عربي بوست

Ad

يتعرض الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى ضغط كبير، بعد إفشال واشنطن صفقة الطائرات البولندية إلى أوكرانيا، فيما كشفت صحيفة The Washington Post الأمريكية السبت، 12 مارس 2022، أن البيت الأبيض يدرس إرسال مزيد من الأسلحة لكييف في مواجهتها مع روسيا، تشمل طائرات مسيرة، ومنظومات دفاع جوي أكثر تطوراً.

المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي قال لصحفيين إن الولايات المتحدة ملتزمة بتسليح حكومة أوكرانيا بالأسلحة التي نعلم أن الأوكرانيين يحتاجونها ويجيدون استخدامها، إلا أنه رفض تحديد أنواع الأسلحة التي ستشملها الدفعة المقبلة.

بعثت مجموعة من أعضاء الكونغرس من الحزبين في الولايات المتحدة بخطاب إلى الرئيس بايدن، الجمعة، لمطالبته بنقل طائرات بطيار وأخرى مسيرة إلى أوكرانيا، قائلة إن الروس حققوا تفوقاً جوياً على الأوكرانيين رغم مقاومتهم البطولية والقوية.

كما طالب المشرعون بالاستمرار في تسليم صواريخ ستينغر المحمولة المضادة للطائرات، لكنهم طالبوا الولايات المتحدة أيضاً بتسهيل نقل منظومات إس-300، وهي ما طالبت به أوكرانيا مراراً.

حث النواب الرئيس أيضاً على إعادة النظر في قرار طائرات ميغ البولندية، وقالوا إن على إدارة بايدن إيجاد طرق لإرسال مزيد من الطائرات المسيرة المسلحة وطائرات سو-25 إلى أوكرانيا.

من جانبه، قال النائب جايسون كرو، الجندي السابق في قوات الصاعقة البرية الأمريكية ومن بين الموقعين على الخطاب، إن توفير صواريخ جافلين وستينغر كان مفيداً حتى الآن، إلا أنه يتعين على الغرب تكثيف مساهماته لدعم المقاومة الأوكرانية، خاصة في السماء، حيث تحاول قوات أوكرانيا منع روسيا من تحقيق التفوق.

كما قال النائب مايكل والتز، الذي خدم في وحدات القوات الخاصة ووقع أيضاً على الخطاب، إن إرسال منظومات إس-300 ومكوناتها، مثل الرادار، قد يكون مفيداً.

وقال والتز إن الأوكرانيين يمكنهم أيضاً الإفادة من أنظمة الرادار التي تحدد مصدر نيران المدفعية القادمة، ومعداتها التي طلبوها من قبل.

فيما قال مسؤول دفاعي أمريكي بارز، الجمعة، إنه لم يتبق لدى الجيش الأوكراني سوى 56 طائرة مقاتلة، ويستخدمها من خمس إلى عشر ساعات فقط في اليوم.

أشار المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بموجب قواعد البنتاغون، إلى أن ذلك أحد أسباب قرار الإدارة بعدم نقل طائرات ميغ إلى أوكرانيا، مشيراً إلى أن أنظمة الصواريخ أرض-جو الروسية يمكنها الوصول إلى أي مكان تقريباً فوق منطقة الحرب.

وقال المسؤول الدفاعي إن المسؤولين الأمريكيين يتحدثون مع الأوكرانيين بصفة منتظمة، و«الأسلحة التي هم في أمس الحاجة إليها» هي الأسلحة المضادة للطائرات والمضادة للدروع، مثل صواريخ جافلين.

أما بخصوص الأسلحة التي يحتاجها الأوكرانيون ولا تملكها الولايات المتحدة، فتتشاور الإدارة مع حلفائها وشركائها الذين قد يكون لديهم مخزون من هذه الأسلحة.

يشار إلى أن بولندا أبدت استياءها من رفض أمريكي متكرر لفكرة دعم أوكرانيا جواً، من خلال إرسال مقاتلات بولندية إليها عبر قاعدة عسكرية لواشنطن والناتو في ألمانيا، حيث قال السفير البولندي في الولايات المتحدة، الخميس، إنهم توصلوا إلى حل منطقي، ومعقول لكن الأمريكيين رفضوا.

لكنه أضاف أنهم يتفهمون الموقف الأمريكي، ويمكننا مواصلة تنسيق جهودنا المشتركة لمساعدة أوكرانيا.

وأن بولندا لا يمكنها نقل هذه المقاتلات إلى أوكرانيا بشكل مباشر، ولن تستنفد ثلث ترسانتها من المقاتلات دون تعويض.

بدورها، جددت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون موقف الولايات المتحدة الرافض تسليم أو الإشراف على تسليم مقاتلات بولندية إلى أوكرانيا، لاستخدامها في صد الهجوم الروسي على البلاد منذ أسبوعين، قاطعة الجدل حول إمكانية أن تقبل واشنطن نقل تلك المقاتلات عبر قاعدة عسكرية لها وللناتو في ألمانيا، الأمر الذي طلبته بولندا.

بيان البنتاغون الذي جاء عقب مكالمة هاتفية بين وزيري الدفاع الأمريكي والبولندي، الأربعاء، قال إن تقديرات الجهات المخابراتية تشير إلى أنها ستكون خطوة ذات مخاطر كبيرة، وإن روسيا يمكن أن تخطئ باعتبارها خطوة تصعيدية.

الموقف الأمريكي أغلق الباب من جديد أمام إمداد القوات الأوكرانية بدعم جوي يمكن أن يغير المعادلة أو يبطئ التقدم الروسي، يأتي ذلك رغم تطلّع «الحليفة» كييف لمزيد من الدعم العسكري من قِبل الغرب خاصة حلف الناتو.

كانت روسيا قد أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم، وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو، شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية​​​​​.

يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، وينذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.