تراجعت أسعار النفط بما يصل إلى أربعة دولارات للبرميل، اليوم، لتواصل انخفاض الأسبوع الماضي مع تكثيف الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في أوكرانيا واستعداد الأسواق لرفع أسعار الفائدة الأميركية.وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت في أحدث تعاملاتها 3.81 دولارات أو 3.4 في المئة إلى 108.86 دولارات للبرميل.
وتراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 5.1 في المئة إلى 103.80 دولارات للبرميل، بينما خسر خام برنت بحر الشمال المرجعي في أوروبا 4.0 في المئة ليبلغ سعر البرميل 108.13 دولارات.وأفاد المحلل لدى Commerzbank كارستن فريتش بأن «الأسعار تتراجع.. نظراً للمؤشرات الإيجابية من المحادثات التي جرت نهاية الأسبوع بين ممثلين عن الجانبين الروسي والأوكراني، والتي تعزز الآمال حيال إمكانية تحقيق تقارب».وأعلنت روسيا الأحد أن المفاوضين يحرزون تقدّماً في المحادثات الرامية لوضع حد للقتال في أوكرانيا، بعد أكثر من أسبوعين من بدء الغزو الروسي.في الأثناء، يشعر المستثمرون بالقلق حيال إمكانية تسديد تدابير الإغلاق التي تفرضها الصين للحد من تفشي كوفيد ضربة للطلب على الخام.وقالت المحللة لدى Hargreaves Lansdown سوزانا ستريتر إن «التفشي السريع لكوفيد في أنحاء الصين يثير قلق المستثمرين، مع توقعات بأن تتسبب تدابير الإغلاق الواسعة مجددا بمحنة بالنسبة للاقتصاد»، مضيفة «من المتوقع أن يتعرّض الطلب إلى ضربة إذا تراجع الناتج الاقتصادي الصيني» بسبب تدابير الإغلاق الأخيرة.وارتفعت عقود الخامين منذ غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير و40 بالمئة تقريبا منذ بداية العام الحالي.ومن المقرر أن يتحدث المفاوضون الأوكرانيون والروس مرة أخرى عبر رابط فيديو بعد أن أشار الجانبان إلى إحراز تقدم.وقالت تينا تينج المحللة لدى سي.إم.سي ماركتس «ربما تستمر أسعار النفط في التراجع هذا الأسبوع مع استيعاب المستثمرين لتأثير العقوبات على روسيا إلى جانب إظهار الطرفين إشارات على التفاوض لوقف إطلاق النار».وأضافت تينج «مع استعداد الأسواق لإمدادات أقل بكثير في الفترة بين فبراير وأوائل مارس، تحول التركيز إلى السياسة النقدية في اجتماع لجنة السوق المفتوحة التابعة للمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) المقرر هذا الأسبوع، وهو ما قد يزيد من قوة الدولار ويضغط على أسعار السلع».وتجتمع اللجنة الاتحادية يومي 15 و16 مارس لتقرير ما إذا كانت سترفع أسعار الفائدة.ومن المتوقع أن يبدأ المركزي الأميركي رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع، مما سيضع ضغطا هبوطيا على أسعار النفط.وعلى صعيد متصل، قال وزير بريطاني كبير إن رئيس الوزراء بوريس جونسون يحاول إقناع السعودية بزيادة إنتاجها النفطي وذلك في أعقاب تقارير ذكرت أن جونسون سيسافر إلى المملكة هذا الأسبوع.وحتى الآن تجاهلت السعودية والإمارات نداءات أميركية لاستخدام القدرة الإنتاجية الاحتياطية لديهما في تهدئة أسعار النفط المرتفعة التي تهدد بكساد عالمي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. وذكرت صحيفة تايمز أن جونسون سيتوجه إلى السعودية هذا الأسبوع لمحاولة إقناعها بزيادة الإنتاج مستندة إلى مصادر قالت إنه أقام علاقات طيبة مع قيادة المملكة.وقال راديو التايمز «في وقت أزمة عالمية كبرى في الطاقة نتجت عن هذه الحرب في أوروبا من الصواب أن يتواصل رئيس الوزراء وزعماء عالميون آخرون مع السعودية ويحاولوا العمل معا فيما هو منطقي».
البنزين
على صعيد آخر، انخفضت أسعار البنزين في محطات التزود بالوقود في الولايات المتحدة في مطلع الأسبوع بعد أن وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق الأسبوع الماضي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.وتراجعت أسعار التجزئة للبنزين مساء الاحد، لليوم الثاني على التوالي، إلى 4.325 دولارات للغالون دون المستوى القياسي البالغ 4.331 دولارات الذي سجلته الجمعة، وفقا لبيانات جمعية السيارات الأميركية.وتسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في أواخر فبراير في اضطراب أسواق الطاقة في جميع أنحاء العالم منذ ذلك الحين، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الوقود الباهظة على سائقي السيارات الذين تضرروا أيضا من ارتفاع معدلات التضخم.