ماذا يمكن أن يعرقل جهود المُضي في إنفاذ الرؤية الإصلاحية لحوكمة وضمان جودة المنظومة التعليمية؟! سؤال طرحته اللجنة الفنية المعنية بتقديم الوثيقة الوطنية خلال الأيام المقبلة، ونأمل أن تتبلور مخرجاتها وتُعرض على منصة المعنيين وأمام القيادات التشريعية والتنفيذية، لوضع الجميع أمام استحقاقاته. وأقولها صادقاً من كل قلبي: "يا نطلع يا نطبع"! مستوى التوافق والاستجابة العالية التي تلمستها خلال الأسابيع الماضية يجعلنا أمام فرصة معقولة لصناعة أمل آخر النفق نخرج فيه من دوامة الإرباك ولعن الظلام!

أعود إلى المشاركة في الإجابة عن السؤال في بداية المقال، بعد أن أستأذن د. طارق الدويسان والزملاء في اللجنة الفنية الذين واصلوا الليل بالنهار للخروج بهذه الوثيقة مع زملاء في وزارة التربية وعدد من الهيئات في الدولة، وعلى رأسها جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والهيئة العامة للشباب، إضافة لممثلي القطاع الخاص في غرفة تجارة وصناعة الكويت واتحاد المدارس الخاصة والمجتمع المدني ممثلاً بإحدى أكبر واجهاته التعليمية- جمعية المعلمين، وعدد آخر من جهات أهلية ومبادرات وطنية، مثل: "تعليمنا"، و"تعليم بلا حدود"، وآخرين من كفاءات مهنية وقيادات تربوية.

Ad

​أحد أكثر الهواجس التي تمثل تحدياً لنا جميعاً... مدى استيعاب أطراف العملية التعليمية والتربوية الرؤية الإصلاحية التي ستطرح، والخلفيات التأسيسية التي قامت عليها في فترة قياسية، وبدء تحويلها إلى برامج تنفيذية ومسارات عمل تشغيلية، وكيفية دعم القدرات الفنية والإدارية لبناء التوافق بين قيادات المنظومة التعليمية، وإيجاد روح تشاركية لإحداث تدفق في البيانات والمعلومات تصنع موجة التحول المنشودة.

​تقف الميزانية والاعتمادات المالية أحياناً عائقاً لتبني الإصلاحات المقصودة، إما لعدم توافر بنود صرف، أو نتيجة بيروقراطية الإجراءات التقليدية وطول دورة الصرف المستندية، وهو ما يستوجب تخصيص ميزانية دعم وتعزيز لإنفاذ هذه الإصلاحات في فترة قياسية، ومنحها المرونة التي تحتاج إلى صلاحيات وإجراءات استثنائية في إطار الحوكمة ورقابة موضوعية من الأجهزة المعنية.

​من بين المخاطر التي تشغلنا وتتطلب معالجات في مرحلة العبور من التفكير والتنظير إلى التنفيذ والتدبير أن تتراجع أولوية القضية لدى السُّلطتين، نتيجة الاشتباك السياسي والتباين الحاد بينهما، وهو ما يتطلب العمل على تحييد هذه القضية عن المواجهات اليومية، لأن العمل فيها تم بمنهجية حاضنة للطيف الوطني شاركت فيه جميع الأطراف المعنية نأمل أن يتكلل هذا الإجماع بوثيقة عملية شاملة لإصلاح المنظومة التعليمية، بعيداً عن أي مزايدات أو استهداف سياسي أو تكسب انتخابي، "ومن يزرع الشوك لا يجني العنب"!

كثيرة هي الهواجس والمخاطر التي تجتاح ذهني، وكنت حريصاً على ذكر بعضها، والتأكيد على الجهد المبذول من الفريق الوطني العامل في اللحظات الأخيرة على إنجازها، راجين أن تكون مساراً يضعنا على جادة الإصلاحات، والعودة من رحلة التيه التي عشناها، وما زلنا، نحو حلول "براغماتية" شاركونا الرحلة شاركونا الأمل.

«Catalyst» مادة حفازة:

شعور بالمسؤولية + واجبات وطنية = قفزة تعليمية مطلوبة

● د. حمد محمد المطر