ترك رئيس حكومة العراق "صداعه البغدادي" ونزل في أربيل اليوم، ليتفقد مواقع القصف الباليستي النادر الذي استهدف عاصمة الإقليم الكردي، وكما يتردد منذ لحظة القصف، بقيت عبارات المطالبة بتحقيق فوق العادة، هي الأكثر تداولاً بين المعنيين وإن بأشكال مختلفة.وترى الأوساط السياسية أن إعلان الحرس الثوري مسؤوليته عن القصف الباليستي الذي ضرب أبرز مناطق أربيل المكتظة بالمجمعات والمزارع الفارهة وكبريات المؤسسات الإعلامية ومبنى قيد الإنشاء للقنصلية الأميركية، يبرر تحقيقاً فوق العادة، لكل المواقع التي قصفت، وإثبات طبيعتها المدنية وخلوها من الوجود الإسرائيلي الذي تزعمه طهران، لكن إلى جانب ذلك التفكير بكيفية ردع طهران عن تكرار هذا القصف واختراق سيادة العراق بهذا الشكل.
وذكر مصدر حكومي بارز في أربيل في حديث خاص لـ "الجريدة"، أن الجهات القانونية والسياسية في أربيل بدأت فوراً إعداد أوراق ووثائق لكي تطلب تحقيقا دولياً في القصف الإيراني.وأضاف المصدر "نريد تحقيقاً فوق العادة، لدينا شعور بأن قصف إيران سيتكرر بذرائع عديدة للضغط على مواقفنا السياسية وتقاربنا من التيار الصدري" الفائز الأبرز في انتخابات أكتوبر.وبعد يومين من القصف لا يزال الرأي العام مصاباً بالصدمة، من القصف وتحذير من تكراره، ما دفع الكثير من القيادات إلى استخدام لهجة اقوى من المعتاد في التعامل مع الحدث، خصوصاً في بيانات مقتدى الصدر الذي سجل سابقة سياسية بطلبه اللجوء إلى الأمم المتحدة لتوثيق الاحتجاجات العراقية، إذ هي المرة الأولى منذ سقوط صدام حسين، يصل فيها الخلاف مع إيران إلى مستوى اللجوء إلى الأمم المتحدة.ورغم وجود دوافع عديدة للقصف الإيراني تحدثت عنها الصحافة الدولية، فإن التحالف الثلاثي بين الصدر والأكراد والسنة، يرون في توقيت الضربة ضغطاً مباشراً على جهودهم تشكيل حكومة يتراجع فيها نفوذ إيران إلى حد كبير.وذكرت مصادر رفيعة في بغداد، أن الصدر يدعم حصول تحقيق كبير، لمنع إيران من إعادة الكلام نفسه عن وجود للموساد والمخابرات الأميركية سواء في إقليم كردستان أو باقي مناطق العراق.وقال خبير أمني لـ "الجريدة"، إن من المستبعد أن يقوم الأكراد بمنح مواقع للموساد داخل أكثر المناطق المدنية المرفهة، ولو أرادوا ذلك وسط هذا الجو المحموم بالاستقطاب، لكان بإمكانهم إخفاء أي وجود حساس داخل مقرات القوات الكردية الحصينة في الجبال الوعرة على حدود إيران.أفاد ساسة أكراد بأن الإيرانيين كرروا مراراً خلال الفترة الماضية، مزاعم بشأن الوجود الإسرائيلي في أربيل، واتخاذها مكاناً لشن هجمات متنوعة ضد أهداف إيرانية. وحصلوا على إيضاحات واسعة من الجانب العراقي تنفي ذلك بشدة، ويشير هؤلاء إلى أن الكاظمي ومعه وزير الخارجية فؤاد حسين واجهوا ذلك وتعاملوا مع الكلام الإيراني بنحو حاسم، خلال مباحثاتهم في طهران الشتاء الماضي.وكانت الأوساط السياسية في بغداد تحذر من أن إيران لن تكتفي بالانسحاب الأميركي من العراق، وستبقي ضغوطها بالنحو الأقصى، لإعاقة نمو العلاقات الواعدة بين بغداد والأطراف الدولية والانفتاح على المحيط العربي الذي تزايد في السنوات الأخيرة.
دوليات
مصادر كردية: ننسق مع حلفائنا لتحقيق دولي في القصف الإيراني
14-03-2022