روسيا تتوعد باستهداف إمدادات السلاح إلى أوكرانيا

زيلينسكي لبوتين: لا يمكنك السيطرة على كييف إلا بتسويتها بالأرض

نشر في 13-03-2022
آخر تحديث 13-03-2022 | 00:01
في تطور قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع حلف الناتو، هددت روسيا اليوم، باستهداف إمدادات السلاح إلى أوكرانيا، كما حذرت فنلندا والسويد من «عواقب عسكرية وسياسية» حال الانضمام لحلف شمال الأطلسي «ناتو».

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، اليوم، «حذرنا الولايات المتحدة من أن تنظيمها لعمليات ضخ أسلحة من عدد من الدول إلى أوكرانيا لا يشكل خطوة خطيرة فحسب بل وخطوة تجعل من قوافل الأسلحة تلك أهدافاً عسكرية مشروعة للجيش الروسي».

وأكد ريابكوف، أن مبادرة الضمانات الأمنية التي تقدمت بها موسكو لم تعد قائمة، والهدف لدى موسكو أصبح الآن «ضمان تحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا».

من ناحيته، حذّر مدير الإدارة الأوروبية الثانية بالخارجية الروسية سيرغي بيلاييف، فنلندا والسويد من «عواقب عسكرية وسياسية حال انضمامهما إلى الناتو».

تقدّم روسي

ميدانياً، يبدو أن القوات الروسية تحرز تقدماً من الشمال الشرقي في قتالها البطيء تجاه العاصمة كييف، بينما قصفت الدبابات والمدفعية الأماكن المحاصرة بالفعل بقصف كثيف لدرجة أن سكان إحدى المدن لم يتمكنوا من دفن الأعداد المتزايدة من الضحايا.

وأعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن القوات الروسية الموجودة في ضواحي العاصمة تحاول القضاء على الدفاعات في بلدات عدة شمال العاصمة «لتطويقها وإغلاقها».

وقالت رئيسة بلدية «فاسيلكيف» ناتاليا بالاسينوفيتش، إن هجمات صاروخية روسية دمرت قاعدة جوية قرب البلدة الواقعة في منطقة كييف وأصابت أيضاً مستودعاً للذخيرة.

وأفادت وزارة الدفاع البريطانية، بأن القتال مستمر في شمال غربي كييف، وأن معظم القوات البرية الروسية باتت على بعد 25 كيلومتراً من وسط المدينة التي يقطنها 3 ملايين نسمة، مشيرة إلى قيام القوات الروسية بنشر جزئي لرتل عسكري كبير شمال العاصمة «في محاولة روسية لمحاصرتها»، مشيرة إلى أن مدن خاركيف وتشيرنيهيف وسومي وماريوبول لا تزال محاصرة وتتعرض لقصف روسي كثيف.

جنوباً أغلقت روسيا الطرق المؤدية إلى مدينة ماريوبول الساحلية على بحر آزوف الاستراتيجية المحاصرة منذ نحو 12 يوماً والتي يعيش فيها آلاف السكان في ظروف قاسية بجنوب أوكرانيا وتتعرض لقصف روسي باستمرار.

وتُرك عدد من الجثث في الشوارع وتم حفر مقبرة جماعية كبيرة لأخرى. وفي الأيام الأخيرة، شوهد سكان يتشاجرون من أجل الطعام.

وتعرض مسجد لجأ إليه 80 مدنياً بينهم أتراك للقصف في ماريوبول، حسب ما أكدت وزارة الخارجية الأوكرانية، اليوم.

غير أن رئيس جمعية مسجد سليمان في ماريوبول اسماعيل حاجي أوغلو أكّد، عبر محطة «خبر ترك» أن الحيّ تعرّض لإطلاق نار لكن المسجد لم يُستهدف.

وقال عبر انستغرام «إن الروس يقصفون المنطقة (...) التي تقع على بعد كيلومترين من المسجد، وسقطت قنبلة على بعد 700 متر من المسجد».

وقال إن 30 مدنيًا تركيًا تواجدوا داخل المسجد «منهم أطفال» لم يحدّد عددهم.

ويوجد 86 تركيًا في مدينة ماريوبول حتى الساعة تحاول جمعية مسجد سليمان جمعهم، بحسب حاجي أوغلو.

وبعد قصف مستشفى للولادة في ماريوبول الأسبوع الماضي، ما أدّى إلى مقتل 3 بينهم طفلة، تعرّضت مستشفيات من بينها مركز لعلاج السرطان وعيادة لطب العيون في مدينة ميكولاييف الساحلية الجنوبية لقصف روسي ليل الجمعة ـــ السبت.

تعزيزات وتوسّيع جبهاتها

في غضون ذلك، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن «روسيا ترسل قوات جديدة إلى أوكرانيا بعد تكبدها أكبر خسائرها منذ عقود».

وأضاف أنه تحدث مع المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بخصوص الضغط على روسيا من أجل إطلاق رئيس بلدية ميليتوبول إيفان فيدوروف، الذي خطفته القوات الروسية، أمس ، الأمر الذي أدّى الى خروج تظاهرة في هذه المدينة الجنوبية ضد الروس.

وحض زيلينسكي موسكو على الالتزام بوقف النار المتفق عليه للسماح بعمليات الإجلاء من ماريوبول، مناشداً في الوقت نفسه أمهات الجنود الروس منع إرسال أبنائهم إلى «الحرب» في أوكرانيا، مجدّداً في الوقت نفسه دعوته إلى المفوضية الأوروبية لتسريع انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي.

ورغم أن بلاده شنّت حربا كاملة النطاق على أوكرانيا، فقد ندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم، بما وصفه بأنه «خرق فاضح» للقانون الإنساني الدولي من قبل القوات الأوكرانية، خلال محادثات هاتفية أجراها مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس.

وفيما كانت المدن الأوكرانية تتعرض للقصف، تحدث بوتين عن «اغتيال معارضين» و»نشر أسلحة ثقيلة في مناطق سكنية قرب مستشفيات ومدارس وحضانات أطفال».

كما اتهم «الكتائب القومية» الأوكرانية «بعرقلة عمليات الإنقاذ بشكل منهجي وترهيب المدنيين الذين يحاولون الخروج» من مناطق القتال.

في المقابل، قال الرئيس زيلينسكي إن 1300 جندي أوكراني قتلوا في المعارك حتى الآن، في أول حصيلة أوكرانية، وقال في مؤتمر صحافي إن بوتين لا يمكنه السيطرة على كييف إلا بتسويتها بالأرض.

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع في موسكو أن الجيش الروسي يواصل هجماته على «جبهة واسعة». ونشرت وزارة الدفاع الروسية شريط فيديو قالت إنه يوثق عملية إنزال ناجحة سيطرت خلالها قواتها على أحد المطارات في أوكرانيا.

الكيماوي والشيطنة

وبعد تحذير الرئيس الأميركي جو بايدن من أن روسيا ستدفع «ثمناً باهظاً» إذا استخدمت أسلحة كيماوية في أوكرانيا، توالت التحذيرات من عدة جهات حول إمكانية استخدام موسكو هذا السلاح على غرار في سورية.

ووصف السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنطونوف، التصريحات الأميركية الأخيرة بشأن احتمال استخدام روسيا أسلحة كيمياوية بأنها «محاولة أخرى لشيطنة روسيا». وقال: «مثل هذه المزاعم لا تساوي شيئاً، فالمسؤول الأميركي، كعادته، لم يكلف نفسه عناء تقديم أي دليل. هذه محاولة أخرى لتشويه صورة بلدنا».

موسكو تشتكي من «تطهير» وميتا تدافع عن «الموت لبوتين»
قالت روسيا إنها تتعرض لـ«عملية تطهير رقمي تجاه كل ما هو روسي» في حين دافعت شركة «ميتا بلاتفورمز» عن قرارها تعديل سياسة المحتوى للسماح ببعض الأمور، التي كانت تُعتبر خطاب كراهية لا يسري سوى داخل أوكرانيا.

وقال نيك كليغ رئيس الشؤون العالمية بشركة «ميتا بلاتفورمز»، مالكة موقع «فيسبوك»، إن السياسة الجديدة «تركز على حماية حقوق الناس في التعبير للدفاع عن النفس رداً على غزو عسكري لبلادهم».

وتابع: «لو طبقنا سياسات المحتوى الاعتيادية لدينا دون أي تعديل عليها، لاضطررنا لحذف منشورات من مدنيين أوكرانيين يعبرون عن مقاومتهم وغضبهم بسبب الاجتياح العسكري لبلدهم. وهذا الأمر غير مقبول».

وأضاف أن الشركة «ليس لديها خلاف مع الشعب الروسي»، مشدداً على أنه ليس هناك أي تغيير في السياسات التي تطبقها الشركة تجاه «خطاب الكراهية ضد الشعب الروسي». وشدد على أن التغييرات مؤقتة، مضيفاً أن الوضع سيظل قيد المراجعة.

وفي تغيير مؤقت للسياسة المتعلقة بخطاب الكراهية، ستسمح «ميتا بلاتفورمز» لمستخدمي فيسبوك وإنستغرام في بعض الدول بالدعوة إلى العنف ضد الروس والجنود الروس في سياق الحرب في أوكرانيا، وذلك حسبما كشفته رسائل بريد إلكتروني داخلية.

وتعليقاً على الموضوع، قالت السفارة الروسية في واشنطن، في بيان، «إن سياسة ميتا العدوانية والإجرامية التي تؤدي إلى التحريض على الكراهية والعداء تجاه الروس أمر شائن».

وأضافت السفارة، أن «إجراءات الشركة دليل آخر على حرب المعلومات المعلنة على بلادنا».

من جهته، أكد متحدث باسم «ميتا بلاتفورمز» أنها خففت مؤقتاً قواعد الخطاب السياسي وسمحت بنشر منشورات مثل «الموت للغزاة الروس»، على الرغم من أنها لن تسمح بالدعوات إلى العنف ضد المدنيين الروس.

وأظهرت رسائل البريد الإلكتروني الداخلية أن الشركة سمحت مؤقتاً بنشر منشورات تدعو إلى الموت للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو.

وإثر هذا التغيير، أعلنت روسيا، أمس، تقييد الوصول إلى تطبيق «إنستغرام». كما أعلنت السلطات الروسية أمس، أنها ستبدأ ملاحقات قانونية ضد مجموعة «ميتا بلاتفورمز»، متهمة إياها بنشر «دعوات قتل» ضد الروس.

وكانت روسيا أعلنت الأسبوع الماضي حظر «فيسبوك» رداً على ما وصفته بـ»فرض قيود» على الوصول إلى وسائل الإعلام الروسية على المنصة.

متطوعون ومرتزقة

وغداة سماح الرئيس الروسي فلاييمر بوتين لآلاف «المتطوعين» من حول العالم بما في ذلك سورية، للقتال في أوكرانيا وتعهده بتسهيل وصولهم إلى الجبهة، قال وزير دفاعه سيرغي شويغو، إن موسكو تلقت بالفعل طلبات من المتطوعين الراغبين في القتال ومن بينهم 16 ألفاً من منطقة الشرق الأوسط.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن آلاف السوريين سجلوا أسماءهم بالفعل للتطوع لكن لم تغادر حتى الآن أي طائرة تقل هؤلاء باتجاه أوكرانيا.

ومع توجه آلاف الأميركيين والأوروبيين الى أوكرانيا للقتال، توقعت تقارير اندلاع حرب أهلية شيشانية في أوكرانيا مع وجود قوات رمضان قديروف الشيشاني الموالي لبوتين، ومعارضين شيشانيين للوجود الروسي في الشيشان. وقال قديروف اليوم، إن مقاتليه يحررون المراكز السكنية من «القوميين المتعصبين».

عقوبات جديدة

وغداة إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن أن الولايات المتحدة ستخفض بشكل كبير وضعها التجاري مع روسيا وستحظر واردات المأكولات البحرية الروسية والكحول والماس، أعلن مصرف «دويتشه بنك» أكبر مصرف ألماني انسحابه من السوق الروسية.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على الملياردير الروسي فيكتور فيكسيلبرغ و3 من أفراد أسرة بيسكوف المتحدث باسم بوتين و12 عضواً بمجلس الدوما.

وأجرى، اليوم، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وحضاه على وقف فوري للنار.

وحذر رئيس وكالة الفضاء الروسية «روسكوزموس» ديمتري روغوزين امس، أن العقوبات الغربية المفروضة على بلاده قد تسبب سقوط محطة الفضاء الدولية التي تزن 500 طن، مطالباً برفع هذه الإجراءات.

ونشر رئيس «روسكوزموس» خريطة للعالم تظهر المكان المحتمل لسقوط المحطة، مؤكداً أن روسيا آمنة إلى حد كبير.

وأضاف «لكن سكان البلدان الأخرى لا سيما تلك التي يقودها كلاب الحرب «الغربيون» يجب أن يفكروا في ثمن العقوبات».

«وساطة بينيت» تحت الضغط

نفت أوكرانيا وإسرائيل، اليوم، صحة تقرير إعلامي أشار إلى أن تل أبيب حاولت حضّ كييف على الخضوع للمطالب الروسية خلال الوساطة التي قادها رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت بين البلدين.

ووصف مسؤول إسرائيلي، طلب عدم ذكر اسمه، التقرير بأنه «مزيف بوضوح».

وقال: «لم ينصح رئيس الوزراء بينيت في أي وقت الرئيس زيلينسكي بقبول صفقة من بوتين، لأنه لم يتم عرض مثل هذه الصفقة على إسرائيل حتى نتمكن من القيام بذلك، ولم يبلغ بينيت زيلينسكي في أي وقت كيف يتصرف، ولا نيّة لديه لإبلاغه بذلك».

وكتب المستشار الأوكراني ميخايلو بودولاك على «تويتر»، اليوم، أن «إسرائيل مثلها مثل الدول الوسيطة الأخرى لا تعرض على أوكرانيا الموافقة على أي مطالب من الاتحاد الروسي. هذا مستحيل لأسباب عسكرية وسياسية. على العكس من ذلك، تحضّ إسرائيل روسيا على تقييم الأحداث بشكل أكثر ملاءمة».

من ناحيته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، (أول رئيس يهودي لأوكرانيا)، اليوم، إن كييف مستعدة لإجراء مفاوضات مع روسيا في القدس.

وأشار التقرير الى أن كييف ليست راضية عن الوساطة الإسرائيلية وكذلك واشنطن.

وتحاول إسرائيل عدم إثارة غضب موسكو التي تتعاون معها في سورية، ولديها تعاون معها أمني وسياسي عالي المستوى، الى جانب وجود دور سياسي فعال للناطقين بالروسية في المجتمع الاسرائيلي، لكنها تجد نفسها في موقف محرج تجاه أوكرانيا والجالية الأوكرانية اليهودية وكذلك الولايات المتحدة.

وأكدت نائبة وزير الخارجية الأميركي، فيكتوريا نولاند، أن بلادها طلبت من إسرائيل الانضمام إلى العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا. وأوضحت نولاند أن «واشنطن لا ترغب في أن تتحول إسرائيل إلى الملجأ الأخير للأموال القذرة»، حسب تعبيرها، والمستخدمة لتمويل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

تضارب بشأن قصف طال مسجداً بماريوبول «المعزولة»

وكالة الفضاء الروسية تحذر من أن العقوبات المفروضة قد تسبب سقوط محطة الفضاء الدولية

موسكو اعتبرت اتهامها بالكيماوي «شيطنة» وتوعدت السويد وفنلندا بعواقب عسكرية وسياسية
back to top