الهولندية إنها ستقلص الضرائب على وقود البنزين والديزل بنسبة 21 بالمئة، استجابة للأسعار المرتفعة بشكل قياسي.كما سيحصل أصحاب الدخل المتدني على مساعدات لتعويض الارتفاع في أسعار الكهرباء والغاز.ويصل إجمالي قيمة حزمة هذه التدابير إلى نحو 2.8 مليار يورو (3 مليارات دولار).ويبلغ سعر لتر البنزين في المتوسط حاليا 2.50 يورو في هولندا، نصفه تقريبا ضرائب وضريبة قيمة مضافة.ووفقا للحكومة، سيتم تقليص هذه الضرائب اعتبارا من أول أبريل، بحوالي 17 سنتا لكل لتر بنزين و11 سنتا لكل لتر ديزل.وجاء في تقديرات الحكومة أن التضخم قد يرتفع إلى 5.2 بالمئة هذا العام، بينما ستنخفض القوة الشرائية بحوالي 2.7 بالمئة في المتوسط.ومن المقرر أن يحصل كل مواطن الآن من أصحاب الدخل المتدني على 800 يورو لسداد فواتيرهم الخاصة بالكهرباء والغاز. كما سيتم تقليص ضريبة القيمة المضافة على الغاز والكهرباء من 21 إلى 9 بالمئة، بينما تنظر الحكومة في تقديم مساعدة للمواطنين من أصحاب الدخل المتوسط والشركات الصغيرة.وبعد أسبوعين من اندلاع الحرب في أوكرانيا، قالت روسيا إنها ستستمر في توريد كميات كبيرة من الغاز لنقلها إلى أوروبا عبر أوكرانيا.ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن المتحدث باسم شركة غازبروم الروسية العملاقة للطاقة، سيرجي كوبريانوف، قوله إنه سيتم مجددا توفير الكمية المتفق عليها والمتعاقد عليها، وتبلغ 109.5 ملايين متر مكعب.