كانت الفتاة السورية غزل جبولي في السابعة من عمرها فقط عندما فقدت، بشكل مفاجئ، قدرتها على المشي بعد أن أصابت قذيفة مورتر منزلها عام 2015 خلال معارك بين القوات السورية والمعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية.

فقد تسببت القذيفة في توقف حياتها وإلغاء أحلامها لا سيما فيما يتعلق بأن تصبح لاعبة جمباز.

Ad

أصبحت غزل «عمرها الآن 15 عاماً» تجلس على كرسي متحرك في منزلها بالعاصمة السورية دمشق، واكتشفت الفتاة الصامدة في نفسها شغفا بالفن والرسم.

وتشارك غزل في معارض محلية وإقليمية بأعمالها المعلقة على جدران غرفتها، لكن حلمها القديم في أن تصبح لاعبة جمباز ما زال يطاردها هي وأسرتها.

وفيما يتعلق بما جرى يوم إصابتها قالت غزل لتلفزيون رويترز «سمعت صفير وما حسيت بشي غير إنو فيه شي نزل وما عاد شفت شي، غبرة ومي لانو كان فيه خزان مي فوقي فنزل مع القذيفة مي فما عدت شفت شي أبداً ووقعت من ع الكرسي ع الأرض وظليت صافنة».

أضافت «وأول ما فقت طبعاً قالوا لي أنت آكلة صدمة وبها الوقت ما فيكي تمشي وإنو بس ها الفترة وإنو طبعاً الهدايا والشوكولا والحلويات اللي إجتني في المشقى نستني وجعي كلو».

وخضعت غزل بعد ذلك لثلاث عمليات جراحية لإزالة شظايا من كليتها ويدها وقولونها وأمعائها، وكان من الصعب إزالة شظية رابعة من عمودها الفقري لأنها كانت صغيرة جداً في ذلك الوقت.

وتلتزم ببرنامج علاج طبيعي صارم أدى إلى تحسن تدريجي لحالتها، لكن يلزمها إجراء جراحة أخرى إذا كانت ستمشي مجدداً، وهو ما لا تستطيع أسرتها تحمله.

وقالت أميرة المسوتي، والدة غزل، لتلفزيون رويترز «أول شي الدكتور ما كان بدو يقول لي بس بعدين قال لي الدكتور إنو بنتك صار معها شلل نصفي، هون بلشت أفكر كيف بدي أفهمها لبنتي ها الشي، يعني بنت قبل نهار كانت عم تمشي وهي كانت لاعبة جمباز إيقاعي، تاني نهار أشوفها عم تمشي ع الكرسي، فحاولت أتجاوب مع الموضوع فحملتها وأخدتها مشوار لبعيد وأنا وحاملتها لأثبت لها إنو فينا نروح حتى لو أنا حاملتك».

وأضافت «كان حلمي تطلع بنتي راقصة جمباز إيقاعي، حلمي كنت أشوفها بأولمبياد روسيا».

وحول الكرسي المتحرك الذي تستخدمه قالت غزل «فكرة الكرسي ما تأقلمت معها ولهلا «للآن» ماني متأقلمة معها، بس إنو يعني أنا بعتبره وسيلة لمساعدتي لحتى أشفى، لعلاجي يعني، وسيلة بدو يظل معي حتى أشفى، أكيد عندي أمل، ما فيه شي مستحيل بالحياة.

وأضافت «كل شي قضاء وقدر، كل شي مكتوب، فما في أتخيل حياتي قبل القذيفة أو بعدها، تخيل إنه كنت كملت حياتي عادي وكملت مدرستي ولعبت جمباز».